الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية صورة ومأساة شعب

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 7 / 17
القضية الكردية


إن الصورة المرفقة مع البوست تلخص حكاية مأساة شعبنا الكردي مع نظام الملالي الإيراني حيث الإعدامات المتكررة وذلك منذ أن أستطاع رجال الدين في إيران ترسيخ حكمهم بعد اسقاط النظام الشاهنشاهي حيث أنقلبوا على كل الفئات والمكونات السياسية والمجتمعية الأخرى وضمنهم الكرد وباتوا يتعاملون مع تلك المكونات -وبالأخص الكرد منهم- بعقلية أمنية بوليسية تقف خلفها أيديولوجية عنصرية متشددة دينياً وقومياً وطائفياً مذهبياً.. وهكذا فإن القمع والاضطهاد يكون مضاعفاً لشعبنا في شرق كردستان حيث أي حراك سياسي يكون مصير الناشط الملاحقات الأمنية والإعدام وقد تابعنا خلال كل الفترة الماضية العشرات، بل المئات والآلاف من أحكام الإعدام بحق أبناء الكرد وباقي مكونات إيران بحيث لا يمر يوم وللأسف ولا تشهد ساحات إيران تنفيذاً لتلك العقوبة بحق مناضلي شعبنا الكردي في شرق كردستان.. أما حكاية الصورة ونقلاً عن موقع قناة العربية فهي كما يلي:

(تعود تلك الصوورة لبدايات تأسيس النظام الإيراني وتنفيذه أحكام الإعدام في كردستان إيران، ردا على المطالبة بالحكم الذاتي ومعارضة الأكراد سياسات طهران في المناطق التي يسكنونها. وذكر الصحافي الكردي، “كاوه قرشي” أن الصورة التقطها المصور “جهانجير رزمي” وتعود لإعدام جماعي نفذ في مجموعة من المعارضين الأكراد في مطار مدينة سنندج عاصمة كردستان إيران بتاريخ 27 أغسطس 1979 ، ويظهر فيها المعارض الكردي “ناصر سلیمي” بيد مكسورة وعيون معصوبة وإلى جانبه شقيقه ناهيد. وكانت مجلة “باري ماتش” الفرنسية نشرت الصورة في 21 سبتمبر 1979 تحت عنوان “الأكراد تحت النيران باسم الله”).

ويضيف الموقع أيضاً؛ (وهناك مجموعة كبيرة من الصور الأخرى حول إعدامات كردستان التي نفذها “آية الله صادق خلخالي” حاكم شرعي محاكم الثورة، المعين في حينه من قبل المرشد المؤسس للنظام الإيراني “آية الله خميني” على خلفية الاشتباكات في كردستان، وتمت الإعدامات بعد محاكمات ميدانية لم تتجاوز الدقائق. كما ذكر الكاتب الفنزولي “کارول برونهابر” في كتابه “الشوق والموت في طموح كردستان لعبد الرحمن الكردي” نقلا عن الصحافي الفرنسي “ماکز کروایتز” الذي كان حينها في كردستان إيران: ” أن قوات الجيش والحرس الثوري كانت تسيطر على مدن كردستان وآية الله خلخالي يسير خلفها ويشكل محاكمة فورية وينفذ الإعدامات بسرعة”. وقال “إن (خلخالي) كان يحاكم الرجال والصبية الذين مر على اعتقالهم بضعة أيام وفي بعض الأحيان بضعة ساعات وينفذ فيهم أحكام الإعدام دون محاكمات عادلة بتهمة أنشطة ضد الثورة”).

إن نظام إيران لا يقل وحشيةً عن أي نظام مستبد آخر، لكن ما يزيد في معاناة الشعوب الإيرانية الغير فارسية وعلى رأسهم الكرد هو الاضطهاد المذهبي إضافةً إلى الاضطهاد القومي والسياسي حيث يشكل الكرد السنة الغالبية السكانية في كردستان وهكذا فإن الاضطهاد الذي يمارس عليهم من قبل نظام الملالي في إيران هو اضطهاد مركب وللأسف حيث وبالرغم من كل هذا الضجيج الإعلامي الغربي وبالأخص الأمريكي ضد إيران، فإن القضية الكردية ما زالت مهمشة في هذا الجزء الكردستاني، بل لا تعاطف مع نشطاء الحراك السياسي لشعبنا في الدول الغربية ونادراً ما يحصل أحد كوادر الحركة الكردية على اللجوء السياسي في بلد أوربي حيث يتم ترحيلهم لإيران بحجة “عدم وجود مشاكل” أو صراع داخلي لكي يتم استقبال هؤلاء كلاجئين سياسيين وذلك على الرغم من ملاحقة ما تعرف ب”قوات الحرس الثوري (الباسدران)” للكثير من أولئك النشطاء والقادة في الدول الأوربية، بل اغتيال البعض منهم مثل الراحل؛ د. عبدالرحمن قاسملو في فيينا والتي وللأسف لم تحرك الحكومات الغربية ضد النظام المجرم حيث المصالح والصفقات دائماً تكون سيدة المواقف في العلاقات الدولية وليس قضايا حقوق الإنسان.

إن الشعوب الإيرانية تستحق نظاماً سياسياً أفضل بالتأكيد حيث نعلم التاريخ الحضاري لهذه الأمة ومن الاجحاف أن تكون على رأس تلك الشعوب حكومة قروسطية رجعية دينية متخلفة تذكرنا ب”محاكم التفتيش” ودور الكنيسة في القرون الوسطى بأوربا وفظائعها وجرائمها بحق الإنسانية، فهل حانت اللحظة التاريخية لكي تتخلص شعوبنا من هذه الحكومات الرجعية المتخلفة، كما تخلص الأوربيين من دور الرهبان والقساوسة ليكون “الدين لله والوطن للجميع” .. نأمل أن تصل صرخات الشعوب الإيرانية وبالأخص صرخات ضحايا الإعدام وعوائلهم لهذا العالم العاهر لكي يتم إيقاف هذه الجرائم بحق الإنسانية حيث باتت هذه الأنظمة -مثل نظامي تركيا وإيران وسوريا- عار على البشرية عموماً وليس فقط على شعوبنا وحكوماتنا ويجب التخلص منها، فهل سيكون نهاية سقوط الاستبداد الديني في الشرق قريباً كما سقط في القارة الأوربية؟ ربما الإجابة تحتاج للكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب، لكن بقناعتي ولكي نحقق ذاك المطلب السياسي علينا العمل على ثورة فكرية ثقافية شبيهة بعصر التنوير في أوربا حيث أي ثورة إن لم تسبقها تنوير فكري سوف تتحول إلى حرب عصابات كما هي حال “ثوراتنا” في الشرق ومنها بلدنا سوريا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط