الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بربغندا كورونا

اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)

2020 / 7 / 17
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كورونا
كورونا وهم أم حقيقة؟ سؤال لم أستطع أن أتجاهله، وأنا في وسط معمعة من الأخبار والفبركات والإشاعات والمخاوف هنا في أميركا، وفي الطرف الآخر من الكرة الأرضيّة.
أصبحنا نخشى ألم الرأس والحلق والعضلات، وكأنّ كلّ وجع هو كورونا، الفحوصات وموازين الحرارة وشاشات الكمبيوترات على آخر مستجدّات كوفيد - 19 تسمّرت أمامي صديقتي في عامها 76 تضحك ملء الفم، وتقول: كلّ ما يجري في هذا البلد ما هو إلّا "بربغندا" كبيرة، ترفض ارتداء الماسك، لم تحجز نفسها في المنزل، تخرج، وتدخل كعادتها، فقط زادت من غسل يديها أكثر.
في رأيها أنّ كلّ ما يجري هو لكسر البلد، وتقول: إنّ لها مصادرها من الأطبّاء المقرّبين، وهناك آخرون أنهك الوهم حتى أصابعهم التي باتت تضغط على حروف الكيبورد خطأ دون تركيز.
هل هي سياسة إفلاس البلد، والصراع على الرئاسة القادمة في أميركا، أو بالفعل فيروس قاتل؟ وماذا عن البلاد التي لم تغلق أسواقها بل تركت كلّ الأمور بيد المواطن ووعيه.
احترت، واخترت أن أتجاوز كلّ هذا، وأعود إلى تسلسل الأحداث، وما إن رتّبتها في رأسي حتى أتاني خبر آخر مفاده: طلب من صديقتي أن تضع على شهادة وفاة زوجها الذي قضى بالقلب، إنّه مات بكورونا، مؤكّدة صاحبة المطعم التي تناولت فيه غذائي. أين الحقيقة، من يعرفها؟ ما زلت أبحث، وكلّ ما أراه، وأشعر به أنّ هناك وهمًا مخيفًا ينهش أفكار الكثيرين وأعصابهم حول العالم من وباء كورونا، ومن الموت المحتّم.
إنّ الموت جوعًا عالميًّا نتيجة إقفال كلّ المحلات الصغيرة، وقطع أرزاق الناس، إضافة إلى وقف المدارس، العنف المنزليّ، والضغط النفسيّ جرّاء البقاء طويلًا أمام الشاشات الباردة التي لا حياة فيها، ولأنّ الإنسان كائن اجتماعيّ يحتاج إلى أخيه الإنسان، والشعور بالاهتمام، وإشباع الأنا بإغداق الحبّ.
لقد أغلقت كلّ المحلّات الصغيرة، وابتلعت الحيتان الضخمة الأسماك الصغيرة. من المسؤول؟ ومن يعوض الخسائر؟
إنّ تحويل كلّ شيء إلى السيطرة الإلكترونيّة ما هو إلّا مقدّمة أو تجربة لما سيأتي فيما بعد حيث يخسر الإنسان إنسانيّته، ويصبح مقيّدًا بشريحة إلكترونيّة وحاسوب، ومحض رقم في الشبكة العنكبوتيّة.
الموت ليس بجديد، لكن كيف نواجه هذا المجهول الأصعب؟
فهو قديم من يوم سقوط آدم وحواء من جنّة عدن، ومعهما سقط الإنسان، ودخل أول فيروس قاتل للبشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات