الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أين هم مثقفو مصر؟ أين علماؤها ومتنوروها؟
خالد الصعوب
2020 / 7 / 10مواضيع وابحاث سياسية
لا مكان للمثقفين أو العلماء اليوم في المشهد المصري، فقد آلوا على أنفسهم الترفع عن صفاقة الأداء والانسحاب لشرنقة التعالي عن السفاسف. وبينما يظن المثقف المصري نفسه قد أفلح بخيار اعتزال العامة نشدانا للسلامة، تجده يغفل عن المثال العراقي الذي أغلق فيه المثقفون أبواب صالوناتهم دون مشهد الغزو الأمريكي للعراق فانتهى بهم المطاف وقد اصطيدوا واحدا تلو الآخر فقتلوا في مشهد عبثي آخر.
اليوم تشرف مصر على الهاوية، فتجد الأصوات المطبلة لا ترى أبعد من أنفها فتمجد كل تردي بحجة موالاة النظام. تجد من يجيدون فن الكلام من مستثقفين يحسبون أنفسهم على تيار متفتح فيركزون على أمور ثانوية من حقوق أقليات وغيرها ويتناسون الفيل الذي حل في الغرفة فسد عليها منافذ التنفس.
فقدت مصر جزيرتين طوعا ولم ينبس المثقفون المنادون بالوطن ببنت شفة. تغلغل الجيش المصري في كافة تفاصيل الحياة ولم يحرك المثقفون ساكنا. اقترضت مصر ما سيعبدها لفراعين العالم الاقتصادي لعقود ستأتي والمثقفون مكتوفي الأيدي. قتل الآخر المختلف في أم الدنيا والليبراليون يكررون مغناتهم دون أن يطبقوها على أرض الواقع وقبلوا بقتل الآخر المصري باسم اختلافه. وأخيرا وليس آخرا، وضعت مصر ماءها الذي هو مصدر حياتها في يد أجنبية طواعية، ولم يبادر المثقفون لأي محاولة ولو يائسة لمنع الكارثة.
بينما تدق عقارب الساعة معلنة حلول ساعات حالكة على مصر، يجعل الإعلام المصري البلاد التي يجاوز تعداد سكانها مائة مليون نسمة، تبدو كأنها مزرعة خاصة يديرها رهط من مرتزقة إعلاميين وبلطجية مثل نخنوخ وهشام وفنانون يميلون مع النعماء حيث تميل طلعت يقررون مصير البلاد. فماذا سيحل بعد أن يبدأ السد عمله؟ هل سيكون المثقفون أبرياء من زهق الأرواح وهم بسلبيتهم إنما يشدون على يد مزهقها؟
أليس في مثقفي مصر قانوني واحد يقرأ بنود الاتفاقية التي وقعها من عاش على الماء وحده عشرة أعوام فيجد فيها ثغرة تنقضها؟ أليس هناك من يمكن أن يشكك في السوية العقلية لمن يدمر مصر جهارا نهارا؟
مشكلة المثقفين أنهم لا يدركون أن خرق السفينة سيغرق بكل من هم على متنها، وأن الغرق لا يميز بين الغارقين ومستوى تعليمهم وأن مصر هي ما تبقى في العالم العربي جائزة كبرى يسعى الصهاينة للحصول عليها دون مقابل، فإن هم لم يتحركوا اليوم، لن يحزن أحد لفقدهم كما فقد علماء العراق، وسيفضي الحال إلى ترحم غائب مغيب لا يسمن ولا يغني مع مياه سيغرق شحها البلاد بأكملها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس