الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، وتصريح أبا بشرايا ممثل البوليساريو باوربة

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا يزالون في غيهم يعمهون ، وفي ظلالتهم وجهلهم تائهون .
كل اطر جبهة البوليساريو اقامت الدنيا ولم تقعدها ، وكم هللوا ، وباركوا ، وصفقوا ، ورقصوا ، وكأنهم اكتشفوا شيئا جديدا ، او عثروا على كنز ينسيهم شقاوة وضنك عيش المخيمات ، خاصة في فصل الصيف القاحط كان الله في عونهم ، ولن يكن ابدا في عون من كبّدهم تلك المرارة والصعوبة في العيش ، والله لشديد الحساب ، لأنه يمهل ولا يهمل .. خاصة حين تكون المؤامرة تستهدف التاريخ ، وتستهدف الأصول ، وتكون محبوكة ضد وحدة شعب ، ووحدة ارض ..
لقد هلل صحراويو الجبهة لِمَا صرح به ممثلها بأوربة السيد أبي بشرايا ، حين اعطى لتصريح Josp Borell اكثر مما يستحق ، مع العلم ان تصريح Borell لم يأت بجديد ، لكنه تذكير بموقف الاتحاد الأوربي ، الذي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء ، لكن الاتحاد الأوربي لا يعترف بالجمهورية الصحراوية ككيان دولتي ، وكان على السيد أبا بشرايا الإشارة الى موقف الاتحاد الأوربي من الجمهورية الصحراوية ، عوض الاكتفاء فقط بويْل للمصلين ..
لقد حاول السيد أبا بشاريا تكييف تصريح Borell بالقانوني اكثر من السياسي ، لكن المصيبة ان السيد أبا بشرايا ، لا يتردد في التركيز على الجانب السياسي في المفاوضات مع النظام المغربي ، بدل الجانب القانوني الذي يعطي امتيازا لمغربية الصحراء على حل الانفصال ، وفرض الامر الواقع .
لكن أوجه الافتراء على محكمة العدل الاوربية ، حين البسها السيد أبا بشاريا ثوبا ليس لها ، بتقْويلها في قراراها الذي اتخذته في سنة 2016 ان " التواجد المغربي في الصحراء هو احتلال عسكري .. " ، وربط بين قضية الصحراء التي هي مغربية ، وبين فلسطين التي هي عربية إسلامية ، حين اعتبر قرار المحكمة الصادر في سنة 2019 بشأن المنتوجات الفلسطينية ، قد بُنِي على قرار المحكمة الصادر في سنة 2016 و 2018 ، بالنسبة لمنتوجات الصحراء ، وبطريق اكثر من مكيافيلي لاستجداء العطف ، والحنان ، والتضامن المفقود والغائب ، ودغدغة المشاعر والأحاسيس ، حاول الركوب على القضية الفلسطينية حين حاول فاشلا ربطها بقضية الصحراء الغربية ، مع العلم ان لا علاقة تجمع بين القضية الفلسطينية التي هي قضية قومية ، وبين قضية الصحراء الغربية التي هي قضية وطنية مغربية .. فأيُّ انتهازية أكثر من انتهازية السيد أبا بشاريا ، في تحريف التاريخ ، واستنساخ ما يفرحه ، وما يخدم نزعته الانفصالية ... وهنا ادعو السيد أبا بشاريا ان يأتينا بنص القرار الذي تقول فيه محكمة العدل الاوربية ، انّ التواجد المغربي بالصحراء هو احتلال عسكري ...
ان ما صدم السيد أبا بشاريا ، وصدم جبهة البوليساريو ، ان قرار محكمة العدل الاوربية ، رغم انه شدد على الفصل في المنتجات وليس الفصل في التراب وفي البشر ، لان النزاع لا يزال بيد الأمم المتحدة ، وهو القرار الصادر في سنة 2016 و 2018 ، فان الاتحاد الأوربي تحدى القرار الصادر من محكمته ، وعوض الفصل بين المنتجات ، فهو جدد كل الاتفاقيات المبرمة مع المغرب ، من الاتفاقيات التجارية ، الى اتفاقيات الفلاحية ، الى اتفاقية الصيد البحري ، دون ان يكثر للأصوات النشاز المنبعثة من هنا ومن هناك ، وهو ما كدّر فرحة السيد أبا بشاريا ، وكدّر فرحة البوليساريو ، حين ظلوا عاجزين عن فهم وادراك مرجعية التصرف الأوربي المتجاوزة لقارارالمحكمة ..
ان القرارات التي تصدرها محكمة العدل الاوربية ( سَطّرْ على محكمة العدل الاوربية ) ، تكون ملزمة فقط في الحالة التي يكون فيها اطراف النزاع اوربيين ، لكن عندما لا يكون احد اطراف النزاع اوربيا ، فالقرارات التي تتخذها محكمة العدل الاوربية ، تكون فقط استشارية وليس ملزمة ، بمعنى ان الأطراف التي صدر القرار لصالحهم ، غير ملزمين باحترامه ، وهذا سبب تجاوز الاتحاد الأوربي لقرارات محكمته ، لان جبهة البوليساريو ليست اوربية ..
ان تشبث السيد أبا بشاريا بتصريح Borell ، بكون الاتحاد الأوربي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء ، وهنا لم يسبق للاتحاد الأوربي ان اعتبر الوجود المغربي في صحراءه بالاحتلال ، ليس جديدا حتى يركب عليه السيد أبا بشاريا ، ويهلل ويصفق له البوليساريو ، وكأنهم اكتشفوا كنزا ، او شيئا مفقودا ، فعثروا عليه ، وسيخلصهم من ضنك العيش ، وقساوة المخيمات ، وحصار النظام الجزائري ، فتصريح السيد Borell لن يأتي بجديد ، لان الاتحاد الأوربي لا يمكن ان يسبق قرار مجلس الامن ، وقرار الجمعية العامة ، حيث لا تزال القضية بأيديهم ، أي لا تزال في طور المعالجة ، ولم يتم الحسم فيها ما دام ان قرارا امميا لم يصدر فيها ... فكيف للسيد Borell ومنه الاتحاد الأوربي المتشبثين بالحياد ، ان يعترفوا بمغربية الصحراء ، او ان يعترفوا بالجمهورية الصحراوية في غياب قرار لمجلس الامن ، وهو القرار النهائي الذي لن يصدره المجلس ، الاّ برضاء وبموافقة اطراف النزاع الحقيقيين ، أي انّ أي حل ، لا يمكن لمجلس الامن فرضه ، الاّ إذا تحقق شرطان واقفان ، شرط القبول ، أي قبول اطراف النزاع للحل ، وشرط الموافقة ، أي موافقة اطراف النزاع عن الحل .
فاذا عارض احد اطراف النزاع الحل المطروح ، كأن لا يقبله ، ولا يوافق عليه ، فأي حل خارج إرادة اطراف النزاع ، سيكون مرفوضا ، وهذا بنص القرارات التي يخرج بها مجلس الامن " حل سياسي متفاوض عليه ، ويكون مقبولا وموافقا عليه " ، فنص القرار هو لمجلس الامن ، وليس لغيره ...
اذن ان تصريح السيد Borell ، هو تصريح بالحياد ، في قضية لا تزال بيد مجلس الامن ، وليس لِمَا ذهب اليه السيد أبا بشاريا ومعه الجبهة ، بكون تصريح Josep Borell هو تصريح يدعم أطروحة البوليساريو ، ومعها عُرابها وصانعها النظام الجزائري ...
ان هذا العطب في الفهم وفي الاستيعاب ، وفي طريقة التحجج ، هو ما يطبع كل مسلكيات جبهة البوليساريو ، خاصة منذ سنة 2000 التي دخل فيها البوليساريو الموت السريري على اثر اتفاق 1991 ، الذي حطّم كل امل للبوليساريو في العودة الى ما كان عليه الوضع قبل ابرام اتفاق 1991 ..
ان مثل هذا الفهم المغلوط ، ومحاولة التشبث باي شيء من اجل لا شيء ، هو اكبر برهان على الفشل ، والافلاس الذي أصاب البوليساريو ، وانه منذ ان تحوّل من حركة تؤمن بالكفاح المسلح ، الى حركة تنشط سياسيا وديبلوماسيا ، الى حركة تخوض الصراع الفاشل امام محكمة العدل الاوربية ، الى حركة أصبحت متخصصة في توجيه الاتهامات عن الفشل الذي هو فشل البوليساريو ، وفشل راعيهم النظام الجزائري ، يُدلل ان من يمسكون بتلابيب الحلول الهلامية ، ليسوا في مستوى القضية التي يظهرون انهم يدافعون عنها ...
ان المحاولة الفاشلة للسيد أبا بشاريا لتكييف تصريح السيد Josp Borell ، وتحريفها عن سياقها الحقيقي الذي هو التزام الاتحاد الأوربي الحياد ، ما دام ان النزاع هو بيد مجلس الامن ، وبيد الأمم المتحدة ، ومحاولة إعطاء التصريح معنى مشوها ، لإظهار الاتحاد الأوربي كطرف منحاز لأطروحة البوليساريو ، هو قمة انعدام الاخلاق السياسية ، والدبلوماسية في العمل السياسي والدبلوماسي ، الذي يهدف الى التوريط ، لتعريض قاعدة الكذب ، والدجل للتغطية على الحقيقة التي هي الحياد الأوربي ، ومن التغطية على الهزيمة والفشل ..
الاتحاد الأوربي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء ، ولا يعترف بالجمهورية الصحراوية ، وهذا شيء طبيعي يعكسه موقف الحياد ، ما دام ان النزاع بيد مجلس الامن ، وبيد الأمم المتحدة ..
اما عن تصريح رئيس النظام الجزائري السيد عبدالمجيد تبون الى صحيفة L’Opinion الفرنسية ، بقوله ان ( الجزائريين ) النظام الجزائري ، و( الاخوة ) المغاربة لهم نفس الرؤية بالنسبة لنزع الصحراء ، من كونه نزاع بيد الأمم المتحدة ، وان البوليساريو هم احق من يفاوض النزاع المطروح ، واذا قبلوا بالحل المغربي ، فنحن ، أي النظام الجزائري ، سنؤيدهم ... فهو قمة الحقارة في التزوير وفي الكذب وفي خلق الذرائع ، والتمسك بالأوهام ...
واذا كان الامر كذلك حسب تصريح رئيس النظام الجزائري ، فكيف للرئيس ان يفسر استعجال رئيس دبلوماسيته ، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ، بتعيين ممثلا شخصيا للأمين العام بخصوص نزاع الصحراء ؟
اليس النظام الجزائري ، ومن خلال هذه الدعوة النشاز، على اعتبار ترديد النظام بكون الجزائر لا دخل لها في الصحراء ، وانها طرف محايد ، هي اكبر دليل على تورط النظام الجزائري في هذا الصراع الذي تورط فيه منذ سنة 1975 ؟
ان تصريح رئيس النظام الجزائري لصحيفة L’Opinion الفرنسية ، هو اكبر تفنيد لِما ردده السيد أبا بشريا ممثل البوليساريو لذا اوربة ، من كون تصريح السيد Josep Borell يناصر أطروحة البوليساريو ، في حين ان التصريح يؤكد على الحياد ، لان القضية لا تزال بيد مجلس الامن وبيد الأمانة العامة للأمم المتحدة ، التي توجه اليها رئيس دبلوماسية النظام الجزائري بالاستعجال وبالسرعة القصوى بدعوة لتعيين ممثل شخص للأمين العام بنزاع الصحراء ..
لا يزالون في غيّهم يعمهون ، وفي جهلهم غارقون ، وفي ظلالهم تائهون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران