الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطتف من التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الحادي عشر 3

عبد المطلب العلمي

2020 / 7 / 6
الارشيف الماركسي




ويهزأ التجار من الشيوعيين وربما يقولون: "في السابق ، كان هناك مُقنِعون رئيسيون ، لكنهم الآن ثرثارون رئيسيون". لقد سخر الرأسماليون منا ، بأننا تخلفنا ، وفاتنا القطار ، لا يوجد ظل شك بهذا ، لهذا أقول أنه من الضروري على المؤتمر الموافقة على هذا التوجيه.
التراجع انتهى. تم تحديد الطرق الرئيسية للنشاط ، وكيفية العمل مع الرأسماليين. هناك بعض العينات ، لكن عددها ضئيل.
توقفوا عن التذاكي في الحديث عن السياسه الأقتصاديه الجديده ، دعوا الشعراء يكتبون القصائد لأنفسهم ، فهم شعراء. لكن ، ايها الاقتصاديون ، لا تتحدثوا عن السياسة الاقتصادية الجديدة ، بل زيدوا عدد هذه الجمعيات، وتحققوا عن عدد الشيوعيين الذين يمكنهم التنافس مع الرأسماليين.
التراجع انتهى ، الآن يجب إعادة تجميع القوات. هذا هو التوجيه الذي يجب أن يصدره المؤتمر ، والذي يجب أن ينهي الصخب والضجيج. اهدأوا ، لا تتحامقوا ، فهذا توجه سلبي. من الضروري عمليا أن تثبت أنك لا تعمل أسوأ من الرأسماليين. الرأسماليون ينشئون روابط اقتصاديه مع الفلاحين للإثراء. يجب عليك إنشاء روابط مع الأقتصاد الفلاحي من أجل تعزيز القوة الاقتصادية لدولتنا البروليتارية. لديك ميزة عن الرأسماليين فسلطة الدولة بين يديك ، وهناك عدد من الوسائل الاقتصادية بين يديك ،لكنك لا تعرف كيفيه استخدامها ، انظر إلى الأمور بشكل أكثر رصانة ، تخلص من بهرجك ، ومظهر الشيوعي الجليل ، وتعلم اداره الأمور ببساطه ، حينها سنهزم الرأسمال الخاص. لدينا سلطة الدولة ولدينا الكثير من الوسائل الاقتصادية. إذا تغلبنا على الرأسمالية وخلقنا روابط مع الاقتصاد الفلاحي ، سنصبح قوة لا تقهر على الإطلاق. وبعد ذلك ، لن يكون بناء الاشتراكية مهمه الحزب الشيوعي ، بل مهمه كتلة الكادحين بأكملها ؛ عندها سيقول الفلاح العادي:انهم يساعدوني و سيتبعنا، حتى و إن كانت خطواته أبطأ مئة مرة ، لكنها أقوى وأصلب بمليون مرة.
وبهذا المعنى ، من الضروري الحديث عن وقف التراجع ، وهذا الشعار ، بشكل أو بآخر ، سيتم تحويله بشكل صحيح إلى قرار من المؤتمر.
في هذا الصدد ، أردت أن أتطرق إلى مسألة ما هي السياسة الاقتصادية الجديدة من وجهه نظر البلاشفه- هل هي تطور أو تكتيك؟ هكذا طُرح السؤال من قبل سمينافيخفتسي (1 )، الذين كما تعلمون ، يمثلون التيار الذي ترسخ بين المهاجرين الروس ، كتيار اجتماعي سياسي بقيادة كبار الكاديت( 2) و بعض وزراء حكومة كولتشاك (3) - لقد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الحكومة السوفياتية تبني الدولة الروسية وبالتالي يجب أن نسير خلفها. لكن هذه الحكومة السوفياتية أي دولة تبني ؟ يقول الشيوعيون إنها دوله شيوعيه ، مؤكدين أن هذا تكتيك، سوف يتحايل البلاشفة على الرأسمال الخاص و في لحظة صعبة ، سيأخذون ما يريدون. يمكن للبلاشفة أن يقولوا ما يحلو لهم ، ولكن في الواقع هذا ليس تكتيكا ، ولكنه تطور وانحطاط داخلي سيوصلهم إلى دولة برجوازية عادية ، التاريخ يسير بطرق مختلفة، ويجب علينا دعمهم.هذا هو طرح سمينافيخوفتسي.
يتظاهر البعض منهم بأنهم يدعمون الشيوعيين ، ولكن هناك بعض الأشخاص المباشرين ، بما فيهم اوستريالوف. اعتقد أنه كان وزيراً في حكومه كولشاك. وهو لا يتفق مع رفاقه ويقول: "أنتم قولوا عن الشيوعية كما تشاؤون ، وأنا أؤكد أن هذه ليست تكتيكات ، بل هي تطور". أعتقد أن اوستريالوف هذا بتصريحاته المباشره هذه، يجلب لنا فائدة كبيرة. نسمع الكثير ، وخاصة انا بسبب موقعي ،اسمع كل يوم أكاذيب شيوعية حلوة ، "كذب شيوعي" ، احيانا يصيبني التقزز. والآن ، بدلاً من هذا "الكذب الشيوعي" يأتي عدد من مجله "تغيير المعالم" ويقول بصراحة: "الأمر ليس هكذا ، أنتم تتخيلون فقط ، و في الحقيقة أنتم تنزلقون إلى مستنقع برجوازي عادي ، وستكون هناك أعلام شيوعية و بعض الشعارات معلقة حول ذلك المستنقع ". هذا مفيد للغاية ، لأننا لم نعد نسمع إعادة صياغة بسيطة لما سمعناه باستمرار من حولنا ، ولكن ببساطة الحقيقة الطبقية من قبل العدو الطبقي. من المفيد جدًا رؤية شيء من هذا القبيل ، لم يتم كتابته لأنه من المعتاد في الدولة الشيوعية الكتابة هكذا ، أو ممنوع أن تكتب خلاف ذلك ، لكن لأنها حقًا حقيقة طبقية ، موقف وقح ، يعبر عنه علانية العدو الطبقي. يقول أوستريالوف على الرغم من كونه عضو في حزب الكاديت، و برجوازي: " أنا مع دعم السلطه السوفيتية في روسيا ، لأنها تسير على الطريق الذي ستنحدر منه الى سلطه برجوازية عادية ".
هذا شيء مفيد للغاية ، يبدو لي أنه يجب أن يوضع في الاعتبار ؛ ومن الأفضل لنا كثيرًا عندما يكتب سمينوفيخوفتسي بهذه الطريقة أكثر من عندما يتظاهر بعضهم بدعم الشيوعيين ، لذلك لا نستطيع من بعيد التأكيد – هل هو يؤمن بالرب ، او في الثورة الشيوعية. يجب أن أقول بصراحة إن الأعداء الصريحين مفيدون. يجب أن أقول بصراحة مثل هذه الأشياء التي يتحدث عنها أوستريالوف ممكنة . يعرف التاريخ التحول من جميع الأنواع. إن الاعتماد على القناعة والتفاني والصفات الروحية الممتازة الأخرى شيء غير جاد على الاطلاق في السياسة. يتمتع عدد قليل من الناس بصفات روحية ممتازة ، لكن الجماهير الضخمة تقرر النتيجة التاريخية . هذه الجماهير الضخمه ، إذا كان ذلك العدد القليل من الناس لا يناسبهم ،فانهم في بعض الأحيان يتعاملون مع هؤلاء الناس بدون أدب.
كانت هناك العديد من الأمثلة على ذلك ، وبالتالي فمن الضروري الترحيب بهذا البيان الصريح لسمينوفيخوفتسي . العدو يقول الحقيقة الطبقية ، مشيراً إلى الخطر الذي يواجهنا. يسعى العدو لجعل هذا أمرًا لا مفر منه. يعبر سمينوفيخفتسي عن مزاج الآلاف وعشرات الآلاف من جميع أنواع البرجوازيين و الموظفين السوفييت ، المشاركين في سياستنا الاقتصادية الجديدة. هذا هو الخطر ألأساسي والحقيقي. وبالتالي ، ينبغي إيلاء الاهتمام الرئيسي لهذه المسأله: في الواقع ، من سينتصر؟ تحدثت عن التنافس. ليس هناك هجوم مباشر علينا ، فهم لا يمسكون بخناقنا. سنرى ما سيحدث غدًا ، نحن اليوم لا نتعرض للهجوم بالسلاح ، ومع ذلك فقد أصبح الصراع مع المجتمع الرأسمالي أكثر شراسة وخطورة بمائة مرة ، لأننا لا نرى دائمًا بوضوح أين هو العدو و من هو صديقنا.
لقد تحدثت عن المنافسة الشيوعية ليس من وجهة نظر التعاطف الشيوعي ، ولكن من وجهة نظر تطوير الأشكال الاقتصادية وأشكال البنية الاجتماعية. هذه ليست منافسة ، إنه نضال يائس ، جنوني ، إن لم يكن الأخير فهو قريب من الأخير ، صراع ليس على الحياه ، ولكن على الموت بين الرأسمالية والشيوعية.
وهنا نحتاج إلى طرح السؤال بوضوح: اين مكمن قوتنا وما الذي نفتقر إليه؟ لدينا سلطة سياسية كافية. بالكاد يوجد أي شخص هنا يمكن ان يشير إلى أنه في مسألة عملية ما ، في مؤسسة تجارية ، بأن الشيوعيين والحزب الشيوعي ليس لديهم سلطة كافية. هناك أناس يفكرون في هذا الأمر ، لكن هؤلاء جميعهم ينظرون إلى الوراء بشكل ميئوس منه ولا يفهمون انه يجب النظر إلى الأمام. القوة الاقتصادية الرئيسية في أيدينا. جميع المؤسسات الكبيرة المهمه والسكك الحديدية وما إلى ذلك - كلها في أيدينا. التأجير ، بغض النظر عن مدى توسعه في بعض الأماكن ، يلعب بشكل عام دورًا ضئيلا ، بشكل عام هذه حصة غير مهمة على الإطلاق. إن القوة الاقتصادية التي في أيدي الدولة البروليتارية في روسيا كافية على الإطلاق لضمان الانتقال إلى الشيوعية. ما الذي ينقصنا؟ من الواضح أن ما ينقصناهو ثقافة فئه الشيوعيين الذين يديرون الأمور. مثلا إذا أخذنا موسكو كمثال - 4700 شيوعي مسؤول – و ذلك العملاق البيروقراطي ، من يقود من؟ أشك كثيرا في أنه يمكن القول أن الشيوعيين يقودون هذا الكوم البيروقراطي. إذا قلنا الحقيقة ، فإنهم لا يقودون ، لكنهم يقادون. هنا حدث شيء مشابه لما قيل لنا في الطفولة كدروس من التاريخ. لقد تعلمنا: عندما يغزو شعب ما شعب أخر ، فإن الشعب الذي غزا هو المنتصر ، والشعب اذي تم غزوه هو المهزوم. شئ بسيط جدا وواضح للجميع. ولكن ماذا يحدث لثقافة هذه الشعوب؟ الأمر ليس بهذه البساطة. إذا كان الناس الذين غزوا اوسع ثقافه من الناس المهزومين ، فعندئذٍ يفرض ثقافته عليهم ، ولكن ماذا لو كان الأمر معكوسا ، فإن المهزوم يفرض ثقافته على الغزاه. هل حدث شيء مماثل في عاصمتنا و 4700 شيوعي (تقريبا فرقة كاملة ، جميعهم من البارزين) اصبحوا يخضعون لثقافة غريبه؟ صحيح ، قد يبدو أن الخاسرين لديهم ثقافة عالية. لا شيء من هذا القبيل. ثقافتهم هزيلة ، غير مهمة ، لكنها مع ذلك أوسع من ثقافتنا. مهما كانت بائسة ، مهما كانت ضئيله ، فهي اوسع من ثقافه مسؤولينا الشيوعيين ، لأنهم لا يملكون القدرة الكافية للإدارة. غالبًا ما ينخدع الشيوعيون رؤساء المؤسسات - وأحيانًا يضللون عن قصد من قبل المخربين بهدف الاستيلاء على مؤسسه ما. الاعتراف بهذا مزعج للغاية. أو ، على الأقل ، ليس لطيفًا جدًا ، ولكن يبدو لي أنه يجب الاستمرار ، لأن هذا هو أبرز ما في القضية الآن. في رأيي ، فإن هذا هو الدرس السياسي من السنة الماضيه ، وفي ظله سيكون صراع عام 1922.
هل سيكون الشيوعيون المسؤولون في روسيا الاتحاديه و الحزب الشيوعي قادرين على فهم أنهم لا يعرفون كيف يديرون الأعمال؟ هم يتصورون أنهم يقودون ، لكنهم في الحقيقة مقادون؟ إذا تمكنوا من فهم هذا، فسوف يتعلمون ، بالطبع ، لأنه يمكن التعلم ، ولكن للتعلم يجب الدراسه ، وهم عندنا لا يدرسون. يلوّحون بألأوامر والمراسيم يمينًا ويسارًا ، ، و النتيجه تختلف عما يريدون على الإطلاق.
المنافسة والمبارزه التي وضعناها على جدول الأعمال من خلال الإعلان عن النيب هي منافسة خطيرة. يبدو أنها تدور في جميع مؤسسات الدولة ، ولكن في الواقع هذا شكل آخر من أشكال الصراع بين الطبقتين اللتين لا يمكن التوفيق بينهما. هذا شكل آخر من أشكال صراع البرجوازية مع البروليتاريا ، إنه صراع لم ينتهي بعد ، وحتى في المؤسسات المركزية لموسكو لم يتم تجاوزه ثقافياً. لأن القادة البرجوازيين يعرفون الأمر في أغلب الأحيان بشكل أفضل من أفضل الشيوعيين لدينا ، الذين يمتلكون كل السلطة و كل الامكانيات ، والذين لا يستطيعون اتخاذ خطوة واحدة معتمدين على حقوقهم و سلطتهم................


1. (تغيير المعالم) هي حركة أيديولوجية وسياسية نشأت في العشرينيات في اوساط المهاجرين. جاءت التسميه من مجله "تغيير المعالم" ، التي كانت تصدر في براغ والتي صيغت فيها الأفكار الرئيسية لهذا الاتجاه. دعوا الى المصالحة والتعاون مع روسيا السوفيتية ، لأن السلطة البلشفية حسب طرحهم مُسخت و اصبحت تعمل من أجل المصالح الوطنية لروسيا.
2.الحزب الديمقراطي الدستوري.حزب ليبرالي يجمع في صفوفه كبار الملاك و اصحاب البنوك و التجار و بعض الأرستقراطيين.
3. القائد الأعلى لجيوش البيض ابان الحرب الأهليه. اتفقت جميع فصائل قوات البيض على تعينيه الحاكم الأعلى لروسيا.هزمه الجيش الأحمر في مدينه اركوتسك و اعدم هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق البولشفي طلب
فؤاد النمري ( 2020 / 7 / 6 - 23:41 )
خطب البولشفي الأول لينين في العام 21 وكان يواجه أعداء حفيفيين
أما تحن البلاشفة في العام 20 نواجهه هلافيتاً خناشيراً يقيمون مقال لينين بعلامة الصفر !؟
هل لك أن تتصور مثل هؤلاء الهلافيت ؟؟

تخياتي


2 - ألافلاس
عبد المطلب العلمي ( 2020 / 7 / 7 - 08:51 )
ماذا يبقى من الشيوعي حين تخليه عن اللينينيه؟محض هراء.انه المخرز الذي يوخزهم عندما يرون اسمه فيسعون للهرب.لكن هيهات.لينينيه البلاشفه هي المنتصره.
تقيمهم لخطاب العظيم لينين،ان دل على شئ فيدل فقط عن افلاسهم.

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري