الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة و الدين وجهان للعملة ذاتها .

يوسف حمك

2020 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما يجثم القدر على رقبة الأحلام حتى تفارق الحياة ، و تترجل الأمنيات عن صهوة عرش التمني ، و تنطفئ الوعود بارتطامها على صخرة الواقع كانطفاء فقاعات الماء ، و تغيب الأصوات الحرة وسط قراع سيوف الطائفية ، و يُمنع الهواء للوصول إلى رئتي كل طالبٍ للحياة الكريمة من قبل موروث الجاهلين و نعيق زمرة الفاشلين .... حينها تشل حركة الإبداع بفعل صراع الأحقية بالجلوس على كرسي السلطة .

المنافذ تُسد لعدم استقبال الجديد ، و إسباغ صفة التبجيل الربوبيِّ على النصوص العتيقة ، و إقفال الذهن المتوقد للقبول برفع شأن الرموز عالياً و الانحناء لهم .
التمهيد لبلورة نمطٍ وحيدٍ من الفكر و هيمنته على العقل ، بتقديم أحد الرموز على أنه الزعيم الأوحد ، و رؤيته هي المرجعية العليا لفرض الطاعة و الامتثال له بلا ترددٍ .

إرثٌ غيبيٌّ بهويةٍ طائفيةٍ ، يُنفخ فيه إلى حد الاعتقاد بمقدرته الفائقة ، و جعله شرياناً فريداً ، يغذي العقل بالأفكار البدائية المتشددة ، و تضييق سعة الإدراك لكبح تقدم المجتمع .
طقوسٌ مبنيةٌ على أنقاض الجهل الجليل ، و تلقين ميراثٍ خرافيٍّ مضادٍ للفكر المستنير ، ليكون مصدر لعنةٍ رخيصةٍ على المخالفين و الرافضين لنظام القطيع الممنهج ، ترسيخاً لمكانة رواد الموت ، و تمجيداً لرموز العبودية ، فشموخاً لمنزلة تماثيل العار ...

( طغيانٌ .. كراهيةٌ .. نفاقٌ .. استبدادٌ .. عنفٌ .. ارتزاقٌ .. لصوصيةٌ.. تراتبيةٌ .. تلقينٌ .. ذبحٌ .. ظلامٌ .. جهلٌ .. فاقةٌ .. فسادٌ .. قهرٌ .. سبيٌ .. دمارٌ .. غطرسةٌ .. خيبةٌ .. إقصاءٌ .. جمودٌ .. جشعٌ .. خوفٌ .. كوارثٌ .. مجازرٌ .. ابتزازٌ .. غدرٌ .. خيانةٌ .. خرافةٌ ...... )
منظومةٌ متكاملةٌ ممزوجةٌ بالعبودية منبثقةٌ من عمق الكهوف المظلمة ، قائمةٌ على الخداع و التناقض ، تصب في قالب الموت و الفناء .
تبناها القادمون من القفقاس ، و أخذوا المبادرة من أصحابها ، للسير على خطاهم في الغزو و التوسع و بسط النفوذ ، بتطبيق قانون البداوة الهمجيِّ الذي لا يواكب العصر بالمطلق .

تفشي حمى الجهل ، و انتشار طاعون الغفلة بتفجير براكين أساطير الأولين ، و غناءٌ خارج نطاق الحياة ، و دعوةٌ صريحةٌ لهلاكٍ محتمٍ . قيمٌ مضللةٌ كالسراب مشحونةٌ بالقدسية للعقل ملازمٌ ، يسدل الستار عن التفكير الوهَّاج ، لاختصار مسافة قطع الهواء عن الأنفاس المتمردة ، و اغتيال كل الأرواح العنيدة .
كي يحتضر الجمال ، و يلقي الفرح حتفه ، و تتوه المواهب في دوامة اللؤم المساهمة في ضمور النبوغ و الكياسة ، لاتساع رقعة البلاهة و الجهل ، فينازع الإبداع موته الأبديَّ .

لتسيير الأمور حسب وجهتها السليمة يجب تغيير النصوص ، و تبديل الثوابت ، برفع غطاء شرعية الكتب المقدسة عن رؤوس الحكام الذين يحكمون بموجبها .
فالطغاة كلهم يقتلون و يدمرون برفع الكتب المقدسة ( القرآن و الإنجيل و التوراة ) عالياً ، لخداع الناس و إيهامهم بأن الله معهم ، و يأذن لهم في ارتكاب المجازر ، و اجهاض ثقافة النهوض ، و إطفاء شعلة الحياة للأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص