الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموجب والسالب في الرواية!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 7 / 14
الادب والفن


كالزلزال الذي يهزُ الأرض، الرواية وعالمها الساكن، مؤسساتنا الثقافية العربية، المسئولة عن الاحتفاء بالروايةِ العربية، جوائز وترجمة، ومعارض واستعراضات، هذه المؤسسات الجامِدَّة المُتحجِّرة، القابِعة كلّ هذه الفترة الطويلة، بين دهاليز وزوايا تقليدية، قوامُها لجان تحكيم من المتقاعدين أدبيًا أو من المتزلفين، والمتملقين من بقايا الجيوب التراثية الذين توقف بهم القطار عند منتصف الستينات من القرن الماضي، والذين تستهويهم بعض مؤسساتنا الثقافية فتستوردهم من بعض الدول العربية التي فقدوا فيها حظْوتهم، هذه المؤسسات، أضحى الوقت مناسبًا اليوم لتفكيكها، أما لإعادة صياغتها بهيئة تزامن العصر وتواكب العولمة ومنتجاتها الثقافية!! أو على الأقل يعاد تحريرها من الأغلال التي تحكمها اليوم من خلال رقابة على المنتج الأدبي يخضع له المُحَكِم، أو من خلال سجون توضع فيها الأعمال التي في حكم المحرمة أو المحظورة من وجهة نظر هؤلاء الذين للأسف الشديد جدًا يتملقون رؤساء وآباء المؤسسات الثقافية من أجل فقط حفظ مكافآتهم المجزية...على حساب أعمال إبداعية، تُمنَع وتُسْتبعَد بحجةِ خرقها المحرمات... السنا بحاجة لتفكيك هذه المؤسسات التقليدية؟
***
من أطرفِ ما سمعت مؤخرًا من صديق عربي على صلة به منذ سنين، مشورة ثقافية!! أن أُكَرس وقتي للتعرف على النقاد العرب وإهداء نسخ من أعمالي مع كلمات رقيقة وشفافة! (يعني تملق) حتى يجدون حجة للكتابة عنها! حقًا ما سمعت؟ هل هناك فعلاً ناقدًا ينتظر منك أن تهديه كتابك حتى يكلف نفسه بكتابة خاطرة سطحية عنه ترضي غرورك؟ هل حقاً بلغ مستوى الكتابة الانطباعية عن الأعمال الأدبية هذا الصعيد من الترهات؟ يبدو أنني منقطع وفي عزلة عن هذا الوسط الذي أعاد إلى ذهني مقابلة منذ فترة بعيدة من خلال لقاء بتلفزيون أبوظبي عبر برنامج أبوظبي تقرأ حين سئلت عن حال النقد العربي فقلت...مات!
حال الرواية التي في ذروة تألقها على الأقل بجزءٍ من المجرة العربية الأدبية، وحال النقد في ذروة همودهُ، وشتان بين السطوع والإنْطفاء...التألق والهمود، مركبان لا يجتمعان، موجب وسالب...الرواية والنقد كذلك موجب وسالب...قد يلتقيان في زاوية أو طريق صدفة ولكن ثمة طوفان بينهما حتى تستقر مجرة الأدب وتعود الرواية إلى مسارها في الحياة الثقافية بعصرِ العولمة التي لم نقترب منها حتى الآن بدليل القوالب الجامِدَّة التي تحكم مسار المؤسسات الأدبية...مثل عالم الجوائز ومعارض الكتب واحتفالات استعراضية لا تغني ولا تسمن من جوع!!
***
عندما يحين عصر الرواية من منظور العولمة...وعصر النزعة الانفجارية ضد معوقات المحظورات والمحرمات حينها سنترك الشاطئ الهادئ ونبحر إلى عالم البحار الهائج...أنها الحياة الروائية الآن خارج المجرة العربية ولو فتحنا الباب والنافذة المغلقان، ونظرنا من وراءهما، لما وراء عالمنا الأدبي سنُصدَم بالتغيير الزلزالي الحاصل في العالم...كم نحن نائمون وإلى متى؟
تحية للكاتبة والناقدة لطفية الدليمي على ترجمتها لأهم الأعمال العالمية المعاصرة التي تبقينا على تواصل مع كرة العولمة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ