الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 تموز غرةٌ بياض تعتلي جبين تاريخ العراق المعاصر

اثير خليل السوداني
كاتب

(Atheer Khaleel Alsudani)

2020 / 7 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ما يلفت النظر انقسام المجتمع على اول ثورة بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فالمدهش عند الاصغاء والقراءة لنعت الاجيال المتعاقبة بعد عقد الستينات من القرن المنصرم، سوف يتولد هاجزٌ للقارئ الجيد ان مجمل الحديث عبارةٌ عن إطار لوحة فنية خاليه المحتوى وتطفو امام أنظاره سحر عمق وبعد الانشقاق العقائدي والايدلوجي والانا المميتة منذ عقد أربعينيات بين ابناء الوطن الواحد.
فالبعض يرى انها البديل الناجح لإدارة الشعب لثرواته، والبعض يرى انها المجزرة التي ما زلنا ندفع ثمنها، والبعض يرى انها ثورة الفقراء، والبعض يرى انها بداية نهر الدم الذي استباحة الشيوعية والقومجية والعفلقية للبلاد.
فكيف يمكن ان تختزل ثورة او انقلاب بشخص على عدد معين من الافراد، وأين نحن من تاريخ حاكم ذكرَ فيه لم تعد لي الرغبة للارتباط الاسري فالشعب هم اسرتي وابنائي، وعفى الله عما سلف.
فلابد أنصاف تاريخ أبناء هذا البلد، ولابد أن نبحث في جزيئات أحداث خمسة أعوام من حكم ثورة ١٤ تموز، التي ستأخذنا بأيدنا نحو رجل كان ضحية التناحر والصراعات العقائدية والأيدلوجية في العراق، فكيف ومتى حدث ذلك، وماهي الاسباب؟
فعلى المستوى الداخلي اشار الية الكثير من ابناء السنة (بالمرتد) وذلك سبب والدته المرحومة (كيفية) التي كانت تحمل العقيدة الشيعية، فجاءهم بالرد (جثمان والدي ترقد بسلام في مقبرة الشيخ معروف) , فكيف تم استنتاج ذلك ورفيق دربة عبد سلام كان يقول لانعرف كيف كان يصلي كريم ، وكذلك وعدت حركة مايس 1941 حركة تحررية وطنية عراقية ، ولكن لم يغفر له ليومنا, بسبب التطبيع الديموغرافي للأبناء الجنوب (الشروكية) في بغداد ومحيطها وتوزيع قطع الاراضي التي سترتبط بالجزء التالي من الحديث.
واما بعض ابناء الشيعة كانوا يرون فيه الرجل الكافر (الملحد) ذو النزعة الماركسية لأنه كان يصغي وينصت لرجال الفكر الشيوعي آنذاك ذو الارجحية العلمية في طروحاتهم السياسية والاجتماعية ، فجاءهم بالرد بزيارته لمرجعهم الاكبر محسن الحكيم وتقبل يده في احدى مستشفيات بغداد والجلوس بجواره، واحتضان الفقراء والمستضعفين من ابناء الجنوب, ولكن لم تغفر له، فالسبب الحقيقي لهذا الأعداء نتيجة سحب بساط السطوة والتسلط من تحت اقدام رجال الدين الشيعة وشيوخ العشائر الموالين لمرجعياتهم بإلغاء نظام الإقطاع ودعاوي العشائر، وسن قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين والبدء بالاهتمام بواقع الصحي التعليمي, مما سمح لهذه الشريحة المنهكة فكرياً وجسدياً واجتماعياً واقتصادياً بالنمو الفكري والاقتصادي البسيط بدلالة التوجه والهجرة نحو بغداد والرغبة بتطوير الذات و ارسال اولادهم للمدارس من اجل التعليم والانفتاح على العالم لذلك نرى الان ان الكثير ممن نخرط في النهج الشيوعي والقومي والبعثي من ابناء الوسط والجنوب, ولهذا السبب في حينها لم تعلن مرجعية الشيعة في النجف (لحكومة قاسم) بينان استنكار و رفض للانقلاب البعث المقبور على ثورة 14 تموز , فقد كانت اشارة مباركة بشكل او باخر , وبدليل لو تم التمعن بنشؤء بذرة حزب الدعوة الا اسلامي لمواجهة المد الشيوعي وقاسم وليس البعث العفلقي كما يروى بعضهم , حيث استمرت الهجرة وبدا الاباء بالاهتمام بأحلام ابنائهم والسعي على تلبية وتحقيق ما عانوه منة سابقاً, وهذا حق مشروع لجميع ابناء الوطن الواحد بالسكن والعمل حيثما يرغب فالوطن للجميع, ولاسيما وهنا ظهور ظاهرة التنمر لـ(ببغادة) لقاسم ولأبناء الجنوب ليومنا التي تحدثنا في الجزء الاول , حيث نجدهم يتحدثون دون وعي ودراية ومدى ابعاد هذا التشوية بين افراد المجتمع , حيث كانت فرص العمل والتنافس والمزاحمة للانخراط ضمن المؤسسة الحكومية او ضمن اعمال الحر و التجارة كفيلاً بزيادة هذه الشدة في الخصومة, فالعادات والتقاليد التي تحدث عنها المرحوم الاستاذ علي الوردي لكلا الطرفين كانت اشد الآفات التي ما زالنا نحصد منها الحقد والضغينة في المجتمع.
اما على المستوى الخارجي من العداء لثورة 14 تموز ولقاسم الذي شكله المعسكر الغربي كان بسبب الانسحاب من التعامل في الجنية الاسترليني، والاتحاد الهاشمي، وتحدد مناطق الاستثمار للشركات النفطية للأراضي المحيطة التي تعد اول محاولة لإجلائهم من ارض العراق، اما المعسكر العربي القومجي الذي تمثل بالبعد السوري والمصري كان كافياً لسيل الدماء العراقية، لان قاسم كان يؤمن بوحدة الداخل قبل الخارج، اضافة لذلك رفعه شعار المطالبة بالكويت عراقية.
كانت كافية وبالدليل القطعي للطعن والتنكيل وتشويه ثورة 14 تموز، فالحال كان أكثر شبهاً لما نعيشه اليوم من تيه وتزيف وتسقيط للحقائق واستخدام أقذر الوسائل لغسل الادمغة واخفاء قناديل العراق المضيئة، والتي سنتحدث عنها والمحيط الخارجي بشكل مفصل في الجزء الثاني ان شاء الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا