الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوابة اللادولة، المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون

محمد رسن

2020 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


نعيش في زمن اللادولة زمن ينحر به الطواغيت الأوغاد واحزابهم الفاسدة، كل الذوات الوطنية ليغرقوا البشرية بالأستبداد والأستلاب والقتل والخراب، زمن تتحكم فيه مجاميع قمعية تدعي امتلاكها للحقيقة وذات مهماتٍ إلهية شأنها شأن الحركات الأصولية وأسياد الأقصاء والتفريق وتوالد النزاعات، يظهرون العداء لكل مايخلق شروط الأصلاح بعقلية الشراكة ولغة التوسط ومنطق التحول، مايجري اليوم من أحداث تمارسها جماعات منفلتة تفتك بالمجتمع العراقي ونسيجه وخلق المزيد من الشحن والتعبئة وأنحسار مساحات تطبيق القانون وعودة حلم بناء دولة المواطنة إلى نقطة الصفر وهيمنة المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون أصبحت الدولة أمام خيار واحد الدولة والادولة في حال أختيار الأول يتحتم عليها تغيير دفتر الشروط وإعادة ترتيب الأولويات وخلق البدائل وبناء المعادلات والأتيان بما هو غير مسبوق، ولاسبيل أمام العراقيين للخلاص من هذه القيامة الأرضية سوى النزول الى الشارع والأنخراط في الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية،طبعاً بعد ان تنتهي جائحة كورونا من احل الضغط على الحكومة واصحاب الشأن لأجتراح الحلول والمخارج التي لطالما نادى بها الحراك الجماهيري ولازال، ودفع ثمنها سيول من الدماء التي أريقت على مذبح حرية هذا الوطن ووضع الحياة على سكة مسارها الصحيح، اليوم الاحتجاجات والأعتصامات هي النافذة الوحيدة التي تجعلنا نلتقي بوجه الوطن الذي ننشد، وطن بلا أحزاب عقائدية متطرفة تغلغلت وسيطرة على كل مفاصل الدولة، وطن بلا طائفية ولاقمع بلا فساد ولا تمييز. نريد عالماً أكثر صلاحاً وجمالاً وتعايشاً، وبنيات صادقة ومتحمسة ورؤى حيوية منضبطة بالأطر الوطنية والأخلاقية، لأعادة ترميم المفاهيم الوطنية التي شوهتها هذه الكائنات الممسوخة حتى تآكلت، وخنقت الأمل وكبلت العزيمة التي سيفك قيدها الأحرار، بأصرارهم وعزيمتهم وتكاتفهم في جعل العراق جسراً وليس ساحة للصراع، كما حولوه اليوم المتكالبين على ثرواته وأصرارهم الكبير لتصفية كل القوى الوطنية، وأعادة أنتاج الأزمات التي يتغذون منها وبما يضمن بقائهم حتى أنهاك المجتمع داخلياً،
للحيلولة دون ازدهاره،وتأكيداً لضمان تواجد الدول المستفيدة لمدة أطول من خلال أجنداتهم في الداخل. في هذه الظروف العصيبة يتوجب على كل عراقي حر شريف ان يضع في أعلى سلم أولوياته التخلص من هذه الزمر الفاسدة، بالضغط على مراكز القرار والمشاركة بالحراك الجماهيري، وخاصة صفوة المجتمع ونخبه انطلاقاً من مسؤوليتهم الكبيرة في واجب رسم دروب الحرية، التي خطها أبناء تشرين ليستحقون أوسمة الشرف لمواقفهم الفذة، وشجاعتهم التي تعجز اللغة عن وصف مضامينها تجاه هذه الملحمة الوطنية التي تبغي أسترداد الوطن من سارقيه، كما على الجماهير التي طالتها مخالب البطالة وسحق الكرامة،توظيف أمكاناتها لدعم مثل هذه الاحتجاجات الجماهيرية، لأسترداد الحقوق المنهوبة والكرامة المسلوبة، وبأعلى مستويات التحضر والسلمية هذا السلاح الفتاك الذي يرهب الطغاة أكثر من الرصاص الحي الذي هشم رؤوس الأحرار ولم يمنحهم الموت رؤية تحقيق احلامهم في سقوط حكومة القناصين،أحلامهم التي تحولت الى أفكار ومنهاج حياة للكثيرين من الشباب، والتي بدأوها بفتح الدروب الآمنة للعدالة لكن الوقت لم يمهلهم مدة أطول لتعبيد هذه الدروب، فعبدوها اليوم أيها الأحرار وفاءً لهم،احزاب الفساد لازالت تسرق حقوقنا وتوهمنا بترشيقات أصلاحية شفوية مرة وبأعطاء مكارم وهبات مرة اخرى مدفوعة بوهم الحفاظ على ماتبقى من ماء وجهها إن وجد لأطالة أمد بقائها،
هذه الأحزاب التي لاتكف عن المتاجرة بأدمغة البسطاء تترك جانباً الحلول الجذرية لتلهينا عن التفكير بأمهات القضايا الوطنية. لا نأمل من هذه الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي ان يعمل بجدية عاليه مع الاحتجاجات الشعبية كما يجب، ولو كان صادقاً في تعاطيه مع افرازات الواقع ومطالب المحتجين،لمارس سياسة كسر الحتميات المقفلة وأعادة ترتيب الأولويات عبر التمترس بسياسة فكرية جديدة لا التمسك بعنجهية من سبقوه بتحويل كيان الدولة وكأنه ظاهرة صوتية فقط والتي تناغي موقف الأتحاد الأوربي وصمته المخجل أمام سياسة التكالب والشراسة وأكتفوا ببيانات واستنكارات بلا حياء اثناء قتل ابناء تشرين، وهذا خير دليل على خذلانهم وتآمرهم، مما ساعد مافيات السرقة والقتل الممنهج في الأستمرار على نهجهم البربري، حيث الأتحاد الأوربي كما الاحزاب على يقين بأن هذه الاحتجاجات الشعبية ستزيح آمالهم ونوايا الأحزاب الأسلاموية المنبطحة لهم. عكس سياسة المنتفضين التي تبنوها والمتمثلة بتوزيع خيرات هذه البلاد للعباد وأعادت القانون للوظيفة بعد ان خرج عن الخدمة منذ قرابة ١٨ عاماً، لكن مايدعوا للبؤس ويبعث على الأسى، لم تنصف بعض الجماهير او الصفوة فيه ومراكز القرار الغير حكومية هذه الاحتجاجات، فكان موقفهم سلبي ومخزي تجاه انتفاضة تشرين،أضافة الى دعاة القهوة عفوا التحرر الذين كانوا يجلسون على مقربة من ساحة التحرير كظاهرة سلوكية شعبية أجتماعية حداثوية ومعطياتها التي تختلف عن كافة باقي الأحتجاجات.
كونت هذه الاحتجاجات فضاءات مغايرة مع مناخات خصبة، وجماهير عجنت عذاباتها مع تجربتها حتى فتحت الدروب الآمنة من أجل أسترداد عافية هذا الوطن، وتوفير الحياة الحرة الكريمة عن طريق معالجات ومقاربات مدركة لأرهاصات الماضي والحاضر ومستشرفة لافاق المستقبل،وسط هذه المحن والويلات نجح الحراك الجماهيري الوطني في تمزيق كفن الظلمة لينسج من بشائر فجر الخلاص جدائل الإنقاذ، في وقت يلف الصمت عار المتخاذين والمهادنين، بل اخذوا يتناولون قضية الحراك من منطلقات سطحية ثأرية تنظر الى الاخر الحر بمنظار ضدي وعدائي، كاشفين عن خوائهم وعدم قدرتهم على تنشيط الراكد من الفكر والالتحاق بركب التغيير. هنا يكمن سر قوة الفتية التي أرعبت صدورهم العارية حكومة الطغاة، لأنهم بنكهة هذا الوطن وبلا توابل أقليمية ودولية جماهير غير مستلبة من أي جهة، ولم يصنع قدرها أحد بمعزل عن وعيها وإرادتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال