الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بعبع الأنظمة العربية الجديد

راني ناصر

2020 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أدى تنامي النفوذ التركي في العالم العربي بسبب التقدم الصناعي والاقتصادي الكبير الذي حققته منذ وصول أردوغان للسلطة؛ الى نشوب خلافات مع الأنظمة العربية المنشغلة في البقاء في السلطة، والتي فشلت في تحقيق الحد الأدنى من مطالب شعوبها المتعطشة للحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والازدهار السياسي والاقتصادي على غرار باقي شعوب العالم الديموقراطي.

الإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققها حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان منذ استلامه السلطة عام 2002 ساهمت في احتلال تركيا الآن المرتبة 19 في ترتيب الاقتصاديات على مستوى العالم، وأدّت بين عام 2002 و 2019 إلى رفع الدخل القومي من 238 مليار دولار سنويا إلى 754 مليار ، وخفضت التضخم من 68.5% الى 15.18%، ورفعت قيمة الليرة من 1.5 مليون ليرة مقابل الدولار إلى 5.9ليرة، والصادرات من 36 مليار دولار إلى 180 مليار، وعدد الشركات الأجنبية في البلاد من 5400 شركة إلى 70 ألف، واستقطبت 220 مليار دولار استثمارات اجنبية جديدة منذ 2002، وتتصدر تركيا اليوم الدول المنتجة للطائرات بدون طيار بعد عقود من الابتزاز الأمريكي والإسرائيلي لها لشراء "الدرونز" منهما.

كما أولت إدارة أردوغان اهتماما خاصا بقطاع التعليم واعتبرته أحد اهم عوامل تحقيق النهضة الاقتصادية والسياسية المستدامة؛ فقامت برفع ميزانية وزارة التعليم من 1.3 مليار دولار في 2002 إلى 20 مليار في 2019، وزادت عدد الجامعات من 76 إلى 207، وبنت 309 آلاف وحدة دراسية جديدة، وزادت عدد المدرسين من 543896 مدرس في عام 2002 إلى ما يقارب مليون معلم بمعدل مدرس واحد لكل 15 طالب.

هذا النجاح الذي تحقق بقيادة أردوغان أدّى إلى بناء الدولة التركية الحديثة، وإلى استقلال قرارها السياسي والاقتصادي، ومهد لها الطريق للتوجه خارج حدودها بحثا عن مصادر نفوذ جديدة في الوطن العربي ومناطق أخرى من العالم، تتماشى مع مصالحها الاستراتيجية، وتمكنها من بسط نفوذها، وتعزيز دورها كدولة كبرى يحسب حسابها.

لماذا تنتقد بعض الأنظمة العربية التوغل التركي في سوريا، بينما توجد 13 قاعدة ونقطة عسكرية أمريكية و3000 جندي في شمال شرق سوريا الغنية بآبار النفط، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2019" إن الولايات المتحدة وضعت النفط في سوريا تحت سيطرتها وبات بمقدورها التصرف به كما تشاء." ولماذا لا يحق لتركيا ان يكون لها نصيب من الغاز العربي المهدور الذي يقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، وان تقيم منطقة اقتصادية تمتد من الساحل التركي الجنوبي على البحر الابيض المتوسط إلى سواحل شمال شرق ليبيا مقابل دعمها حكومة ليبية ديموقراطية؛ بينما بعض الأنظمة العربية تريد تسليم ليبيا إلى عسكري كحفتر لإقامة نظام عسكري شمولي يسلب ويهدر مقدرات وثروات البلاد على غرار انظمتهم؟

ولماذا يعتبر التوغل التركي في الأقطار العربية والتدخل في شؤونها .. حراما ..، بينما يعتبر التدخل الأمريكي والغربي والإسرائيلي في الشؤون العربية، وإقامة قواعد عسكرية أمريكية في معظم الدول العربية يتمركز فيها ما يقارب 80 ألف جندي .. حلالا .. ومن اجل خدمة مصالح الوطن العربي؛

ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن الأنظمة التسلطية العربية المفلسة سياسيا واقتصاديا، وتخضع للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية تخشى تغلغل " البعبع " التركي في بلدانها لأنه قد يدفع شعوبها التي ترى في الديموقراطية والنهضة التركية مثالا يحتذى به للتمرد والمطابة بالتغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة