الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار ضم (الضفة) ترجمة عملية لصفقة القرن الخيانية

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تتوالى الصفقات الخيانية، والمخططات الشيطانية اللا إنسانية الأميركية في المنطقة لوأد الانسانية وإزهاق روح الديمقراطية واحتقار الإنسان والتجاوز بكل وقاحة على الأرض والهوية؛ لأن قرار ضم الضفة الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني هو فرض واقع سياسي - اجتماعي - جغرافي جديد، لتغيير الخريطة الجيوسياسية لفلسطين المحتلة، ولنفترض؛ حتى ولو كان الضم جزئياً، فإنه سيشمل المستوطنات والكتل الاستيطانية مثل (معاليه، أدوحيم، غوش وعتصيون)، وهو قرار أحادي الجانب ما كان للكيان الصهيوني أن يقدم عليه؛ لو لا صفقة القرن الخيانية السيئة الصيت، والتي تمثل الموقف الأميركي المتفرد - كطبيعتها العدوانية كل مرة - بعملية السلام، والذي ثبت انحيازه وعدم موضوعيته وتجاوزه على الأسس والمرجعيات القانونية والسياسية وقرارات الشرعية الدولية التي يجب أن تحتكم إليها أية مفاوضات، بشأن كافة مواضيع التسوية النهائية.
إن الإدارة الأميركية ليست منحازة تاريخياً للكيان المحتل فحسب، بل هي شريك مباشر في العدوان على شعبنا الصابر في فلسطين المحتلة، وخرائط ومشاريع الضم تقرها الإدارة الأميركية قبل الكيان الصهيوني، وتفرضها على فلسطين والمجتمع الدولي.
ولكن من باب التمويه يصرح (نَتِن - ياهو) بأن قرار ضم الضفة قابل للتأجيل، وعلينا من باب اليقظة السعي لكشف تلك الدسائس الخبيثة، ليعلم الجميع بأن التاجيل لا يعني الإلغاء في كل الأحوال، كي لا نقع في حبائل شائعات وأكاذيب الماكينات الصهيونية - والمتعاونين معها من المرتعدين العرب والانبطاحيين - التي تسوق وبقوة الوهم، الخداع، التضليل والبيانات والشعارات الزائفة؛ كي يزيدوا من تقهقر الأمة وانحطاطها وهزيمتها في عقر دارها.
إن هذه الخطوة اللا مسؤولة المتهورة - ضم الضفة - ستكون سبباً في إشعال حريق خطير، وفتح باب صراع واسع النطاق لزعزعة استقرار المنطقة لعقود أخرى.
وهذا الواقع المأساوي المدمر يستدعي من الجميع مراجعة دقيقة، ووقفة بطولية جادة وحقيقية من قبل فلسطين، ومعها الدول العربية والإسلامية، للتأكيد على الجانب الصهيوني استحالة الاستمرار في العملية التطبيعية إذا ما أقدم الكيان الصهيوني على تنفيذ قرار ضم الضفة الغربية بشكل انفرادي، ورسم خارطة طريق تبين كيفية ملاحقة الكيان الصهيوني، ومطاردته سياسياً، دبلوماسياً وحقوقياً، وتصعيد المقاومة الشعبية، وحشد المواقف الإقليمية والدولية المقاطعة بكل أشكالها، واستمرار التحلل من الاتفاقيات، والاستعداد بقوة لمواجهة مرحلة شديدة السخونة، والاستمرار بحملات إعلامية هادفة تقنع المستوطنين بأن أحلامهم لن تتحقق لأن قرار الضم الجائر غير قانوني وغير أخلاقي وغير حكيم.
إزاء هذه التداعيات الخطيرة لضم الضفة، يتوجب فلسطينياً خلق أرضية سياسية كفاحية صلبة، تبدأ بالمصالحة الوطنية دون شروط مسبقة، والحد من الانقسام (الفلسطيني - الفلسطيني) بعيداً عن المهاترات، مع الأخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الأرض، باعتبار (قرار الضم) ضربة قاضية لآمال الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
هذا الحراك وهذه المواقف العربية والدولية، لن يكونا فعالين على المدى الطويل إذا لم يقترنا بعمل جدي على الأرض، وبالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، لأن رفض الشعب الفلسطيني، وترجمة موقفه عملياً، كفيل بتغيير المعادلات، بما فيها الموقف الدولي، وحتى الموقف الإسرائيلي المتعنت؛ لأن كلمة الفصل تبقى للشعب الفلسطيني. فلو وقف العالم بأسره إلى جانب قرار الضم المشؤوم؛ فلا جدوى منه لو رفضه الفلسطينيون الأحرار جملة وتفصيلاً... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال