الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغتيال الهاشمي وخلفيات الوضع الطائفي المُتأزم في العراق ....!!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2020 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أثارإغتيال المسؤول الامني العراقي هشام الهاشمي وهو الخبير في شؤون الارهاب والتنظيمات القاعدية موجة من الفوضى السياسية والامنية والطائفية فيما توالت معظم الاتهامات من مُختلف وسائل الاعلام الخليحية والغربية وحتى من بعض الصحف ووسائل الاعلام العراقي , نحو بعض فصائل الحشد الشعبي ولا سيما الموالية منها لايران والحرس الثوري , .. ورغم أنه من المُستبعد أن تكون بعض فصائل الحشد الشعبي الموالية منها لإيران وراء هذا الاغتيال , إلا أن الجهات الغربية والامريكية والخليجية وجدت في هذا الاغتيال فرصة ذهبية لمزيد من تعميق الفتن المذهبية والتمزق الطائفي والصراعات الداخلية حتى ضمن المكون المذهبي الواحد بالعراق ...وكما نعلم فقد بدأء الصراع الطائفي والتمزق المذهبي في العراق بالاساس وعلى نحوٍ مُتصاعد منذ الاحتلال البريطاني والامريكي للعراق عام 2003 , ولا سيما مع قيام الحاكم الامريكي بول بريمر إثر سقوط نظام صدام حسين بحل الجيش العراقي وجميع المُؤسسات الامنية والسياسية والاقتصادية والحكومية للدولة العراقية تمهيداً ليس فقط لتدمير الدولة والبنى التحتية والسيطرة طويلة الامد على العراق وثروته النفطية , بل أيضا بهدف إبقاء المنطقة والعراق مُمزقاً الى الابد من خلال أرساء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في تركيبة الدولة العراقية بين السنة والشيعة والاكراد ... وهنا ساهم بكل أسف الجانب الايراني وحلفائه من القوى الشيعية في العراق وبمشاركة من المرجعية الدينية للسيستاني في قبول هذا النظام المُدمر .. فقد ساهم جميعهم بجهل وربما بقصد أو عن دون قصد في تأسيس حكم المحاصصة الطائفية على أمل زيادة النفوذ الايراني في العراق بمرور الزمن .. وكذلك (ولا سيما من من قبل أنصار مرجعية السيستاني) لإضعاف النفوذ الامريكي في العراق .
ولكن وللاسف لم تكن لا هذه الحسابات الايرانية ولا توقعات مرجعية السيستاني صحيحة بل كانت في نهاية الامر سيئة ومُدمرة .
فقد نجح الاحتلال الامريكي للاسف من خلال التقسيم السياسي الطائفي للدولة العراقية في توتير المشاعر الطائفية بسهولة بين شرائح المجتمع العراقي والتي لم تكن ظاهرة بالاصل على نحوٍ ملموس بين السنة والشيعة قبل هذا الاحتلال الذي عمل بأقصى جهده لزرع الطائفية والكراهية بين هذين المكونين في العراق مُستغلاً في ذلك ليس فقط الجهل والتخلف , بل أيضاً العمل على إحداث شبكات تفجير وتخريب واغتيالات يقوم بها بعض المرتزقة في مختلف المناطق المزدحمة سكانياً تستهدف قتل الآلاف من العراقيين , بحيث يتم تصويرها على أنها عمليات انتحارية أو اغتيالات يقوم بها الشيعة في المناطق ذات الاغلبية السنية أو يقوم بها السنة في المناطق ذات الاغلبية الشيعية .
ولكن الامور لم تنتهي في العراق عند هذا الحد , بل عمد الجانب الايراني من خلال الحرس الثوري الايراني وبمشاركة من مرجعية السيستاني الدينية التي دعت الى الجهاد الشعبي في وجه التمدد الداعشي الاجرامي بما في ذلك الاتفاق مع بعض القوى السياسية الشيعية النافذة في السلطة وذلك بإحداث ما يُعرف بفصائل الحشد الشعبي الشيعية لمقاومة تنظيم داعش الذي انتشر في العراق على نحوٍ مفاجئ مع سيطرته الكاملة على مدينة الموصل وكامل مُحافظة نينوى عام 2014 بعد مهزلة عسكرية فاضحة من قبل بعض ضباط الجيش الذين سلموا المواقع العسكرية في المدينة لتنظيم داعش دون قتال ليتمدد هذا التنظيم بعدها الى محافظات صلاح الدين والانبار وديالى ويصل الى مشارف بغداد .
وقد تسبب إحداث فصائل الحشد الشعبي الشيعية في العراق والتي وصلت الى ما يزيد عن ستين فصيلا في تعقيد الوضع الطائفي في العراق وكذلك بدء الانقسام والتنافس الشيعي على نطاق واسع .. فهذه الفصائل المُتنافسة من الحشد الشعبي يرأسها العديد من الشيوخ واصحاب العمائم من الشخصيات الدينية الشيعية المُتنافسةعلى النفوذ والسلطة والموالية بجزء رئيسي منها إما لايران والحرس الثوري تحت إشراف الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس , أو موالية بقسمها الآخر للمرجعية الدينية في النجف (السيستاني) والتي ترفض بدورها أن تتبع مرجعية ولاية الفقيه في إيران .. وهنا عمدت بعض الدول الخليجية الى المزيد من التدخل وتشجيع الانقسام والتحريض الطائفي المُباشر وفي دعم وتمويل تنظيم داعش بتوجيه أمريكي ودعم قطري المُتحالف بقوة مع الحكم الاخواني في تركيا .
وحيث أن الصراع والتمزق الطائفي في العراق قد إرتبط إرتباطاً وثيقاً بوجود الطائفية السياسية في النظام الرسمي للدولة العراقية .. لذا فقد أصبح من المستحيل أن يكون هنالك مخرجاً لازمات العراق الداخلية (ولا حتى على المدى البعيد) سواء كانت إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية او بتفشي النهب والفساد , سوى بوضع حدٍ لنظام المحاصصة الطائفية الذي يتمتع بحماية النظام السياسي الطائفي .. وهذا ما أدى في نهاية الامرالى تفجر الاحتجاجات والغضب الجماهيري في صيف 2019 التي لم يشهد لها العراق مثيلاً والتي اختلفت في طبيعتها عن إحتجاجات عام 2013 , فقد شارك فيها جميع المكونات الطائفية في العراق التي توحدت في مواجهة الحكومة, وشارك فيه الملايين من المحرومين إحتجاجاً على الفقر والبطالة والغلاء وتردي الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وسكن وخدمات صحية .... الخ ... وبدلاً من استجابة الحكومة والقوات العراقية لهذه المطالب تم قمع الجماهير المحرومة والغاضبة بقوة من قبل القوات العراقية بمشاركة من بعض فصائل الحشد الشعبية التي تدخلت في قمع المُتظاهرين لاسيما بعد تعالي الهتافات المُعادية لايران ليسقط ما يربو من 350 قتيل و17 ألف جريح وآلاف المعتقلين على نحوٍ تعسفي وتم خلالها إحراق القنصلية الايرانية في النجف والاعتداء على بعض مقار الحشد الشعبي الموالية للحرس الثوري الايراني .. وهنا وبدلاً من دعم هذه الاحتجاجات الطبقية والمطالب الشعبية, تم تصوير تلك المظاهرات الغاضبة من قبل بعض وسائل الاعلام على أنها فقط مُؤامرة أمريكية وليست بسبب الفقر والحرمان والبطالة وتردي الاوضاع المعيشية والخدمات الاساسية .

والخلاصة التي يُمكن الوصول اليها هنا أن العراق قد دخل مؤخراً مع تكليف مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة وهو المحسوب على النفوذ الامريكي , ثم اغتيال المسؤول الامني الكبير هشام الهاشمي وتحويل السفارة الامريكية في بغداد الى ثكنة كبيرة وقاعدة عسكرية مُحصنة.. قد دخل في نفق طائفي عميق ومُظلم مع انتشار الفساد والمُحاصصات الطائفية والمُساومات والمهاترات والتحالفات السياسية الانتهازية والتي من أهم دوافعها هو الاستحواذ على السلطة وممارسة النهب والفساد الذي لاحدود له .
ومن المُرشح أن يزاد هذا الوضع تعقيداً وخطورة وتدهوراً يوماً بعد يوم ... وهو وضع بدأ بلا شك منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة