الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عداء سلطة يوليو لمبادرات المجتمع المدنى! فرقة رضا نموذجاً. محمود رضا، تجسيد لقتل المبادرات الابداعية الفردية.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2020 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


"يقتل القتيل ويمشى فى جنازته" ..
نعت وزارة الثقافة المصرية صباح اليوم الجمعة، رحيل الفنان محمود رضا ووصفته بـ"أسطورة الاستعراض المسرحي وسفير القوى الناعمة المصري" .. وهو نفس الفنان الذى اممت دولة وزارة الثقافة نفسها، فرقته الخاصة "فرقة رضا" عام 1961 وتعاملت معها بأعتبارها معمل حلويات!

يشتكى الاطباء من نقص وسائل الحماية الضرورية وهم يواجهون بصدروهم فى الصفوف الاولى والاخيرة، الفيروس القاتل، وعدم توفير البيئة الحمائية للفرق الطبية فى المستشفيات، فيتم اعتقالهم!، لكن عندها يموت الاطباء واعضاء الفرق الطبية، بطلات وابطال المجتمع المدنى الشجيعات والشجعان، لا يعامل شهدائهم معاملة شهداء الشرطة والجيش، لكن تنشد لهم الاناشيد!.

فى طريق عداء سلطة يوليو لمبادرات المجتمع المدنى، ورغبتها الانانية فى الاستحواز والسيطرة على كل مقدرات المجتمع المصرى، تحالفت بيروقراطيتها، فى تحالف غير مقدس، مع التيار الدينى اليمينى الرجعى العائد من بعثات السادات الى السعوية الوهابية، هذا التحالف كان قادر على اهدار واحدة من ابرز المبادرة الوليدة التى ولدت عملاقة "فرقة رضا" (1959) .. ولم يكن غريباً خنق هذا المولود على يدهذا التحالف، فهذا المولود يمثل خطر مزدوج، اولاً، انه يمارس حرية التعبير لصالح مكونات وفئات المجتمع، وهو ما يهدد الديكتاتورية الوليدة (1952)!، ثانياً، مجاله الرقص والغناء وهو ما يهدد التيار الدينى بشكل خفى فى البداية، ثم بشكل علنى مع بداية سبعنيات القرن الماضى!، هذان الخطران يخصان التحالف الغير مقدس .. الم يكن مجال فرقة رضا الفنون الشعبية الاستعراضية والغنائية، اى التعبير عن الشعب!، بجمع وتوثيق وعرض واستلهام الفلكلور المستوحى من البيئة المصرية الريفية والمدينية الصحراوية والساحلية، حرية التعبير، من شمال مصر وجنوبها ومن شرقها الى غربها، اى التعبير عن كل المجتمع المدنى المصرى، وسفيراً للمجتمع المدنى المصرى امام العالم الخارجى!.

هذه التجربة المؤلمة لاحدى ابرز مبادارات المجتمع المدنى المصرى، تذكرنا بالتجربة التى لا تقل ايلاماً عنها، والتى جرت وقائعها مع العملاق زكريا الحجاوى، ذلك العبقرى الذى سعى الى جمع وتوثيق التراث الشعبى المصرى اللامادى الغنائى، فما كان من سلطة يوليو ، نسخة السادات، الا ان قامت بتشريده هو واسرته ليناموا فى خيمة فى الشارع امام بيته فى القناطر الخيرية الذى سقط سقفه، هذا البيت الذى اوى فيه الحجاوى السادات ايام ان كان الاخير مطارد من البوليس، ذلك بعد ان كان قد تم طرد الحجاوى من وظيفته فى وزارة الثقافة عندما تولى احد الضباط الاحرار "المتأدب" مسئولية وزارة الثقافة!.

هكذا، ومن خلال مئات، بل والاف القصص الاخرى، عن محاربة كافة مبادرات المجتمع المدنى، بل ومحاربة المجتمع المدنى نفسه، يمكن فهم كيف وصل المجتمع المصرى الى ما وصل اليه، مع انعدام الثقافة والتعليم والخدمات الصحية والتغذية السليمة .. الخ، وصل الى هذه الدرجة المفجعة من الانهيار الروحى والاخلاقى، هذه الخلاصة اهداء الى من يوظفون، وهم يدركون او لا يدركون، ويتشدقون، كما كل تلاميذ مدرسة الاخلاق الحميده، بمحاربة التحرش بكل همة ونشاط للقضاء عليها - الان -!، والطريف ان هذه الحملة المدبرة، تتم - الان - فى وقت غير مواتى على الاطلاق، نظراً لحالة التباعد والحجر المنزلى الجماعى!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف


.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم




.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..


.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية




.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها