الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرير سابقاً على التطوير والاستبداد أهون من الاستعباد!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 7 / 9
القضية الكردية


إنني أعلم بأن هناك الكثير من الأخطاء والسلبيات في المنظومة السياسية العمالية الكردستانية ومنها تجربتها الإدارية في روجآفا وعلى رأس تلك السلبيات قضية الاقصاء والفكر الشمولي -رغم محاولات التجميل والتي تتجسد من خلال بعض التحالفات والايحاء؛ بأن هناك نوع من جبهة سياسية تقود الإدارة الذاتية تذكرنا بالجبهة الوطنية في سوريا- وقد وصل الأمر إنني قلت أكثر من مرة؛ بأن الاستمرار بهذا السلوك السياسي قد يعيد تجربة البلدان العربية ونظمها الاستبدادية، لكن وبالرغم من كل ذلك فإنني وقفت -وما زلت- إلى جانبها لقناعتي بأن التحرير يسبق التطوير حيث لا يمكن لشعب أن يطور ذاته وهو تحت الاحتلال والاغتصاب وبالتالي فإن الأولوية هي لقضية التحرير بحيث تتشكل إدرارتك ومؤسساتك الوطنية وحينها يأتي دور التطوير من خلال الاعتماد على الكوادر الاختصاصية ونقد الأخطاء التي تقع بها ووضع الخطط الخمسية والعشرية ورفد التجربة بالعقول الأكاديمية.

طبعاً ربما يكون الوقت قد تأخر بعض الشيء بحيث يستولي فئة عسكرية حزبوية على السلطة ويصبح الأمر معقداً، كما حصل مع عدد من النظم السياسية في العالم حيث أستغلت تلك الفئة صوت المثقفين خلال مرحلة التحرير لتجعل منها وثيقة وطنية تتاجر بها، بل تستغلها وطنياً بالادعاء بأن نخبها الوطنية شهدت لها، بل وقفت إلى جانبها خلال الفترة الماضية وبذلك تكرس استبدادها بحجة ضرورة المرحلة وهكذا نكون ساهمنا في ترسيخ حالة استبداد، لكن ما هو البديل؛ هل الوقوف ضدها بحيث تنصب جهودنا في خدمة أعداء قضايا شعبنا، كما يفعلها البعض من (نخبنا) السياسية والثقافية بوقوفهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى جانب تركيا ضد الإدارة الذاتية بحجة أن ممارسات هذه الأخيرة مستبدة بحق من يخالفها الرأي، متناسين بأن تركيا نفسها ليست بتلك الدولة التي تراعي الحريات وحقوق الانسان، لكن ذاك موضوع آخر لسنا بصددها حالياً، بل نحن نحاول طرح فكرة كيف نخدم تجربة سياسية وليدة تخدم شعبنا ومن دون أن تتحول لنظام سياسي شمولي، هل الوقوف إلى جانبها واضعين نصب أعيننا؛ بأن التحرير يسبق التطوير، أم نقد التجربة والوقوف بوجهها بحجة أن محاربة الاستبداد أهم من قضية التحرر الوطني.

ربما يقول البعض: ولما لا يكون الأمران معاً؛ أي التحرير والتطوير بحيث نساند تجربة سياسية جديدة تقدم لنا حريتنا الوطنية كأمة تتطلع للاستقلال السياسي وبنفس الوقت تكون دولة وإدارة تحترم وتحافظ على حرية مواطنيها وكرامتهم .. طبعاً ذاك هو الحل المثالي والذي لا يمكن لعاقل أن يرفضه وبقناعتي الجميع -ونقصد أصحاب المشروع الوطني- يحاول تحقيقه ولكن كل منا من زاوية رؤية مختلفة ربما وبالتالي فإن دعمنا لمشروع وحدة الصف الكردي وتوحيد القوى السياسية بحيث يكون الكل مشارك في إدارتها ينطلق من تلك القناعة السياسية؛ بأن ذاك التشارك في الإدارة سيقطع الطريق على كل من يحاول الاستفراد بالسلطة وإعادة تجربة الاستبداد كردياً معنا، لكن وإن تعذر الأمر فبقناعتي يبقى الأفضلية للتحرير ومن ثم التطوير وانطلاقاً من تلك الرؤية السياسية سوف ندعم أي تجربة كردية حتى ولو كانت مستبدة حيث الاستبداد أهون من الاستعباد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون