الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات أوف لاين

حسن شنكالي
كاتب

()

2020 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن سُنت القوانين والتشريعات بعد كتابة الدستورعام 2005, لتبعد العراق عن دائرة الظلم المُقبع ككابوس يضيق أنفاس العراقيين طوال سنوات خلت من حكم الطغاة , وتفتح آفاق من الفضاء الرحب من الحرية والديمقراطية وما كانوا يحلمون به وينتظرونه على أحر من الجمر , ليبدأ حكماً ديمقراطياً , وإنهاء حقبة عتيدة من الدكتاتورية المقيتة والحكم الشمولي , مستبشرين بحياة وردية تحقق لهم ما كانوا يصبون اليه , كحق دستوري مكفول من حقوقهم المسلوبة على يد جلاوزة النظام البائد , فتعالت صيحات الرجال بالأهازيج فرحاً , وهلهلت النسوة ونُثرت الورود ووُزعت الحلوى لسقوط الصنم , والتهيؤ لإستقبال يوم جديد من أيام حلمهم الممنوع , ليستبشروا بمستقبل أفضل لأجيالهم بعد ضياع سنوات من عمرهم في حياة هامشية لا ترتق الى مستوى العيش الرغيد .

لكن سرعان ما أصيب العراقيون بخيبة أمل كبيرة لم تكن بالحسبان , نتيجة تسلق بعض النفعيين على أكتاف الناخبين بإنتخابات مزيفة , ليجعلوا من مناصبهم غاية ويعيثوا في الارض فساداً , وينهبوا ما يحلوا لهم دون وازع يردعهم .



حتى إستشعر الشعب العراقي بالوضع المتردي من إنعدام للخدمات , وإستشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة , وتردي الوضع الأمني وتزايد نشاط العصابات والمافيات وتضاعف ظاهرة الإختطاف وسرقة الدور والمحلات التجارية , حتى تيقنوا بأن المتسلطين على رقابهم ليسوا سوى ثُلة من اللصوص يصولون ويجولون بالمال العام ليبذروه تبذيراً على ملذاتهم .

نتيجة لهذا الواقع الفاسد بدأت التظاهرات المليونية تجوب شوارع العاصمة بغداد مناهضة للشلة الفاسدة مطالبين بالتغييروإسقاط الحكومة ( شلع قلع ) , فلا مجيب لما يحدث في الشارع العراقي , وكأن الموضوع لا يهمهم , لأنهم يعيشون في وادي والشعب في وادي آخر, وتتجدد التظاهرات اليومية في غالبية مدن وقصبات العراق في الوسط والجنوب , يطالبون بأبسط الخدمات المشروعة , لكن لا حياة لمن تنادي , مستخفين بمشاعر شعبهم وجمهورهم الذي إنتخبهم , وكأنها مظاهرات تحت العباءة , غاضين عنها البصر , دون أن تأخذ مدياتها على من يتقلدون المناصب الادارية في العراق .

لكن ماأن إندلعت التظاهرات في إقليم كوردستان العراق وبدعم من أجندات معروفة النوايا , حتى إنبرى لها حكام بغداد ساعين بتسييسها من خلال من سولت لهم أنفسهم للنيل من الكورد وكوردستان , وبدأ الإعلام الأصفر يروج لإثارة الفتنة عن طريق الفضائيات المأجورة سلفاً , من أجل تهجين الشارع الكوردي والإنقلاب على حكومته , وشق وحدة الصف الكوردي , وتوظيفها لغايات مدفوعة الثمن مسبقاً .

فقد إنتبهت حكومة إقليم كوردستان العراق للأحداث وما يدور في الشارع الكوردستاني , وسارعت إنطلاقاً من المسؤولية العالية والأمانة الإدارية التي تتحلى بها برئاسة رئيس الوزراء السيد نيجيرفان البارزاني للإستجابة لمطالب المتظاهرين وإتخاذ القرارات اللازمة بخطة آنية تخدم مصالحهم , ويعاهد الموظفين بقرب إنتهاء موضوع الرواتب بعد تحسن الوضع الإقتصادي للإقليم , ليحافظوا على اللحمة الوطنية والأمن القومي لكوردستان , بتخفيض نسبة الإستقاطاعات من الرواتب المدخرة .

على النقيض من الذين يتمسكون بالكراسي ويتبارون من أجله خدمة لمصالحهم الشخصية الضيقة , ولا يعيرون لمطالب المتظاهرين وكأن العراقيون يتظاهرون بطريقة الأوف لاين بعيداً عن أنظار وإهتمام الحكومة العراقية .

فشتان بين الثرى والثريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة