الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء الحجاب؟

محمد عبعوب

2020 / 7 / 6
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كثيرا ما طرحت هذا السؤال "لماذا الحجاب؟" على عقلي كلما صادفنني متحجبات بأسمال سوداء وهن يمشين بخوف وحذر عبر الشارع العام، كأنهن يمشين في غابة تسودها وحوش كاسرة تتربص للفتكن بهن..
في كتابها الذي يحمل نفس العنوان، و الصادرة طبعته العربية عن المركز الثقافي العربي بالمغرب عام 2005، تحاول الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي الايجابة على هذا السؤال، بتتبع أصوله، واسباب ظهوره، ومعانيه، وما يرمز له في وعي المتمسكات به أفرادا و جماعات..
هذا الكتاب الذي هو مختصر لأطروحة تقدمت بها الكاتبة لنيل دبلوم عالي في علم الاجتماع سنة 1973م ، قدمت المؤلفة رؤيتها التحليلية لديناميكية العلاقة بين الذكور و الإناث في المجتمعات العربية، متخذة من صور هذه العلاقة في المجتمع المغربي كنموذج، مع رجوعها في تأصيل بعض مظاهر هذه العلاقة الى حقب تاريخية تسبق ظهور الاسلام، ودوره (الاسلام) في إعادة تأطير هذه الصور بترسيخ بعضها ، وتحريم بعضها الآخر..
الكاتبة مرنيسي المعروفة بموقفها ودورها الفاعل في معركة اخراج بنات جنسها على مستوى العالمين العربي والاسلامي من سجن الارتهان للثقافة الذكورية السائد، وحثهن على اخذ مكانهن الصحيح في إعادة بناء اوطانهن، تقدم للقارئ معلومات مفصلة ودقيقة ومثيرة لجهة غرابتها عن لحظة انتقالية عاشتها العائلة المغربية في تحولها من عائلة ممتدة تتدخل في تفاصيل حياة الفرد وتفرض عليه نمط حياة لا يجرؤ على الخروج عنه؛ الى اسرة نووية (من نواة)، تصلح لتكون كنموذج لا يختلف كثيرا عن ما عاشته العائلات على مستوى الوطن العربي، وذلك رغم قدم الدراسة التي كتبتها المؤلفة قبل خمسة عقود، وهي فترة شهدت خلالها الاسرة المغربية و العربية بصورة عامة تطورات سريعة، سواء نحو التقدم او النكوص في بعض الحالات والصور .
وتقول الكاتبة في تقديمها لهذا الكتاب أنها "تهدف الى زعزعة طريقة فهم القارئ لعائلة مغربية راسخة البناء، من خلال التشكيك في معتقداته المسبقة وانماطه الجاهزة حول دينامية الجنسين و أدوارهما ، وحثه على التفكير في أشكال جديدة للعلاقة بينهما"..
الكتاب رغم قدمه لجهة تناوله لصور قديمة لهذه العلاقة تعود الى سبعينات القرن الماضي، فهو يغري القارئ ويشده الى صفحاته، وذلك لحبكة لغته وطريقة تقديمه لصور حية من هذه العلاقة، مؤكد ان غالبيتنا قد عاش بعض صورها، او قرأ عنها، فضلا عن عرضه لبعض الصور من التراث عن هذه العلاقة التي لحقت بها تشوهات كثيرة عبر العصور دفعت فيها الانثى ولازالت تدفع ثمنا باهضا من حياتها ومن حقوقها المنتهكة و المغتصبة حتى اليوم في ظل ثقافة ذكورية تأبى التنازل، رغم تجاوز جارتها على الضفة الشمالية للمتوسط هذه الحالة واخذ مكانها الصحيح في بناء بلدانها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد