الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة متانية في تجارب الشعوب ..

حامد الزبيدي

2020 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


..
بعد الحرب العالمية الثانية والتي خرجت فيها اليابان مهزومة وقد ضربها الامريكان بالقنابل النووية في هيروشيما وناكازاكي ..
سئل سياسي ياباني .....هل تكره امريكا...؟
اجاب.. بكل وضوح لن تفديني الكراهية في شيء سوى ضياع وقتي بالتفكير فيها .
تم الاتفاق مع امريكا والدول الحليفة لها على انجاز مشروع اقتصادي عملاق (مشروع مارشال )لإعادة اعمار الدولتين المانيا واليابان .
اليابانيون بعد الحرب اعطوا اهمية استثنائية للمعلم من كل الوظائف الاخرى وكان يحق للمعلم ما لا يحق لغيره . فعمدوا الى تحويل الانكسار والهزيمة الى انتصار بالعلم .
وها نحن نشهد ان اليابان ثاني اكبر دولة متقدمة في العالم .
اما الالمان ... بعد الحرب عمدوا الى ان تنجز الاعمال على اتم وجه وهذا المبدأ يسري على جميع الصناعات الالمانية وفعلا حققوا هذا الهدف ومنحوا الانتاج الالماني بعد الحرب الضمانة بالجودة العالية . مما جعل صناعتهم افضل الصناعات واقتصادهم من اقوى الاقتصاديات في العالم وكلنا نذكر ..( عبارة كرنتي granti)
التي كانت تكتب على جميع الصناعات الالمانية .
وهناك دول لم تخوض في حروب واحتلالات وانما كانت لها الارادة في النهوض
والتقدم ...مثل الصين التي سعت الى التحول من الاقتصاد الاشتراكي المركزي .
الى اقتصاد السوق ...واكتشاف الصيغة السحرية للانفتاح على العالم ...فعمدت الى تصنيع السلع رخيصة الثمن ضرورية الاستخدام وسريعة الاستهلاك .. مما يحتاجه ربات البيوت واطفال المدارس .والعالم يشهد الان ظهور عملاق اقتصادي اسمه الصين مسجلة اعلى معدلات النمو في العالم .
وهناك دول خرجت من التميز العنصري ومن معاناة استمرت عقودا طويلة مثل جنوب افريقيا . فبعد التحرر من السلطة العنصرية قال نلسن مانديلا ...( ان اقامة العدل اصعب بكثير من هدم الظلم )...فأسسوا لجنة المصالحة والحقيقة .
لتجاوز الانتقام والثأر والدخول في نفق الاقتتال الذي لا نهاية له .وسعوا الى بناء بلدهم ...ليصبح على ما هو عليه الان .
اننا في العراق وبعد الاحتلال الامريكي في 4/9/2003 لم نقرأ تجارب الشعوب جيدا ونستفيد منها وانما غرقنا في ذاتنا من خلال احزاب تقاسمت خيرات العراق وهي في المنفى ... ادخلوا البلد في حرب طائفية عمقت الفرقة والشقاق بين ابناء الوطن الواحد ..
...وخلقوا داخل المدن كانتونات طائفية محاطة بالجدران العالية ....ولجأ البعض الى
تصنيع المفخخات قليلة الكلفة... وكبيرة التأثير سببت الفواجع للعوائل العراقي .فنحن في العراق ذهبنا الى انتاج ما نختلف فيه وما نختلف عليه...لنذهب بعيدا بأحلامنا بعد احتلال مدمر الى الصراع والفرقة بدل التوحد لمحاربة المحتل فالبعض اعتبر الاحتلال تحرير متجاوزا كل القيم والأعراف الانسانية التي تقول لمحاربة المحتل الغازي .. بحيث ذهب كل فريق يبحث عن حليف له من خارج الحدود ليستقوي به على من يختلف معه من أبناء جلدته .وما الدعوات الى اقامة الاقاليم في عدد من المحافظات الا صراعا دمويا سيتفجر على المناطق المتنازع عليها بعد ان تم تغير الحدود الادارية لاكثر من محافظة .
فبات النزاع بلا نهاية قريبة وان لا امل باستقرار البلاد لحين ما تكون هناك صفقة اقليمية برعاية امريكية .لان من يعتقد ان امريكا قد تخلت عن العراق فهو واهم ...
فامريكا لن تترك العراق لان اهدافها بالعراق كبيرة وستراتيجية وهي بالمناسبة غير مستعجلة .. وطالما يشكل العراق ثاني اكبر احتياطي نفطي بالعالم فهي ستسعى للعودة الى العراق بسيناريو اخر يمكنها من عقد التحالفات الطويلة الامد وستعود للقواعد التي شيدتها في العراق لتبقى فيها زمنا طويلا يخدم مصالحها الاستراتيجية وعندها سنسأل أنفسنا .. مرة اخرى ..
هل نكره امريكا .....؟
نحن بالعراق بحاجة الى قراءة متأنية للمحيط الاقليمي والدولي والتغيرات التي تعصف بالمنطقة وتحديد الخيارات التي تؤمن لنا الاستقرار وفرص التقدم وتحافظ على متبنياتنا الفكرية وخصوصيتنا . وعلى من يحاول ان يهز القارب بعنف ان يدرك انه سيسبب في غرق من فيه ولن يصل احد الى الشاطىء... لنبحث عن مصالحنا دون وضع شروط ومحددات مسبقة فلقد دفع العراقيين من دماء ابنائه الكثير تأثرا بشعارات لم تجلب لنا غير ضياع المال والعيال والمزيد من الفوضى والدمار ...وها هم العراقيين في كل بقاع الارض منتشرين يبحثون عن دول تقبلهم وسماء ترأف بحالهم وحكومات تدفع لهم ولعوائلهم الاعانات ...ماذا كنا سنعمل لو ان عدد نفوس العراق مائة مليون ....او بعدد نفوس الهند (مليار و 300 مليون )
ويا مكثر الديانات والمذاهب عندهم .. يعترف الدستور ب21 لغة ... ويبلغ عدد اللهجات المحلية 1652 ...ومنذ عام 1991 تحولت الهند الى واحدة من اسرع الاقتصاديات نموا في العالم ...!!!!!
فمتى يتعلم العراقيين .. ومتى تزاح عن الوجود الطبقة السياسية الفاسدة التي استلمت السلطة بعد الاحتلال .. وتمسكت بنظام سياسي فاشل يتيح لهم سرقة موارد العراق وتقاسمها بين احزاب السلطة الكردية والسنية والشيعية وتزوير ارادته..
الكاتب والاعلامي
الزبيدي حامد
10/7/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة