الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعدام الشرف في القانون الأردني

خالد الصعوب

2020 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ليست جرائم الشرف وليدة تخلف أو رجعية، فكثير منها تقع لأسباب لا تمت للشرف بصلة، كأن تمنع الفتاة من الإرث بأن يلحق بها العار فتقتل ويبقى المال حكرا على الذكور.

جرائم الشرف لا علاقة لها بالشرف، فمرتكبوها دون استثناء لا يملكون أخلاقا تؤهلهم للحاق بركب الشرفاء، بل إن مرتكبيها من الجبن بمكانة تجعلهم يتقوون على الأضعف، وهذا أمر لا رجولة فيه ولا شرف. كذلك فمرتكبوها بلا استثناء ليس لديهم وازع ديني ولا يعرفون الله تعالى إلا اسما يرددونه كببغاوات ساعة مصيبة تلم بهم، وبخلاف ذلك، فهم يقدمون عاداتهم أو مصالحهم على خالقهم وبذلك فهم ليسوا من الإسلام في شيء.

أسماء كثيرة لفتيات كثيرات لا يذكرها أحد ولا يقف عندها أحد، فالمرأة في المجتمع العربي كما كمالية يمكن التخلص منها في أي ساعة دون حسيب أو رقيب.

وبينما وجدت الذريعة في فساد السلطة وانعدام تطبيق القانون في المجتمع الفلسطيني بسبب الاحتلال عند مقتل إسراء غريب وغيرها، لم توجد في الأردن ذريعة لمقتل بتول حداد التي ارتكبت "خطيئة" اعتناق الإسلام فمزق والدها "المسيحي" جسدها بسيخ حديدي قبل أن يفج رأسها بصخرة تفارق على إثرها الحياة، أو أحلام التي ركضت وقد ضرجت الدماء رقبتها فتبعها الذكور "المسلمون" يقضون على ما تبقى بها من رمق، لأن رقص الذبيح يطرب نهمهم المجنون للقضاء عليها. تبعوها وأحاطوا بها في منطقة صافوط منعا لتدخل العامة، والعامة بالطبع لم تتدخل لأن الشأن عائلي يعزى للشرف، فما كان من الأب المختل إلا أن تناول صخرة واستمر يضرب بها رأس أحلام حتى فارقت الحياة، فماذا بقي؟ يشعل سيجارة ويشرب الشاي نخب امرأة تم التخلص منها ككلب ضال، ولو أننا كمجتمع أكثر رفقا بالكلاب منا بالنساء.

في الأردن مؤسسات نسوية تعمل على قدم وساق على جلب تمويل من كل حدب وصوب لضمان حصول المرأة على حقوقها، أكثر من مائة منظمة توجد في عمان لوحدها تصم الآذان بحقوق المرأة، وعند مقتل الأحلام متمثلة في أحلام وبتول ومئات غيرهن، تجد تلك المنظمات المنافقة تشجب بينما تستمر الجرائم التي يعزونها للشرف دون أن تقوم تلك المنظمات بالسعي لتجريم الجريمة وفق القانون.

كثيرة هي الأسباب التي ترتكب جرائم الشرف بداعيها، ولكن الملوم الأول والأخير في استمرار تلك الجرائم هو الدولة الأردنية، فأبجدية الجريمة تقول باستمرارها في غياب الرادع، ومجرم الشرف ينجو بفعلته بعد أشهر فقط من الحبس، فأي عقوبة واهية هي تلك التي ستردعه وأمثاله عن ارتكاب الجرم؟

من أمن العقوبة أساء الأدب، وها هي الأردن جمدت عقوبة الإعدام باسم حقوق الإنسان، فقتلت المرأة كحيوان ضال باسم الشرف، ولو أعدم كل قاتل على مرأى ومسمع من العامة، ما ارتكبت الجريمة بدم بارد.

لن تتوقف جرائم الشرف إن لم يعدم المجرمون، وليس تعقيد الثقافة الذي تنادي به المنظمات النسوية والساسة إلا شماعة لتبرير التقاعس عن معاقبة المجرمين، لأن استمرار جرائم الشرف يعني استمرار المشكلة، واستمرار المشكلة يعني استمرار حصول تلك المنظمات على تمويل ولذلك فلن يقوموا بحل المشكلة ولن يدعوا له، لأن حل المشكلة يهدد بقاءهم باسمها.

جرائم الشرف سببها واحد، انعدام الشرف في القانون الأردني، الشرف الذي يقتضي معاملة المرأة كإنسان ومعاقبة مزهق روحها بالإعدام على الملأ.

رحمك الله يا بتول ويا أحلام ويا مئات غيرهن، اهربن ما استطعتن، فما لهذا خلقتن، اهربن فجاهلية وأد الإناث يسميها هؤلاء المرضى شرفا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة