الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خزنة الوالي خاوية..

مالك جبار كاظم

2020 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قال الراحل احمد الجلبي رحمه الله في احدى لقائاته المتلفزة قبل قرابة العقد من الان: يأتي يوم على الحكومة لا تستطيع ان تنفق مرتبات موظفيها, وجاء اليوم الموعود.
يواجه العراق اليوم صعوبة في تسديد الفاتورة السنوية لتمويل مؤسساته الحكومية المتخمة بالبطالة المُقنعة , وتحت ثقل المديونية وتراجع مؤشر النمو والاعتماد على مصدر وحيد للدخل القومي(النفط)، بات العراق عملياً يستنزف قدراته المالية واحتياطاته بنظام الاستدانة، وسط زيادة سكانية، وضغط خدماتي، وتهديدات أمنية، واتساع شبكة الفساد، وتضخم الاستهلاك.
العراق الذي يُعد من اغنى البلدان في العالم حيث يحتل المرتبة الخامسة عالمياً, والثاني عربياً, في احتياطي النفط, ناهيك عن الثروات الطبيعية التي لاعد لها ولا حصر, لم تقدم الحكومة حسابات ختامية للموازنات منذ العام 2013. وظلت الخزينة مفتوحة بلا رقابة أو سقف مصروفات لثلاثة اعوام (2013 – 2015) بسبب (ضرورات محاربة تنظيم داعش الارهابي). وثمة اموال مهدورة إلا أنه لم يتم التحقق من وجهتها الاخيرة.
يستهلك العراق الجزء الاعظم من موازناته في تمويل الانشطة التشغيلية، وهي بالغالب معاشات شهرية. وهي سجلت ارتفاعاً قياسياً جديداً بنسبة 15 في المئة ، حيث كانت الرواتب الشهرية , للموظفين الفعليين أو المتقاعدين أو للرعاية الاجتماعية , نحو 36 مليار دولار في 2018، بينما هي 52 مليار دولار في موازنة 2019.
تتعرض العديد من الدول الى ازمات مالية, وتستطيع ان تضع حلولاً دون الاضرار بمستقبل اجيالها, الا في العراق, بمجرد تعرض اسعار السوق النفطية الى انتكاسة اوانخفاض بفضل عوامل خارجية وبشكل مفاجىء, ودون سابق انذار (تخوى خزينة الدولة ) والحل الاول الذي تلجأ اليه الحكومة الاقتراض الخارجي, والثاني تخفيض رواتب الموظفين اوالمتقاعدين.
ويُعد الاقتراض أحد الحلول المالية التي تزود الدولة بالسيولة المطلوبة لتحقيق أهدافها وتلبية بعض متطلبات الحياة الأساسية التي تحتاج إلى سيولة عالية، كما أنه وسيلة تساعد على حل الأزمات المالية التي قد تواجهها. إلا أن الاقتراض قد يكون أيضاً بداية لأزمة مالية كبيرة تؤثر على الوضع المالي للبلد وتُدخله في دوامة لا تنتهي من المشكلات التي قد تتفاقم لتشمل جميع شؤون حياتك وذلك لعدم منح الوقت الكافي للتفكير والتأني قبل اتخاذ قرار الاقتراض. ولهذا يجب تقييم ودراسة قرار الاقتراض قبل الإقدام عليه حتى التتأكد تمامًا من صحة القرار ومن أنه سيكون عونًا وليس عبئًا.
وتواجه الحكومة معدل بطالة بنسبة 16 في المئة من حجم السكان المتزايد، فيما نسب الفقرمرتفعة: 22.5 في المئة على المستوى الوطني، وأما في المحافظات التي تأثرت بـ(داعش) فتصل إلى 41.2 في المئة، والعراق مصنف بين البلدان الاكثر فساداً محتلاً المرتبة 169 من أصل 180 بلداً (بحسب منظمة الشفافية العالمية في تقريرها الأخير). والمعيب ان يتحدثوا في اعلامهم الفاشل بانهم استطاعوا ان يوفروا مرتبات لثلاثة اشهر قادمة .
ما من مشهد يتسم بهذا القدر الهائل من العجائب والغرائب كالمشهد العراقي، وما من بلد شاع فيه الفساد كالعراق، وما من بلد دمر على أيادي الأعداء والأهل والأصدقاء كالعراق. في العراق يقول الساسة عكس ما يفعلون، ويفعلون عكس ما يقولون، ويخطيء من يتصور أن الناس يصدقون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل