الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات من قلم الأمة العراقية:حسين العادلي

مظهر محمد صالح

2020 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أتسلم بين الحين والآخر كتابات مهمة ومن نمط نادر ينم عن مفارقات فكرية ومقاربات عقلية في تفسير سلوك الدولة والمجتمع والفرد في ثلاثية جدلية اجدها لاتنفك عن مبادي فردريك هيغل في التصدي لحركة التاربخ والتي يلخصها (الطريحة والنقيضة والنتيجة )وكانما اقترب العادلي في بلوغ (النتيجة )في جدلية فيلسوف الفلاسفة فريدريك هيغل في تفسيره لحركة التاريخ ودواليب الحياة وحركة التقدم الإنساني التي بنيت على معتقد روح الأمة وعقلها او (الغايست -Geist)الذي يحرك المجتمعات لبلوغ الحرية.
واعتدت من جانبي التفاعل الفكري بشكل تلقائي مع كتابات المفكر حسين العادلي وكانما اجد نفسي في معركة فكرية أتولى فيها دور (النقيضة الهيغلية) لبلوغ (النتيجة )في حركة التاريخ والتقدم الإنساني ونحن نتصدى جميعا لافكار مازالت تقترن بعصورها.
وربما تحولت رمزيات حياتنا إلى نقيض جدلي لا يقبل التأويل، اذ يحثنا الكاتب من فوره ونحن نحمل أفكاره على احسن وجه في قبول الحقيقة المعرفية دون الخوض في معركة فلسفية مفتوحة النهايات . فلا يتركك الكاتب حسين العادلي في شذرات قلمه وعمقه الإنساني
شك حين السّراء وتلجأ إلى كلماته حتماً حين الضراء ليسير بنا في بلاغته وآصرته الفكرية إلى دفء التبصير والتسابق في البحث عن حقيقة الخير والحرية في النفس البشرية.
ويبين الكاتب حسين العادلي في (الصدفة) قائلاً:
* الصدفة (غنيمة)المجهول المتنطع.
* من تأتي به (الصدفة) تاخذه الصفقة وتسحقه (الموجة).
* قد تأتيك (السلطة) او (الثروة) صدفة ،ولكن ان تدبرها بنجاح ليس صدفة........
استطردت في نفسي موضوع (الصدفة ) لأبين وأنا اقلب افكاري بين الطريحة والنقيضة قائلاً:

ان اخطر انواع الصدف هي (الصدفة اللاموضوعية )التي قد تضع الثروة او السلطة او كلاهما بيد من لا يستحقها ليمارس ادارة القوة على امة فقدت الفرص والصدف الموضوعية معا ،عندها ستتحول تلك (الصدفة الطارئة) الى (قدر داكن) يسلب الانسانية حاضرها ويلغي مرتسمات مستقبلها ويصادر حرياتها.
وفي ثروة النفط تحديدا بجيب الكاتب المفكر العادلي بشذراته قائلاً:
•النفط (ضرع) الكسالى والطغاة.
•السلطة التي (تمتلك )النفط تطغى.
•النفط (لعنة)بيد النرجسي والمستبد والأيديولوجي.
•شعوب النفط(ترضع الثروة) وشعوب الإبداع (تنتج الثروة).
هنا تفاعلت مع النفط إبتداءً كرجل اقتصاد لأجيب على شذرات قلادة وضاءة امست نادرة الاحجار دون ان اتخلى التتحرى في ثناياه معناها لاقول بصوت خافت:

النفط وسيل عوائدة ماهو الا قوة فائض قيمة تدركه الشعوب الحية على انه راس مال ياتي دفعة واحدة خارج الزمن المادي التاريخي التدرجي لتطور القاعدة الاقتصادية للبلاد بسبب انخفاض كلفة انتاجه وتعاظم اسعاره، فيوفر ثراءً فاحشاً وظيفته في الغالب ضارة ،فهو سباق في تعطيل دواليب الانتاج التقليدية والمبكرة للامم المنتجة للمواد الخام ،ويستبدلها بدواليب من السعادة الاستهلاكية المبكرة الزائفة وضياع التراكم الرأسمالي .ويعود بالأمة وعلى عجل من طرازات المجتمع المنتج المستقل الى طرازات مجتمعات الامتصاص وطورها الطفولي المعتمد .انه عالم لايعرف الا اللون الاسود كاعلى لون في تدرج قيم الحياة.انه عالم منتج زائف ،يمتلك القدرة على مقايضة حياة الامم وتحويل مستقبلها من مقدمات تحمل عقل الاقتصاد المنتج للثروة وتطور إبداعاته ومدنيته إلى مؤخرات الأمم وتحمل بيدها نتائج اقتصادية مصطبغة بلون اسود ،ملتهمة للثروة بلا اسنان ذات اللون الابيض وتتمد في فراش وثير من المدنية المنقولة الزائلة .
انها مفارقة الازدهار paradox of thrift كما عبرت عنها المدرسة الكنزية في الاقتصاد التي تستهلك الأمم مدخراتها الرأسمالية دون استثمار مجدد للثروة مما يفقدها دخل وثروة المستقبل .
ما اجمل (الموج )الذي تصدى له قلم الامة وكاتبها حسين العادلي وهو يتحدى جيشانه قائلا:
•لا يصنع التاريخ الا من (يختلق) موجاً،ولا موج دون ما ريادة وتضحية ،...الشواطئ (ملجأ ) العاجز والمتردد والمصلحي.
•لا (قمم) في الموج ....الموج رافع خافض ،... قيمته انه يحمل ،يضرب،ويخلق المسار.
•لولا الامواج لما (أبحرت)المراكب ومن يريد (منع )الموج يريد خلق المستنقع.
هنا عدت بدفاتري وأفكاري الى غموض الاقتصاد ثانية وتدارك الموج في ازمات الامم وشعوبها والتعاطي مع سياسات اقتصادية نافعة اوضارة احيانا تتدفق كالموج في التصدي الى التحديات لبلوغ الفرص وقلت بصوت عالي:
الموج ليس غاية بل هو ضرورة necessary او التحديد ويمكن تسميته بالتحدي لبلوغ المرسى بسلام . ففي تطبيقات علم الاقتصاد هنالك عبارة هي lean against the winds وقد أقول من طرفي lean against the waves والتي تعني مواجهة الموج في ظروف اشتداد الازمات الاقتصادية وليس مسايرة الموج في صعوده ونزوله وحسب هواه وضياع الأهداف ....فاخطر الناس من يساير الموج بانتهازية شاقة لمصلحة وقتية ضيقة او من يقف ضد الموج بالمطلق من دون حكمة او تخطيط في التصدي ؟؟؟ انه الموج في ظلال تكوين فلسفة الحدث ومواجهة تحدياته ، فمن اجاد ادارة الموج بلغ معنى الفلسفة وعقلانيتها في توصيف حركة الحياة الانسانية دوما .
ختاما، يرجع بنا الكاتب والمفكر حسين العادلي الى اجواء فلسفة التاريخ كرة أُخرى وهو يتصدى إلى موضوع لاهب وهو المضمار؟ فمن هو اللاعب او المتفرج في هذا المضمار كما يقول الكاتب العادلي في شذراته:

* مضمار(السباق) للجميع وللصامد الكأس.
* (الفوز)للمبتدئ و للمحترف (المضمار) .
* مضمار (الدولة) التفاعل ومضمار المجتمع (الانفعال).
* (الزمن) مضمار البشر (والتاريخ) مضمار الانسانية.
* مضمار (القوة) يفسد النخبة ومضمار (الضعف)يفسد الشعب.
* إن خاف منك الناس ، فاعلم ان مضمارك (الشر).

ليس لي ما اقول ان مفهوم المضمار الذي طرحه السيد العادلي هو بمثابة تجسيد او مقاربة الى فكرة هيغل حول تلمس مبدا(Geist او الغايست ) وهي روح الأمة وعقلها في التحول الجدلي الجمعي الى فضاء اوسع من الحرية كما أسلفنا .فالمضمار هو (الزمن ) حقاً وله تاثير على العلم والفلسفة لذلك لاتستطيع ان تضع قانونا يلائم كل الأزمان .فالفلسفة الهيغلية في نظرية التاريخ هي الزمن ، فلاتوجد حقيقة انسانية مطلقة بل توجد افكار تقرن بعصورها حتما .المضمار تجسيد لفلسفة التطور التاريخي الذي يتسبب في التغيير عبر الازمنة المختلفة دون تكرار لبلوغ الحرية.وهنا ربما يجسد الأستاذ المفكر حسين العادلي في موضوع (المضمار ) بجعله مرادف للزمن عبر فلسفة هيغل في نظرية التاريخ ليؤكد ان التاريخ ليس نمطا عشوائيا ،وان قانون التطور التاريخي هو الذي يتسبب في التغيير لبلوغ الحرية عبر( مضمار) الزمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت