الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقارير عن البطالة في زمن «الكورونا»

فهد المضحكي

2020 / 7 / 18
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يواصل انتشار فيروس «كورونا» المستجد تأثيره الواضح على القطاعات الاقتصادية حول العالم، حيث دخلت معظم الاقتصادات العالمية مرحلة الانكماش والركود، وألقت بظلالها على قطاع التوظيف الذي بات يواجه تحديات وعقبات تهدد برفع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

قد يختفي وباء كورونا عن العالم خلال الشهور القادمة، كما يتوقع البعض، لكن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية ستبقى تنخر في أجساد البشر والدول والأنظمة السياسية والاقتصادية لسنوات قادمة، فقد خلَّف الوباء الخطير تداعيات خطيرة تفوق طاقة النظام العالمي.

يشير تحليل لاتحاد المصارف العربية إلى أن المشكلة الأكثر تعقيدًا تكمن في أن الوباء أحدث تغييرًا جوهريًا في مقومات النظم الاقتصادي العالمي، ليجعل أقوى الأنظمة الاقتصادية التي كانت تتفاخر وتتعالى على الآخرين بما لديها من مخزون استراتيجي من النقد والذهب ومقومات الإنتاج الصناعي بكل صوره وأشكاله تئن تحت وطأة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وأخطرها مشكلة البطالة التي تعد القاسم المشترك بين كل دول العالم الغنية والفقيرة، بعد أن فقد مئات الملايين وظائفهم وأصبحوا يمثلون مشكلة كبرى أمام أنظمة بلادهم الاقتصادية.

وفي هذا السياق، يرى التحليل أن مشكلة البطالة تفاقمت بعد جائحة كورونا، ولم تسلم منه دولة مهما بلغت قوة اقتصادها.. ففي بلد يمتلك إمكانات اقتصادية هائلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد التقارير الصادرة (حتى أواخر مايو) أن أكثر من 42 مليون أمريكي فقدوا وظائفهم، وطلبوا إعانات معيشية عاجلة من الحكومة الفيدرالية، وتم صرف 48 مليار دولار للعاطلين، وهو رقم لم تشهده أمريكا في تاريخها.

وفي أوروبا، أكد تقرير ارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق، فعلى سبيل المثال أدَّت أزمة تفشي كورونا إلى ارتفاع معدلات البطالة في ألمانيا، حيث أعلنت وكالة العمل الاتحادية أن عدد العاطلين حتى نهاية أبريل الماضي ارتفع إلى مليونين و644 ألف شخص، فضلاً عن أن مجموع العاملين الذين تم تقليص دوامهم وصل إلى مليون و100 ألف شخص.

كما أدَّت أزمة كورونا إلى ارتفاع نسبة البطالة في الاتحاد الأوروبي ككل، فقد أعلنت وكالة «يوروستات» ارتفاع معدل البطالة بنسبة تزيد على خمسة بالمائة.

وفي مختلف دول العالم تتفاوت نسبة البطالة التي أحدثتها جائحة كورونا حسب إمكانات كل دولة، وقدَّر تقرير الأمم المتحدة أن عدد العاطلين عن العمل بسبب كورونا عالميًا يتجاوز 450 مليونًا خلال الأربع الشهور الماضية، بينما قالت منظمة العمل الدولية إن أكثر من (سدس) شباب العالم فقدوا وظائفهم، بسبب هذا الوباء، موضحة في النسخة الرابعة من تقريرها حول أثر جائحة كورونا أن 305 ملايين من الشباب حول العالم فقدوا وظائفهم.

وأكد تقرير لأمم المتحدة بعنوان «المسؤولية المشتركة التضامن العالمي، لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا» أن هذا الوباء سيكون له آثار هائلة وطويلة المدى على الاقتصاد العالمي، وقد أكد صندوق النقد الدولي أن العالم قد دخل مرحلة كساد غير مسبوقة، وأن هذا الكساد سيفقد أكثر من ربع العمالة في العالم وظائفهم بسببه، وسيكون هؤلاء عبئًا ثقيلاً على اقتصاد بلادهم لفترة طويلة.

ويرجح المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير له أن تستمر الأزمة الاقتصادية العالمية التي خلفها انتشار (كوفيد 19) لمدة عام ونصف آخر، وهو ما سيترتب عليه تفاقم مشكلة البطالة عالميًا، وطالب دول العالم كافة باتخاذ إجراءات تعايش فاعلة لمواطنيها حتى تبدأ عجلة العمل والإنتاج من جديد، لاستيعاب ما يمكن استيعابه من العاطلين وتقديم الرعاية الحكومية لمن فقدوا أعمالهم وعجزوا عن إيجاد عمل بديل.

وفي تقرير لجامعة الدول العربية توقع أن تخسر الدول العربية نحو 1.7 مليون وظيفة عام 2020، وأن يرتفع معدل البطالة بسبب جائحة كورونا بنسبة 1.2 نقطة مئوية.

في حين يتوقع تقرير منظمة العمل الدولية، أن يشهد العالم تقليصًا في الوظائف بنحو 200 مليون من الموظفين بدوام كامل، ومن توقعاتها أيضًا أن تتعرض 25 مليون وظيفة للتهديد بسبب (كوفيد 19) خاصة بعد إجراءات الإغلاق في العديد من الدول، وما حمله ذلك من تأثير على نحو 2.7 مليار عامل، أي 4 من بين كل 5 من القوى العاملة في العالم!

ويضيف أنه بالرغم من أن جميع المناطق في العالم تعاني من الأزمة التي تسبب بها الفيروس، شهدت الدول العربية وأوروبا أسوأ تأثير في مجال التوظيف من ناحية نسبية.

وأكبر الخسارات من ناحية الأرقام تتركز في دول آسيا والمحيط الهادئ وهي أكثر المناطق المأهولة بالسكان في العالم.

وتعليقًا على ذلك يقول «غاي رايد» مدير منظمة العمل الدوية في بداية العام وقبل أن يتفشى (كوفيد 19) في العالم، هناك 190 مليون شخص التحقوا بصفوف البطالة!

هناك قطاعات تعتبر الأكثر تأثرًا بسبب المرض وتراجع الإنتاج، ومن بين هذه القطاع التي أوردها التقرير الغذاء والفنادق، وقطاع البيع بالجملة والتجزئة، وخدمات الأعمال والإدارة والتصنيع.

وبالإضافة إلى ذلك يعمل في القطاع الصحي والمهن الاجتماعية 136 مليون شخص حول العالم وهؤلاء يعملون في الخطوط الأمامية في الحرب على كورونا، وإن أكبر تهديد يواجه هذا القطاع هو الإصابة بفيروس كورونا.

وبصرف النظر عن مكان الإقامة في العالم وعن قطاع التوظيف، فإن الأزمة تلقي بآثار دراماتيكية على القوى العاملة في جميع أنحاء العالم، وإنه من المتوقع أن تؤدي أزمة كورونا إلى إلغاء 6.7 بالمئة من إجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020، أي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين في الدول العربية.

أما بالنسبة للأشغال الأخرى التي تتعلق بالدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فإن أكثر الخدمات والمصانع المتضررة تضم نسبة عالية من العمال ذوي الأجور المتدنية غير الرسمية.

ومن المؤكد -كما يشير التقرير- أن دون اعتماد سياسات مناسبة، يواجه العمال خطر الوقوع في براثن الفقر وسيواجهون تحديات أكبر في العودة لأشغالهم خلال فترة التعافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس