الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-التغليس- و -جرة الاذن- فلسفة حكم سلطة الإسلام السياسي

صوت الانتفاضة

2020 / 7 / 6
كتابات ساخرة


غَلَسُ: ظُلْمَةُ آخِرِ الليلِ
غَلَّسوا: سارُوا
المصدر: لسان العرب
والفعل "غلّس" يستخدم في الفقه، يقال غلّس المصلي في الصلاة، أي أقامها قبل اشتداد النهار، ويقال ان المسلمين كانوا يخافون على نسائهم ان يراهن الرجال، فطلبوا ان تكون صلاة الفجر "غلسا"، وقد يكون العراقي قد سحب هذه المفردة بأحاديثه العامة، وحولها الى مفردة شعبية، حيث انها أصبحت تفيد بترك الشيء او اهماله عن قصد او التقصد بعدم رؤيته، فالشاعر الشعبي عريان السيد خلف يقول "غلّست عن الگلت والگال گمت اسمع واعدي"، ويقال "فلان مغلس، او ضاربه تغليسه" أي يغض النظر عن فعل ما، او "مغلس على الكروه" دائما نسمعها في السيارة وتقال للذي يتقصد عدم دفع اجرة السائق، او يقال "شو مغلس انته" وتقال للذي يتحدثون عنه وهو كأنه لا يصغي، الخ.
هذه المفردة اعادها بقوة "الشيخ الأمين" قيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب اهل الحق، في خطبته التي رد فيها على الأفعال الطائشة للكاظمي بعد غزوة "البوعيثة" المشؤومة، التي هلل وطبل لها الكثيرون، فقال له ((يجب عليك ان تفعل كما فعل سابقيك "تغلس"))، وحقيقة فالرجل الكاظمي كان قد اعتذر، والقضاء "النزيه والعادل والشريف" قد برأ كل الذين وقع عليهم "الجٌرم"، وأيضا الكاظمي جمع القوة التي نفذت الغزوة مع الذين وقع عليهم "الجٌرم" وقاد مصالحة، ورجع السيد الكاظمي الى صوابه ورشده، وبدأ "بضرب التغليس" عن أفعال محددة ومعلومة، وبدأ يردد بيت شعر لعريان السيد خلف أعلاه ولكن بتعديل بسيط اقتضته الضرورة "غلست عن الفعل والسواه گمت اسمع واعدي"، فالحقيقة ان "التغليس" افضل من "جرة الاذن" التي من الممكن ان ينالها السيد الكاظمي لو استمر بإقعاله الطائشة وغير المحسوبة، وقد ادرك الكاظمي ان فلسفة حكم سلطة الإسلام السياسي، والذي كان هو احد رعاتها وحماتها، تقوم على "التغليس وجرة الاذن".
وبالعودة لترجمة كلمة "غلّسوا" فهي بمعنى ساروا، وقد تكون "سائرون" بمعنى "مغلسون"، وهذه الحقيقة موجودة منذ التحالف الذي أعلن عنه بين "الشيوعي العراقي والتيار الصدري" ففلسفتهم امام القضايا المصيرية هي "التغليس"، وحالة "الزعل" و"الفتور" التي نراها اليوم في هذا التحالف هي بسبب إصرار الطرف الرئيس "التيار الصدري" على فلسفة "جرة الاذن" بينما يرى الطرف الثاني "الشيوعي العراقي" على سياسة "التغليس"، أي كما يقال شعبيا "يا مستوره انستري"، او "اشخط يومك" او "مالنا علاقة"، وهي من افضل فلسفات الحكم لكثير من القوى السياسية ورجال الدين. دمتم بتغليس اقوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة