الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غذاء الدماغ - 5

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2020 / 7 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر عن دار Penguin Random House UK، عام 2018،كتاب الدكتورة ليزا مسكوني الموسوم: غذاء الدماغ، كيف تأكل بذكاء وتشحذ دماغك
‏ "BRAIN FOOD,HOW TO EAT SMART AND SHARPEN YOUR BRAIN"
نظراً لتعلق الموضوع بمرض الزهايمر الذي له أثاره المهلكة على المصابين به والمجتمع، نستمر في هذه الحلقة بإعداد ترجمة القسم الأخير عن الفيتامينات والمعادن:
العالم العجيب من الفلافونويدات - FLAVONOIDS
تنتج النباتات مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية تسمى (المغذيات النباتية phytonutrients ). ترمز أحيانً ب" فيتامينP"، تخدم هذه المواد غرضا محدداً جداً للنباتات، مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وبالتالي زيادة حياة النباتات نفسها. وعادة ماتُنَتج ضمن تركيبة مع مختلف الفيتامينات المضادة للأكسدة وتتركز بشكل خاص في توت berries النبات، [بإمكانك الأطلاع على صور ملونة لأنواعها المختلفة الرجوع الى الرابط: (https://plantsam.com/berries)].
لاتستفيد النباتات وحدها، من هذه المركبات من خلال التوت berries، ونحن نستفيد منها، أيضاً، ننتفع بجميع الفوائد لهذه المنتجات التي تصنعها المصّنع - النبات لأجل"العيش طويلاً ومزدهراًٍ" *
وقد حدد العلماء وصنفوا أكثر من أربعة آلاف من المغذيات النباتية، مثل الفلافونويدات flavonoids ،الفينولات phenols . الأمثلة الشائعة هي quercetin التي وجِدَتْ في التفاح، الفلافانولات flavanols الموجود في حبوب الكاكاو، وريسفيراترول resveratrol الذي يُعطي النبيذ الأحمر مذاقه الجيد - الكل تشتهر بخصائصها المتفوقة لمكافحة الشيخوخة. في حين أن العلماء قد تغاضوا تأريخياً عن هذه المواد، تشير الدراسات التجريبية الجديدة إلى أن المغذيات النباتية phytonutrients تلعب دوراً أكبر في صحة الإنسان مما كان يُعتقد سابقاً. في الفصول التالية، سنرى كيف أنها تُشكل قلب وروح تلك الوجبات الغذائية التي ثَبُتَتْ دورها في تعزز الصحة وطول العمر في جميع أنحاء العالم. نقف عند هذا الحد لنتحدث عن المعادن.
المعادن: تقدم قليل في مسار طويل
الى جانب الفيتامينات، يحب الدماغ المادة المعدنية- المعادن المستمدة من الأرض التي نستخلصها من خلال الفواكه والخضروات في المقام الأول.
في الواقع، المعادن هي بقايا من الأنسجة النباتية والحيوانية الموجودة في التربة. مقولة" رماد الى رماد، غبار الى غبار" تشير الى هذه العملية بالذات. يتم امتصاص المعادن الموجودة في التربة من قبل النباتات عندما تنمو خلال عملية طبيعية وهي تعيد تدوير هذه العناصر كمغذيات في الأطعمة لدينا.
المعادن، كالكثير من الفيتامينات، ضرورية لصحتنا البدنية والعقلية. فهي تُضفي هيكلية لخلايانا، وخاصة خلايا الدم، الأعصاب، والخلايا العضلية، وكذلك تلك التي تشكل العظام والأسنان والأنسجة الرخوة. كما تخدم المعادن العديد من الوظائف الخاصة بالمخ. بعض وظائف electrolytes ** المساعدة في تنظيم سوائل الدماغ والترطيب hydration. قسم منها تُقوي عملية الأيض metabolism لدينا. والقسم الآخر لديها مَهَمّة مُهِمّة جداً لتنظيم عمل الناقلات العصبية neurotransmitters. المغنسيوم، الزنك، النحاس، الحديد، اليود، السلينيوم، المنغنيز، والبوتاسيوم كلها ضرورية وتساعدنا في الحفاظ على صحة ونشاط أدمغتنا عند التقدم في العمر. لا تنحصر نقص المعادن بالاضرار للدماغ وحدها، يمكن أن يكون الفائض مضراً أيضاً، إن كان على شكل معادن، ساماً للدماغ عند امتصاصها بتركيزات عالية. وهي، في المقام الأول: الرصاص، الكادميوم، الزئبق، وهي تُعْرَف ب"المعادن الثقيلة". يمكن أن ينتج التسمم بسهولة من: الصناعة، تلوث الهواء و المياه، الأطعمة، الأدوية، حاويات الطعام المغلفة بشكل غير صحيح، بلع الاصباغ التي تدخل الرصاص في تركيبها، الزرنيخ، وهو معدن سام آخر، المبيدات التي يدخل في تصنيع المبيدات الحشرية ويعطى، أيضاً، كمضاد حيوي للطيور والحيوانات التي تُربى في المزارع مثل الدجاج( وهو أمر مؤسف، حيث ينتهي الأمر بتناول السُمْ عندما نأكل الدجاج). ويستخدم النيكل في تصنيع السمن margarine و soft spreads (مواد تدخل في صناعة المربى والجلي وصناعات غذائية أخري عديدة لتحسين مذاقها والإغراء لأجل المزيد من تناولها). ربما تريد أن تفحص معجون أسنانك أيضاً. أنه يحتوي على التيتانيوم، مادة غير مؤذية على ما يبدو مثل الألمنيوم، ولكنها تشكل تهديداً كبيرا لأدمغتنها الحساسة أيضا. من المعروف منذ فترة طويلة أن الألمنيوم سام لخلايا الدماغ، حتى بكميات صغيرة. ومع ذلك، فإننا جميعاً معرضون بسهولة لهذا المعدن باستخدام حاويات الألمنيوم وعدة أنواع من مستحضرات التجميل و الأدوية ، وحتى عن طريق شرب المياه النقية.
في حين تختلف الأعراض والنتائج المادية وفقا للمعدن المتراكم، فان التسمم المعدني يؤثر على نشاط الخلايا في الجهاز العصبي بأكمله، في الحالات الشديدة التي تؤدي الى التهاب الدماغ ( encephalopathy)، والذي غالباً ما لايكون له تراجع. وبالتالي فإن سُمية المعادن الثقيلة هي واحدة من أكبر التهديدات لصحة الدماغ في مجتمعنا بسبب الاستخدام غير المُقَيّد لهذه العناصر للأغراض الصناعية وكذلك اللامبالات للطريقة التي نتعامل بها مع الكوكب الذي نعيش عليه. ومع ذلك، يمكن أن للمعادن الأخرى الأكثر شيوعا وأقل خطورة بكثير أن يتلف الدماغ أيضاًإذا تم تناولها بكميات مفرطة، مثل الحديد، النحاس، والزنك.
وهذه المعادن ضرورية لوظيفة الدماغ الأمثل ضمن حدود تركيزات محددة،. للحديد دور بالغ الأهمية لإنتاج الهيموجلوبين( جزء من خلايا الدم لدينا التي تحمل الأكسجين) وكذلك بعض البروتينات. النحاس هو المفتاح لوظيفة الآنزيم وصحة جهاز المناعة لدينا والأوعية الدموية والأعصاب والعظام. الزنك هو واحد من المعادن الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بدعم الايض في الدماغ metabolism. يمكننا جميعاً أن نتصور مدى سهولة أوجه القصور في أي من هذه المعادن من شأنه أن يؤثر على قدراتنا العقلية والحدة العقلية sharpness.
حالة طبية شائعة تسمى فقر الدم anemia هو مثال جيد. فقر الدم يتطور عندما يفتقر الدم الى عدد غير كافي لخلايا الدم الحمراء السليمة أو الهيموجلوبين، بسبب نقص الحديد، عادة. بعض الأعراض الأولى لفقر الدم هي: التعب،الدوخة، الضعف، وفقدان القدرة على التحمل، وعدم القدرة على التركيز brain fog، والتي سيكون لها تأثير واضح على قدرتنا على الأداء جسديا وفكريا. لحسن الحظ، يتطلب كمية قليلة جدًا من الحديد للوصول إلى مستويات كافية. من ناحية أخرى، يخطأ معظم الناس في الاتجاه المعاكس، بتناولهم الكثير من هذه المواد الغذائية، يمكن أن يضر ذلك بدماغك. هذا ينطبق على النحاس والزنك كذلك.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الإفراط في الاستيعاب بالحديد والزنك والنحاس قد يساهم في حدوث مشاكل إدراكية لكبار السن. الإفراط في تناول هذه المعادن يعزز الإجهاد التأكسدي oxidative stressو وهذا النوع من "الصدأ" تسبب في تسارع ظاهرة شيخوخة الدماغ.
الأخبار السيئة بالنسبة لدماغك، النحاس هو الذي يبدو كونه الخبرالسيء. تشير الأبحاث الجديدة إلى أن كمية النحاس الذي نحصل عليه عن طريق إتباع النظام الغذائي الحديث النموذجي فقط كافية لتطويرالزهايمر. يحد النحاس من قدرة الدماغ على إزالة البروتينات الأميلويد السامة amyloid قبل أن تتشكل الصفائح plaques وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر في حين تشجع على تكتل تلك البروتينات في نفس الوقت.
ومع ذلك هذا لأشيء بالمقارنة مع النحاس التي نتناولها ضمن نظام غذائي عالي الدهون. تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على نسبة عالية من النحاس والدهون المشبعة والدهون غير المشبعة*** لديهم معدلات تسارع للتدهور المعرفي- يقرب من تسعة عشر سنة إضافية نحو الشيخوخة. تبين في هذه الدراسات، بأن كمية النحاس التي ارتبطت في نهاية المطاف مع التدهور المعرفي تكون ضارة فقط عند أولئك الناس الذين كانت وجباتهم الغذائية عالية بالدهون المشبعة والدهون غير المشبعة في أن واحد. القليل جداً من النحاس الزائد في الأدمغة 2.7 ملغم يومياً يجعل الأمور أسوأ، النظام الغذائي عالي الدهون تسبب في فقدان السيطرة haywire، وهو ما يعادل مجرد 3اقية من لحم الخنزير.
ولكن قبل أن نلوم الغذاء بشكل عام لهذه الآثار السيئة، لأن ما هو غير معروف لمعظمنا بأن النحاس يدخل أجسامنا من مصادر أخرى أيضاً: عن طريق مياه الشرب المجهز عن طريق الأنابيب النحاسية. وعلاوة على ذلك، كثير من الناس يتناولون جرعات نحاس إضافية عن طريق مكملات الفيتامينات. تحتوي مكملات الفيتامينات الشائعة على كل من النحاس والحديد، وأحياناً تتجاوز الجرعة الموصى بها. باختصار، إذا كان النظام الغذائي الخاص بك هو ارتفاع في الدهون، تحتاج مراقبة إستهلاك المعادن، إذا كان يأتي في هيئة مكملات الفيتامينات.
في الولايات المتحدة، نحن لا نحتاج إضافة هذه المعادن، لإننا نستهلك الكثير من المعادن من خلال وجبات الأطعمة اليومية.
(يتبع)

*أحياناً يسبق خيال الشعراء نتائج أبحاث العلماء، قصيدة "سوف أحيا " كلمات الشاعر المصري مرسي جميل عزيز وألحان وتوزيع الأخوين رحباني سجلتها فيروز أثناء زيارتها والأخوين رحباني الى مصر عام 1955 دليل على ذلك. https://youtu.be/XL0fLwSw-aQ
تبدأ القصيدة -الأغنية بمقطع:
(لم لا أحيا وظل الورد يحيا في الشفاه
ونشيد البـلـبـل الشادي حياة لهواه
لم لا أحيا وفي قلبى وفي عيني الحياه
سوف أحيا .. سـوف أحيا)
....
وتنتهي بالمقطع الذي أشار فيه الشاعر الى كيفية تمتع "أزهار الخميلة" بحياتها القصيرة، يوم واحد، الى اللحظات الأخيرة :
(ليس سـراً يا رفـيقي أن أيامي قليلـة
ليس سـراً إنما الأيــام بسمات طويلة
إن أردت السر فاسأل عنه أزهار الخميلة
عـمرها يوم وتحيا اليوم حتى منتهـاه
سوف أحيا.. سوف أحيا)

**اليكترولايت electrolyte: مواد عند إذابتها في مذيب كالماء يتحول المحلول الى موصل كهربائيا.( للمزيد من العلومات يمكن الرجوع الى الوكيبيديا)

‏***{(Trans fat)‏ (ترانس فاتس أو الدهون المتحوّلة) هو اسم شائع لنوع من الدهون غير المشبعة والتي تحتوي على متزامر تقابلي للحمض الدهني. الدهون التقابلية يمكن أن تكون دهون أحادية أو دهون عديدة اللاإشباع.
معظم الدهون التقابلية في الوقت الحالي تنتج صناعيا عن طريق هدرجة الزيوت النباتية. وقد بدأت هذه الصناعة في أوائل القرن التاسع عشر وتم إنتاج أول نوع من الدهون التقابلية في عام 1911 تحت اسم كريسكو. والهدف هنا من عملية الهدرجة هو إضافة ذرة هيدروجين إلى الدهون غير المشبعة لجعلها أكثر من حيث درجة عدم التشبع. وهذه الدهون التقابلية ترتفع نقطة انصهارها مما يجعلها جذابة لصانعي الأطعمة والمخابز حيث تزيد من فترة الاحتفاظ بالأغذية دون أن تتلف. من تلك المنتجات نجد الكعك والباجل والشيبس والبطاطس المحمرة والبرومفريت . وهناك نوع آخر من الدهون التقابلية يسمى حمض الفاكسينيك, وهو يستخدم في صناعة منتجات اللحوم والألبان.
تأثير الدهون التقابلية على الصحة جسيمة فهي ترفع من معدل الكولسترول LDL في الدم . وبذلك تكون من مسببات انسداد الشريان التاجي للقلب (فهي تسبب تصلب الشرايين وتؤدي إلى السكتة القلبية).
لهذا يجب تقليل أكل تلك المنتجات للمحافظة على الصحة.} من الوكيبيديا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك