الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانجيل مفتاح امريكا ج2
لطيف شاكر
2020 / 7 / 14مواضيع وابحاث سياسية
حينما سُئل ريجان عن حلوله لأزمة الصراع العربي الصهيوني، لم يكن الحل الذي اقترحه مبادرة سياسية أو ضغوطًا عسكرية، وإنما الحل توراتي بامتياز، فقال خلال حوارٍ مع صحيفة عبرية
و عن أمله تحقيق إرادة الله في وقوع معركة هرمجدون ومن ثم عودة المسيح
وتُشكِّل هذه المعركة المفترضة جزءًا من النبوءات التوراتية الشهيرة، عن حرب تقع في منطقة بين الأردن وفلسطين في سهل المجدل بين إمبراطورية الشر (الاتحاد السوفيتي والعرب والمسلمين والصين) ضد بني إسرائيل، ومن المفترض أن يضرب الأشرار بقنبلة نووية تبيد هذا الجيش وتقتل ثلثا اليهود،
ويعتبر نزار صميدة في كتابه «النصوص الرؤيوية الكتابية» أن هذه العقيدة استحوذت على ريجان طوال مشواره الرئاسي، فخلال خوضه الانتخابات الرئاسية أكد أنه يشعر بأن المسيح سيأخذ بيده، وأنه سينجح ليقود معركة هرمجدون، وقال في لقاء جمعه ببعض القساوسة في البيت الأبيض عام 1985م
إنني مؤمن من كل قلبي أن الله يرعى أناسًا مثلي ومثلكم لإعداد العالم لعودة ملك الملوك وسيد الأسياد
اما جيمي كارتر كان من أكثر الرؤساء الأمريكيين وضوحًا في التعبير عن البُعد الديني في السياسة الأمريكية، وكانت كل قراراته ومواقفه السياسية منطلقة من خلفيته الدينية الأصولية، التي أكَّدها منذ البداية دعم التيار الأصولي الإنجيلي له -بقيادة القس جيري فالويل- عند ترشحه لرئاسة أمريكا عام 1976م.
وما إن وصل إلى الحكم عام 1967م حتى أعلن أنه «وُلد ثانية كمسيحي»، وهو ما شرحه لاحقًا بأنه مر بسلسلة من الخطوات جعلته أقرب إلى المسيح.
ويروي سعدون المشهداني في كتابه «أثر النص المقدس في منظومة القيم»، أن كارتر أعلن خلال زيارة قام بها إلى الكنيست الإسرائيلي أن «أمريكا وإسرائيل تتقاسمان تراث التوراة»، واعتبر أيضًا أن علاقات أمريكا بإسرائيل «فريدة» لأنها «متأصلة في ضمير الشعب الأمريكي نفسه وفي أخلاقه وفي دينه وفي معتقداته
وكما فعل ريجان، فإن كارتر كان مقتنعًا بأن معركة هرمجدون على الأبواب، ولهذا أمر بتغطية سماء أمريكا بشبكة من أشعة الليزر الصاروخية حتى يمنع وصول أي صواريخ روسية إليها.
وذكر جورج بوش الابن: هناك سبب واحد فقط لوجودي هنا في المكتب البيضاوي وليس في حانة، وجدت الإيمان.. وجدت الله، أنا هنا بسبب قوة الصلاة.
وتعهَّد جورج بوش الابن، والذي كان يستعد لخلافة كلينتون بـ «إعادة الأخلاق إلى واشنطن وتحول من .
مدمن إلى أصولي مسيحي، بواسطةالقس بيلي غراهام، الذي أثنى عليه ذات مرة قائلًا: "إنه الرجل الذي قادني إلى الرب" .
وبيلي غراهام هو أحد أبرز وجود اليمين المسيحي في أمريكا، وابنه هو الذي ترأس صلوات تدشين رئاسة بوش في 2003م، ويُكنُّ غراهام عداءً أزليًّا لغير المسيحيين عبَّر عنه علنًا في أكثر من وسيلة إعلامية قائلًا: «الفرق بين الغير مسيحي والمسيحي هو كالفرق بين الظلام والنور»، ».
وربما لعبت جهود غراهام في تهيئة عقل بوش ليكون أكثر انفتاحًا على الله، لهذا اعتبر أن رئاسته هي جزء من «خطة مقدسة»، وعندما كان حاكمًا لولاية تكساس أفشى لصديقه باعتقاده أن "الله يريده أن يترشح للرئاسة"
وخلال حملته الانتخابية، ذكر بوش أكثر من مرة أنه يبدأ يومه بقراءة الإنجيل، ووفقًا لمجلة «النيوزويك»، فإن أحد كُتب بوش المفضلة هو كتاب للقس أوزوالد شامبرز، الذي مات في مصر 1917م، وهو يعظ الجنود البريطانيين والأستراليين، ويُطالبهم بالزحف على القدس وانتزاعها من المسلمين..
يقول فائز صالح في كتابه «البعد الديني في السياسة الأمريكي»، إن إدارة بوش كانت أكثر الإدارات الامريكية التزامًا بعقيدة «الولادة الثانية» التي تقول بالعودة الثانية للمسيح، وأن مستلزمات هذه العودة قيام إسرائيل دولة لكل يهود العالم على كل الأرض الموعودة.
ويُضيف أن إيمان بوش بهذه العقيدة لعب دورًا في ذيوع نجمه السياسي، بعدما أكدت الإحصائيات أن الأمريكيين الأكثر تمسكًا بـ «الولادة الثانية» هم سُكان الولايات الجنوبية مثل ولاية والاس التي كان جورج بوش حاكمًا لها قبل أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية
” قال الجنرال جرانت الذي كان رئيسا للولايات المتحدة: ” تمسكوا بالكتاب المقدس فهو مرسانا المؤتمنة لكل ما نتمتع به من حريات ونحن مديونون له بكل ما وصلنا إليه “.
قال توماس هكسلي عالم مشهور ” إن الكتاب المقدس هو أعظم ما قدمه الله للبشر وهو الدستور الذي ضمن حقوق الفقراء والمضطهدين"
واعتقد ابراهام لنكولن محرر العبيد : أن الكتاب المقدس هو أعظم هدية قدمها الله لإنسان
ولهذا لا يستغرب الكاتب الصحفي جاكسون ليرز من كثرة انتشار «الأصولية السياسية» بين أنصار بوش، واعتبارهم أنهم يؤمنون بأنهم يعملون بـ «إرشاد إلهي وينفذون إرادة الله»، فيما علَّق الصحفي الألماني غانتز غراس على أسلوب إدارة جورج بوش للأزمات بأنه "أصولي يُقحم الله في الوقوف إلى جانبه" .
وقبل اندلاع الغزو بأيام واصل بوش دبلوماسيته التوراتية فشبَّه صدام حسين بنبوخذ نصر، مستدعيًا عقدة تاريخية أخرى عند اليهود وهي «السبي البابلي»، فأعلن المتحدث الرسمي بِاسمه آري فلايشر، رسالة وجَّهها للعراق في مارس/آذار 2003م قال فيها: «لا يزال هناك وقت لكي يرى صدام حسين ما كُتب على الحائط ويرحل عن العراق»، وفي هذه العبارة توظيف مُباشر لما جاء في سِفر دانيال، بشأن نبوخذ نصر، الذي كان في وليمة عشاء فشاهد يدًا تكتب على الحائط رسالة مشفرة تعني أن الله وضع حدًّا لمملكته!
وخلال عمليات القتال، طلبت وزارة الدفاع من الجنود الأمريكيين، الذين أُرسلوا إلى العراق أن يُصلُّوا وأن يدعوا الله حتى تبقى قرارات الرئيس «إلهية» بعيدة عن مؤثرات الأصوات البشرية المعترضة على هذه الحرب داخل الولايات المتحدة وخارجها.
.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله