الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات عن ضرورة انبثاق مدرسة عراقية في كتابة تاريخ العراق.

كامل الدلفي

2020 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تسعدني جهود المخلصين في تسليط الضوء على مساحات مهمة من تاريخ العراق.
لا ريب أن حقائق علم التاريخ محط اختلاف شديد بين العلماء والمهتمين.. وبالأخص تاريخ العراق .. وهنا أحببت أن ادلو بما أراه يتناسب مع ألمقام دون مساس بصاحب رأي أو فكرة فالجميع لدينا موئل تقدير ومحبة.
1- الأوروبيون هم من اماطوا اللثام عن تاريخنا المخبوء في رقيمات الطين.. وبمحض المصادفة.. في البحث عن الكنوز و الذهب، فهم رواد اكتشاف ذواتنا لاسيما الألمان منهم ..
2- لا توجد مدرسة عراقية لكتابة التاريخ. ولو أن المسعودي كان عراقيا لكنه ابن لمدرسة الفتوحات ذات الصبغة الإسلامية والعربية. فكتب بهذه الرؤية التي تتجاوز مفهوم الوطنية أو المحلية.
3-التاريخ العراقي كتب برؤية أيديولوجية. دينية أو قومية أو طبقية. ما جعله انتقائي ومنحاز و يتجاوز معايير الموضوعية في احايين كثيرة. وهنا أشير إلى النظرات الأيديولوجية التي لها تأثير بالغ في سرديتنا التاريخية مثل المدرسة الإسلامية في التأريخ التي كتبت برؤية إمبراطورية زاحفة نحو ضم العالم تحت جناحها بدعوى اسلمته. والمدرسة القومية العربية التي وضعت مناهجنا الدراسية إلى هذه اللحظة، والمدرسة الأوروبية التي بدأت مع طلائع الرأسمالية الأولى في استعمار البلدان وفتح أسواق جديدة و البحث عن المعادن والثروة. فكان الاستشراق ذراعها الرائد.
4- توجد هفوات كبيرة في كتابة تاريخنا في جميع هذه المدارس، فمثلا هذا الذي حدث مع السومريين انهم جاءوا من مكان مجهول..
يحملون المعرفة والخبرة والكتابة وسواها. فهذا نرده بالموضوعية الاتية:
أ- لو انهم جاءوا بكل هذه المعرفة من مكان آخر غير العراق، فلابد أن يكون هذا المكان حافل بالمعرفة و مزدهر في ذلك الحين لكن التاريخ لم يحدّث عن ظهور هذا البلد أو المكان أو الحضارة.
ب- المدرسة الأوروبية لم تتحدث عن غياب السومريين المفاجيء. أين اختفوا.. فإذا كان وهو الحقيقة انهم اندمجوا وذابوا في السكان فهم أقرب الا انهم مركب محلي يملك الكثير من المشتركات مع المعاشرين له مما سهل الاندماج والذوبان.
ج- أن السومرية كصفة هي صفة مكانية لا عرقية، مشتقة من أرض شومر جنوب العراق، وهنا يمكن أن يتمتع بهذه الصفة كل الاقوام المعاصرة لهم. من اكاديين و سواهم.
والثقافة العراقية تشتهر بصفة المكان في الدول والألقاب، ومثال صارخ كوردستان فهي اسم مشتق من الجبل.. كور بالسومرية.
د- أن المعرفة كما اثبت المنهج العلمي تعتمد التسلسل المنطقي في التطور فلا يجوز أن تظهر الكتابة كتجسيد للغة الإنسان وتدوين معارفه خارج هذا الاستحكام المنطقي. فهي دلالة عن تحولات الإنسان الرافديني و صيروة وعيه والدليل الصارخ هو تطور أنماط الكتابة في دائرة المكان بابل - اوغاريت - فينيقيا لتظهر لنا تجليات الحروف
الأبجدية و صور كتابتها الحيري والكوفي(بابل الجديدة).

5- يبقى أن نشير أو ندعو إلى أهمية ظهور مدرسة تاريخية عراقية تعيد قراءة التاريخ بصوت عراقي يعتمد العلم والمكتشفات وفلسفة التاريخ في تحليل الحادثة التاريخية وتأمل مجرياتها و دوافها ونتائج والابتعاد ما أمكن عن المنهج الأسطوري والخرافي.. المعتمد على لا واقعية قسرية أخلّت كثيرا بمفاهيم اجتماعية مهمة كالهوية والمواطنة و الوحدة الوطنية وسواها.
مثال صارخ هو موضوع الهجرة.. فقد تناوله التاريخ باحادية وخلل كبيرين.. فهو يسجل من دون دليل تلك الحركات السكانية ويلقي بها إلى العراق على الرغم من بعدها السحيق في الزمان مثل هجرة الازد.. من اليمن وهجرة أهل الشام العموريين .. لكن لماذا لا يتحدث عن هجرة أهل العراق إلى الأمكنة ذاتها أو هجرةالشعوب المحيطة بوادي الرافدين.. نحتاج المدرسة العراقية المستقلة والعلمية في كتابة التاريخ، لتبذل جهدها العلمي في ردم فجوات التدوين التاريخ في مسار العراقيين الوجودي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س