الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة سّد النهضة، هل أوجدتها مصيدة الديون؟! القروض المصرية إغراق في الديون دون تنمية، والقروض الأثيوبية استثمار في النمو الاقتصادي المستقبلي (3)

أشرف أيوب
(Ashraf Ayuop)

2020 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كانت أول خطوة انطلاق لتمدد كيان عصابات الصهاينة (إسرائيل) ليحتل موقع مصر في إفريقيا، لملئ كل فراغ ناتج عن انكماش نظام كامب ديفيد للداخل بالانسحاب من إفريقيا، بعد اعتماد مفهوم جديد للأمن القومي وتغيير العقيدة القتالية للجندي بأن العدو ما يقرره لنا المتبوع (أمريكا)، فكان العدو هو الخطر الشيوعي، وأنه مستقر في أفغانستان، ففتحت باب الجهاد للشباب المصري لملاقاة العدو (الخطر الشيوعي) في الجبهة بمجاهل وجبال وصحاري أفغانستان، كانت تفعيل وتسريع مخططها الذي بدأته على استحياء وبشكل سري بالتزامن مع المفاوضات التي أعقبت إعلان السادات عام 1977 مبادرته للسلام وزيارته كنيست الصهاينة، بفرض إرادتها على دولتي ايراد مياه نيل مصر( النيلين الأزرق والأبيض) السودان وإثيوبيا، بترحيل اليهود الفلاشا إلى أرض فلسطين المحتلة والذي كان يتم في شكل هجرة غير شرعية، من خلال الدور وظيفي للدين في إعادة تشكيل ما بعد الحرب الباردة، فتم ترحيل مواطنين إثيوبيين (الفلاشا) على أساس عقيدتهم، لتخليص إثيوبيا مما تعتبره ورم يؤرق مضاجعها، حيث تم نقلهم في عمليتين عامي 1984، و1985، بعد استجابة مانجستو لمطالب حكومة الكيان الصهيوني، وبمعاونة وتسهيل جعفر النميري الذي أعلن نفسهم أمير للمؤمنين وفرض تطبيق الحدود على أساس أنه تطبيق للشريعة الإسلامية، بعد أن أعلن توبته من ضلال القومية العربية.. وكانت أخر عمليات نقل لهم هذا العام حيث وافق مجلس وزراء الصهاينة في الأسبوع الأول من فبراير 2020 على خطط لجلب 400 عضو من يهود الفلاشا إلى فلسطين المحتلة، وصل منهم على 3 دفعات إلى تل أبيب 235 عضوا (أول مجموعة 43 في أواخر فبراير، تلاهم وصول 73 آخرين، و119 في 21 مايو).

وسيطرت إسرائيل منذ أكثر من عقدين، على جزر أرخبيل "دهلك" الإريترية، الثلاثة "ديسي" و"دهوم" و"شومي" وهي جزر تحوي على أحواض سفن سوفييتية قديمة تستعملها تل أبيب، بالإضافة إلى قاعدة (3) عسكرية تعد ثاني أكبر قواعد إسرائيل البحرية خارج حدودها، وأحد أكبر مراكز التجسس المتقدمة في القرن الإفريقي وربما في منطقة باب المندب كلها.

الكيان الإسرائيلي لم يكل ولا يمل من توظيف عمق أمننا القومي في الجنوب لتهديد عمق أمننا القومي في الشمال الشرقي، حيث بدأ الترويج لما يمتلكه من تكنولوجيا عسكرية وزراعية لزيادة فرص التجارة مع إفريقيا. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تريد إسرائيل أن تنضم إليها الدول الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اعترفت بأغلبية ساحقة بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو في عام 2012.

وكانت علاقة إثيوبيا بكيان عصابات الصهاينة قد توطدت بعد عدة شهور من احتلال العراق، عندما زار وفد رفيع المستوى برئاسة وزير خارجية الكيان الصهيوني سيلفان شالوم أديس أبابا في مطلع يناير 2004، محطة لافتة لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل قوي.

فتنازلنا عن أهم أوراق تدعم أمننا القومي في الجنوب والتي تحصن حصتنا في المياه المتدفقة في مجري نهر النيل (اتفاقية 1959)، والاستفادة من مشروعات استقطاب الفواقد في السودان وجنوب السودان، التي كانت تعيننا على سد الفجوة المتزايدة ‏في احتياجاتنا من المياه، بتوقيع إعلان المبادئ الثلاثي في 23 مارس 2015، (#السيسي ـ #ديسالين ـ #البشير) بالخرطوم، كان البداية لتنازلات متتالية لصالح كيان عصابات الصهاينة (إسرائيل)، عن طريق توظيف المنح والودائع التي قدمتها السعودية والإمارات والكويت، عقب تقويض حكم الإخوان في 3 يوليو 2013، لدعم الاقتصاد المديون بما يتجاوز 91% من الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 12 مليار دولار في شكل منح وودائع بالبنك المركزي إضافة إلى مساعدات بترولية، لاستلاب إرادة واستقلال القرار المصري مقابل اعتراف دولي بمشروعية نظام #جنرالات_كامب_ديفيد، واحتوائه داخل الحلف الصهيو-أمريكي وأن يقوم بدوره الوظيفي بشكل سافر دون مواربة بخلاف ما اعتاد عليه نظام كامب ديفيد (السادات ـ مبارك)، فالتوقيع على هذ الإعلان كان ضمن المشروع السعودي الإماراتي للاستفادة من النمو الاقتصادي المستقبلي في منطقة القرن الإفريقي، والذي تزامن مع الإعلان عن تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية ضم عشر دول، مشاركات رئيسية الإمارات والكويت وقطر والبحرين والسودان، ومشاركات رمزية محدودة من الأردن والمغرب ومصر، للتدخل العسكري في اليمن، وكان أول عملياتها العسكرية "عاصفة الحزم" (من 25 مارس 2015 حتى 21 إبريل 2015م) لتدمير #اليمن، بأكبر وأضخم قوة جوية عربية بمقدار 150 طائرة حربية مقاتلة و30 مروحية هجومية بقيادة القوات الجوية لآل سعود، بدعم لوجستي للعمليات قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من خلال عسكريين في مركز القيادة والسيطرة المسؤول عن الضربات الجوية. وتسارعت أيضاً الولايات المتحدة لبيع الأسلحة لدول التحالف... فإعلان المبادئ الثلاثي كان لصالح استثمارات الدول الثلاث (السعودية ـ الإمارات ـ الكويت) التي تستثمر فوائضها في إثيوبيا وسد النهضة، حيث تعد السعودية ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا، بـ 294 مشروعاً، بقيمة 3 مليارات دولار، فضلاً عن الاتفاق على تشكيل ثلاث لجان تشمل التعاون الخارجي والأمني والعمل، ولجنة اقتصادية فنية، ولجنة تعاون تعليمي وثقافي ورياضي.. وأنها تهدف إلى تحويل ري مليوني فدان من الأراضي التي استصلحتها واستثمرت بها في السودان من الري الموسمي إلى الري الدائم، واستثمار مليارات الدولارات لاستصلاح نصف مليون هكتار (نحو 1.25 مليون فدان) في مقاطعة غامبيلا بإثيوبيا، وعملت على دعم السلطات الإثيوبية بكميات كبيرة من الخرسانة التي يحتاجها السّد من خلال رجل الأعمال محمد حسين العمودي.

كان التنازل الثاني الذي قايض به نظام #جنرالات_كامب_ديفيد، مقابل شرعيته، هو التنازل عن مصرية جزيرتي #تيران_وصنافير لصالح التحالف الصهيو-أمريكي بعد أن استنزفت قدراته في اليمن، حيث لم يحقق في حربه نجاحات إلا تدمير اليمن وتجويع شعبه، توقيع التنازل تم في 8 أبريل 2016 تحت عنوان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية السعودية المصرية، وتتويجاً للقاءات موسعة بين #السيسي و #محمد_بن_سلمان في يوليو من عام دفع الثمن والتنازلات الكبرى العام 2015، حيث خرجت في ضوء «إعلان القاهرة». التي من بين بنوده، كان تعيين الحدود بين البلدين، دون الكشف عن الكيفية أو الآلية. بعد أن فشلت كل محاولات السعودية لتطبيع المرسوم الملكي للهيمنة على البحر الأحمر، والذي اصدره عام 2010 الملك الراحل عبد الله، بترسيم الحدود البحرية للمملكة في عمق البحر الأحمر، مع كل من مصر والأردن والسودان. وأبلغت به الأمم المتحدة، التي أبلغت مصر بدورها، لكن دون أن يُسفر ذلك عن شيء واقعي.. لصالح هيمنة آل سعود على البحر الأحمر بعد أن أقاموا قاعدة عسكرية في إرتيريا للسيطرة على باب المندب التي لن تكتمل إلا بتحقيق انتصار في حربهم لتدمير اليمن وتسليم الحكم لتابع أمين.. وكانت ثاني محاولة لتفعيل مرسوم عبد الله في 9 يناير 2011، حيث وصل إلى القاهرة وفد من الرياض، برئاسة رئيس الهيئة العامة للمساحة في السعودية، في زيارة استغرقت يومين، لاستكمال اللقاءات، التي تمت بين مصر والسعودية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.. حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011 لتنتصر للاستقلال الوطني، وفك أسر مصر من وثاق التبعية، وطرد السفير الصهيوني، وغلق سفارة كيان عصابات الصهاينة لدى نظام كامب ديفيد، وتقويض المشروع الصهيوني للهيمنة على المنطقة.. حتى تم توظيف جزء من فوائض دول الخليج لدعم الثورة المضادة، وإعادة نظام كامب ديفيد أكثر سفوراً من خلال #جنرالات_كامب_ديفيد الذين لم يخوضوا أي حرب، إلا حرب هزيمة ثورة يناير.

بتوقيع اتفاقية التنازل عن مصرية جزيرتي #تيران_وصنافير الواقعتان عند مدخل خليج العقبة، بين الجهة المصرية والسعودية. فقد أهم وسيلة لتأمين أمننا القومي، حيث تصنعان معًا ثلاث ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها، بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وهو الأصلح للملاحة بعمق 290 مترًا، ويُسمى ممر "إنتربرايز"، والممر الثاني ويُسمى بممر "جرافتون"، وهو أيضًا بين ساحل سيناء وجزيرة صنافير، لكنه أقرب إلى الجزيرة على عكس الأول، وعمقه 73 مترًا فقط. أما الممر الثالث، فهو الواقع بين جزيرتي تيران وصنافير، بعمق 16 مترًا فقط. فعبرهما يُمكن غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة.. فكما أن باب المندب يتحكم في أهم مجرى ملاحي للتجارة العالمية (البحر الأحمر)، فإن الجزيرتين تتحكم في المجرى الملاحي لتجارة الكيان الإسرائيلي، فعندما نفقد مفتاح باب خليج العقبة، لصالح الحلف الصهيو-أمريكي، نفقد معه السيطرة على الملاحة في قناة السويس، حيث أن الباب الرئيسي (باب المندب) تستقر على ساحله قاعدة عسكرية لكيان عصابات الصهاينة، وأخري لآل سعود.. وأصبح أمننا القومي من جهة الشرق مهدد.. بعد أن فقدنا منبع دعم أمننا القومي في الجنوب مصدر مياه نيل مصر المهدد من خلال سد نهضة إثيوبيا وتعطيش مصر، وباب التحكم في الملاحة بالبحر الأحمر.

كان توقيع إعلان المبادئ الثلاثي بمثابة تقنين لأعمال بناء بدأت لإنشاء سد على النيل الأزرق بدون ترخيص، حيث تخول اتفاقية 1959م دولتي المصب منح الترخيص لأي انشاءات أو سدود على حوض النيل، فكان توقيع #السيسي ونظامه ونظام #البشير على الإعلان، توقيع على منح إثيوبيا رخصة بناء أكبر سّد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، قادر على توليد 6 آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربية، وإصدار رخصة لإنشاء سد نهضة إثيوبيا وتعطيش مصر، هو سعته التخزينية تعادل حصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل 74 مليار متر مكعب. بتكلفته مبدئة 4.7 مليار دولار.

ولم يتبقى لمانحا الترخيص إلا متابعة تنفيذ بناء السّد والتزامه باشتراطات الترخيص التي اقتصرت على النواحي الفنية وسنوات ملء السّد، لكن الممنوح الرخصة أخذ يبحث عن مصادر تمويل خارجي للسّد، لسد الفجوة التمويلية الكبيرة بين ما هو معلن من أموال تم جمعها عن طريق سندات أصدرها البنك المركزي الإثيوبي تستهدف الإثيوبيين في الداخل والخارج، والتي لم تتخطى حاجز الـ 500 مليون دولار حتى عام 2016 ـ رغم أن ما تم إنفاقه أكثر بكثير من هذا الرقم اعتماداً على التمويل الصيني والتركي، وشكوك حول مشاركة قطر واسرائيل في تمويل السّد وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية ـ وبين ما يحتاجه تصدير الطاقة للخارج من مليارات الدولارات بعيداً بناء جسم السد.. لإنشاء العديد من الطرق لإيصال هذه الطاقة إلى أماكنها المستهدفة.

وكان أول دول سارعت بالتمويل هي دول الخليج التي تعتمد خططها للاستفادة من فوائضها الاستثمار في القرن الإفريقي، وأول قرض من الصندوق الكويتي للتنمية، ومنذ بداية العام 2016 بدأت تتدفق المنح والقروض على إثيوبيا (مرفق جدول بمجمل المنح والقروض الدولية التي حصلت عليها إثيوبيا منذ يونيو 2015م) كان أولها قرض البنك الدولي بمبلغ 838 مليون دولار في يونيو 2016م، و3 مليار دولار وديعة وقرض قطري في 20 ديسمبر 2016، ومن الإمارات 1.2 مليار دولار يونيو عام 2018م، 5 مليار دولار من أمريكا في مارس 2019م، وفي ديسمبر 2019م مع بدء مع صدور بيان مشترك من وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا أول اجتماع بالعاصمة الأميركية واشنطن بشأن محادثات سد النهضة، بمشاركة البنك الدولي والولايات المتحدة ممثلة في وزارة الخزانة، تدفقت القروض على إثيوبيا، قرض من البنك الدولي بقيمة 3 مليار دولار، وقرض سعودي بمبلغ 140 مليون دولار و 1 مليار دولار وديعة ليبية و2.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وبالتزامن مع مناقشة مجلس الأمن الطلب المصري وإعادة التفاوض مع أطراف أزمة سّد النهضة، للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة عن طريق المنظمة الإقليمية "الاتحاد الإفريقي"، البنك التنمية الإفريقي يقدم لإثيوبيا قرض 1.2 مليون دولار لإنشاء خط سكة حديد يربطها بالسودان، ناهيك عن القروض المتواترة والمستمرة من الصين من عام 2000 حتى عام 2018 والتي صندوق أوبك للتنمية الدولية من عام 2000 حتى عام 2018.

صندوق أوبك للتنمية الدولية، كان أكثر الصناديق العربية للإقراض في تنمية البنية التحتية المادية لدول القرن الإفريقي، حيث كانت السودان وإثيوبيا أكبر المستفيدين منه حيث بلغ قيمة القرض الممنوح للسودان 235.92 مليون دولار أمريكي، وقرض إثيوبيا بلغ 173.2 مليون دولار، ثم جيبوتي بقرض 46.55 مليون دولار، فالصومال 31.05 مليون دولار، وأخيراً إرتيريا 27.9 مليون دولار.

البنوك الصينية مولت انشاء التوربينات والمعدات الكهربائية المصاحبة لمحطات الطاقة الكهرومائية التي تكلفت حوالي 1.8 مليار دولار أمريكي، وتقوم الشبكة الحكومية عن طريق الشركة الصينية لمعدات وتكنولوجيا الطاقة الكهربائيةState Grid of China Electric Power Equipment and Technology Co. (SGCC) بتشييد خط النقل عالي الجهد اللازم لنقل الطاقة إلى سّد النهضة الإثيوبي بتكلفة تتعدى المليار دولار.

بينما القروض التي قدمتها الحكومة الصينية وممولون ائتمانين وبنوك منها بنك إكسيم الصيني (China Exim bank) هو واحد من ثلاث بنوك مؤسسية في الصين ممنوح حق تنفيذ سياسات الدولة في الصناعة، التجارة الخارجية، الدبلوماسية، الاقتصاد، ويوفر سياسة الدعم المالي لتعزيز تصدير المنتجات والخدمات الصينية، ويخضع لإشراف مجلس الدولة، تقدر بـ 13796 مليون دولار لإثيوبيا وحدها في الفترة ما بين عامي 2000 و2017.

منحت شركة الكهرباء المملوكة للدولة الإثيوبية للطاقة الكهربائية (EEP) عقود السًد لشركتين صينيتين: "إحداهما هي مجموعة Gezhouba الصينية (شركة هندسية مملوكة للصين ومقرها ووهان) والتي تم التعاقد معها مقابل 40.1 مليون دولار لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقاً حول تشييد سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD)، كما منحت شركة الكهرباء الإثيوبية شركة صينية أخرى تدعى فويت للطاقة الكهرومائية المحدودة عقداً بلغت قيمته 113 مليون دولار للمشاركة في بناء السّد.

الصين تستحوذ على حصة تزد عن 70% من تجارة العالم مع القارة، بجانب احتلالها المركز الأول للاستثمار العالمي في القارة، فالصين خلال الستة أشهر الأولى من العام المالي الماضي، وبحسب بيانات وزارة التجارة الصينية على موقعها الرسمي بلغت قيمة التجارة بين الصين والدول الإفريقية 101.9 مليار دولار، في النصف الأول من عام 2019، بزيادة 3 % على أساس سنوي، كما بلغت واردات الصين من الدول الإفريقية 49 مليار دولار، بزيادة 1% على أساس سنوي. في الوقت نفسه، بلغت قيمة صادراتها إلى أفريقيا 52.9 مليار دولار، بزيادة 5% على أساس سنوي.

بين النفي والتأكيد كوهين يتحدث، حيث نفت صفحة سفارة كيان عصابات الصهاينة على الفيسبوك "إسرائيل في مصر" أن لها اسهامات في مشرع بناء سد النهضة واعتبرته إشاعات، لكنها تدعم المفاوضات تحت الرعاية الأمريكية وصندوق النقد الدولي (مرفق صورة)، بينما يؤكد السفير الإثيوبي السابق في إسرائيل "هيلاوي يوسف" على أن شركة الكهرباء الإثيوبية وافقت على اختيار شركة كهرباء إسرائيل لتولي إدارة قطاع الكهرباء في إثيوبيا، بما في ذلك تقديم الاستشارات والإدارة لمشروعات إنشاء محطات طاقة جديدة، وكل هذه المحطات ستقام على نهر النيل الأزرق، وذكر في تصريحات منفصلة أن إسرائيل دشنت مشروعات زراعية مشتركة بجانب وجود 240 مستثمرا إسرائيليًا، فيما يبدأ توليد الكهرباء من السّد بعد افتتاح المرحلة الأولى مباشرة. فضلا عن تنفيذ مشروعات ري ضخمة من خلال المياه الإثيوبية بعد إتمام بناء السّد، وتمويل 200 مليون دولار لتطوير أنظمة الري.
هذا اللقاء يصب في مصلحة البلاد، و"إسرائيل ليست عدوا للسودان"، هذا ما قاله الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري السوداني الانتقالي تعقباً على توقيعه مع النتن ياهو اتفاقية تسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء السودانية. وذلك أثناء الزيارة الرسمية للقاء نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية في ضيافة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في 3 فبراير 2020م، حسب تصريح النتن ياهو تأتي هذه الزيارة نحو تطبيع العلاقات مع تل أبيب: "التقيت في عنتيبي رئيس مجلس السيادة السوداني واتفقنا على التعاون من أجل تطبيع العلاقات". حيث تحتاج السودان ـ حسب الصحافة العبرية ـ لوساطة نتنياهو لرفع العقوبات عنها بعد سقوط #البشير، وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، نقل سفارة أوغندا إلى القدس نقلاً عن مصادر مقربة من يوري موسيفيني.. وفي 27 مايو 2020 أعلن "شمعون أران" محرر الشؤون العربية في الإذاعة العبرية: "أن طائرة إسرائيلية خاصة قد حطّت في مطار الخرطوم الدولي، في العاصمة السودانية"، وأن الصحفي "أيتاي بلوميتال" بصحيفة "يديعوت أحرنوت" كتب وضحاً أن الطائرة من طراز "N 84UP"، وأن الطائرة ـ حسب "عرب 48" ـ هبطت في مطار الخرطوم الدولي إثر اتصال هاتفي بين النتن ياهو والبرهان.. وتم إعلان تفاصيل هبوط الطائرة بعدما أعلن مكتب النتن ياهو: "أن مكالمة هاتفية بينه وبين رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، تناولت تعزيز العلاقات بين الدولتين والتهنئة بالعيد".. وأكدت السلطات الإسرائيلية في شهر فبراير/شباط الماضي أن طائراتها التجارية بدأت في التحليق عبر المجال الجوي السوداني، بموجب اتفاق مع حكومة الطوارئ في الخرطوم.. وبالتالي أن مصالح السودان مع إثيوبيا والمستفيد الثاني من بناء السّد، وحجم الاستثمارات في الأراضي الزراعية وبناء خط سك حديد يربط بينها وبين إثيوبيا عند الحدود المتاخمة لسّد النهضة والنيل الأزرق.


فإذا أرادت مصر التفاوض عليها التفاوض مع الممولين، وليس مع بلد صُنِّف كأحد أكبر المتلقّين للمساعدات الدولية في أفريقيا خلال العقد الأول من الألفية، وليس عبر الاتحاد الإفريقي لأن كل الدول أعضائه مديونة للصين (مرفق خريطة إفريقيا مدون على كل دولة قيمة القرض الصيني)، ودول الخليج وكيان الصهاينة (إسرائيل)، لأن المستفيد الأول من السّد الذي سيجعلها مكتفية ذاتياً ودولة مصدرة للطاقة، هي تلك الدول حتى تستعد تكلفة إنشاء السد وقروضها بفوائدها، والقيمة المضافة لاستثماراتها. فالدين العام في إثيوبيا حسب تقرير قدمه آبي أحمد لبرلمان بلاده في 18 يونيو 2018، صعد إلى 24.7 مليار دولار خلال شهر يونيو 2018.. وأن 56.1 بالمائة من الدين العام، مستحق على الحكومة الفيدرالية، فيما استدانت مؤسسات التنمية الحكومية النسبة المتبقية من الدين العام (43.9 بالمائة).

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الإثنين، إن الدين بلاده، صعد إلى 24.7 مليار دولار خلال شهر يونيو 2018. جاء ذلك، في تقرير حول الأوضاع الراهنة بالبلاد، قدمه أبي أحمد تطرق فيه لقرارات اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم، وأوضح المسؤول الإثيوبي، أن 56.1 بالمائة من الدين العام، مستحق على الحكومة الفيدرالية، فيما استدانت مؤسسات التنمية الحكومية النسبة المتبقية من الدين العام (43.9 بالمائة). كان الدين العام للبلاد، بحسب تقرير لصندوق النقد الدولي حول الاقتصاد الإثيوبي، بلغ حتى نهاية يونيو 2017 نحو 24.4 مليار دولار، و22.64 مليار دولار في نفس الفترة من 2016، وفي 6 يونيو 2018، أعلنت اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم، اتخاذها قرارات إصلاحية للاقتصاد، باتباع روشتة صندوق النقد الدولي، شملت خصخصة الشركات المملوكة للدولة، مثل شركات السكك الحديدية، وشركة السكر، والمناطق الصناعية، وقطاع الفنادق.. وأوضح أن القرارات التي اتخذها الحزب لخصخصة الشركات، ترمي لـ "مواجهة التحديات الاقتصادية بالبلاد.. "لا يمكن للحكومة احتكار قطاعات يمكن للقطاع الخاص أن يقدم فيها أداء أفضل".، ولقت تلك السياسات تأييد أمريكا الذي جاء في تصريحات "بومبيو" على هامش عمليات التفاوض التي كانت ترعاها وزارة الخزانة الأمريكية وصندوق النقد الدولي: "نؤكد على دعم الولايات المتحدة المستمر لآبي أحمد، وتشجيعها لسياساته وحرصها على توفير الدعم لمستثمريها للاستثمار وإدارة أعمال تجارية في إثيوبيا.

رغم أن المفاوضات الجارية بين وفود دول الإعلان الثلاثي (مصر والسودان وإثيوبيا) تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، حول سنوات الملء بما انتهت إليه مفاوضات أمريكا والتي جاءت في بيان وزارة الخزانة الأميركية يوم 16 يناير 2020، بالتوصل لاتفاق مبدأي بين كلا من مصر والسودان وأثيوبيا لملء خزان سّد النهضة على مراحل مع مراعاة تخفيف الأضرار على دول المصب، وأيضاً بعض الأمور الفنية والتي أوصى د. محمد نصر علام الوفد المصري ألا يتنازل عنها ولخصها في الآتي:
1. عدم التنازل عن أي من مرتكزات مصر الفنية والا تعرض الأمن المائي للبلاد لمخاطر رهيبة، بينما سيكون المتحكم في المياه له مطامع عديدة أقلها تسعير المياه.
2. يجب عدم اعطاء وعود للتعاون الإقليمي في الوقت الحاضر لأن الطرف الأخر سيعتبرها ضعفا فهذه طبيعته، وأن نترك امكانية التعاون الإقليمي لمرحلة لاحقة واستغلاله فيما يفيد مصر أولا والتعاون الإقليمي ثانيا.
3. خمسة جوانب قانونية لا مرونة حولها، أولا الالتزام القانوني التام بما يتم الاتفاق عليه فنيا، وثانيا عدم القيام بأي مشروعات مستقبلية على النيل الأزرق الا بعد موافقة مصر والسودان، وثالثا صياغة بند فض المنازعات بما يمكن من حلها في وقت قصير محدود وبما يحفظ حق الدول الثلاث، ورابعا عدم السماح بالتنازل المباشر أو غير المباشر عن نقطة مياه من حصة مصر المائية، وأخيرا ألية تنسيق بين الدول الثلاثة بما يمكن كل منهم من التأكد التام من تنفيذ كل ما يتم الاتفاق والتفاهم عليه.
4. يجب النص على استكمال دراسات الأمان الإنشائي وتداعيات السّد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع بند التعويض (كما تم النص عليه في اعلان المبادئ) لأي مخاطر قد تطرأ من تشغيل سّد النهضة

ورغم ذلك أصحاب العقود والمستثمرين لا يشغلها المفاوضات من قريب أو بعيد إلا بعض التصريحات الدبلوماسية من دولها، بأنها تقع على مسافة واحدة من أطراف الخلاف، فبدأت في ملء السد، دون الوصول لأي اتفاق، رافقها نفي رسمي أثيوبي وصفه د. هاني رسلان: "كل ما سبق هو صياغات لفظية لا قيمة لها، فالملء أمر واقع، تؤكده صور الأقمار الصناعية، والبيان السوداني، وليس ما تصرح به اثيوبيا نفيا أو اثباتا.. وواضح أن التراجع الإثيوبي قد حدث نتيجة ادراكهم بأن ما فعلوه سينجم عنه عواقب ليست في صالحهم.. نخلص من ذلك أن التعامل مع أزمة السد ينبغي أن يأخذ منحى مختلفا انطلاقا من هذه النقطة، فليس من الممكن التعامل مع الأزمة بنفس المعطيات السابقة".. فإثيوبيا ليس لها سلطة على الشركات المنفذة التي تستعجل الاستفادة من مليارات الدولارات التي أنفقتها وتعظيم أرباحها.

والمفاوضات النهائية للسّد ستحدد مسارها مداولات الرؤساء، كما صرح وزير الخارجية سامح شكري، لأن المفاوضات الوفود تحت مظلة الاتحاد الإفريقي لم يتم التوصل من خلالها لاتفاق مع اثيوبيا. أي أن الحل في يد مانح رخصة بنائه.
**************************************************
المصادر:
********
1. كتاب السياسة الإسرائيلية في إفريقيا ـ رائد حسنين
2. شبكة النبأ المعلوماتية
3. موقع صندوق النقد الدولي
4. موقع البنك الدولي https://www.albankaldawli.org//
5. موقع البنك الإفريقي
6. موقع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية
7. معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام
https://drive.google.com/drive/folders/1X7RdhCFC3vV6gkVXl5Str4UGANkw3SC8?usp=sharing الصور:
******
https://drive.google.com/file/d/1pzxoMBkwsg55UneoJH0VAV8-MMq7MpvG/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (1) ـ
https://drive.google.com/file/d/1K7Gz2jON2zdVcvnKlWnc3pqpKpnYMKNJ/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (2) ـ
https://drive.google.com/file/d/1-8qUt_CvP0o5Y0Jcw7riJJTqbaax2cjw/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (3) ـ
https://drive.google.com/file/d/12DQxbG5eNMkB2WhFKcq--qu_ASaWK2m6/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (4) ـ
https://drive.google.com/file/d/1H7eT4YIyG0zLz3uPcL2ZfcWRX0MKW1Jk/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (5) ـ
https://drive.google.com/file/d/13gIwK1SAZZQv-yaG_9h9ekVTQpfn3Uqi/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (6) ـ
https://drive.google.com/file/d/19ZW_SBzxkdVvG6NwZEx_tnSLxqj3nh-A/view?usp=sharing الخط الزمني للأحداث الرئيسية في القرن الإفريقي (7) ـ
https://drive.google.com/file/d/1uCuQzcK2QBSQQvXrx0clq3laVP5glM3z/view?usp=sharing القروض الصينية لإثيوبيا ـ
https://drive.google.com/file/d/1MQD6x8NwNKDtPima5JMPml2Ocv2IEqaB/view?usp=sharing القروض الصينية لإفريقيا من 2000 حتى 2017 (1) ـ
https://drive.google.com/file/d/1Y45CsMeK22JWH6DErbQNSieQS4VwZA4i/view?usp=sharing القروض الصينية لإفريقيا من 2000 حتى 2017 (2) ـ
https://drive.google.com/file/d/1p0TgYfr1x_IABMVhxagapgvkiSmZrpAo/view?usp=sharing القروض الصينية لإفريقيا من 2000 حتى 2017 (3) ـ
https://drive.google.com/file/d/1neYCkCOIu2-dir-TRFaOXomPJPiJgOUSYm/view?usp=sharing القروض العربية لإثيوبيا ـ
https://drive.google.com/file/d/1cwSrNEFYe61XI3YwtWL6pMwNS9jDr5bs/view?usp=sharing القواعد العسكرية في منطقة القرن الإفريقي ـ
https://drive.google.com/file/d/1nejuvJ9WIelp0zgfU2_rd0wt2VJ-MgbP/view?usp=sharing المشروعات العربية والصينية في إثيوبيا ـ
https://drive.google.com/file/d/1CmljtYVftEwPYLlwJFPB1uubFJxlnL9w/view?usp=sharing المنح والقروض التي حصلت عليها إثيوبيا بالدولار ـ
https://drive.google.com/file/d/1IsZ1zFO_cvJDDiMLHG6JJbf8MrK2KHq_/view?usp=sharing تصريح آبي أحمد بشأن قرض شركاء التنمية ـ
https://drive.google.com/file/d/1Vxy2I8mGBxcDooOveM9J0v2nLGAPe885/view?usp=sharing تصريح موقع سفارة الكيان الصهيوني في مصر ـ
https://drive.google.com/file/d/1LeyS_51G2qawX2cPnN9pKRVyu9ZqeQSU/view?usp=sharing تطور رصيد الدين الخارجي لمصر ـ
https://drive.google.com/file/d/1PeV2N0gAYGizODdnibYmsKUwRT5sSbnG/view?usp=sharing حصص المؤسسات والدول من الدين الخارجي ـ
https://drive.google.com/file/d/1ib0YWTLQ53hFFitzB33KBga0Ue9SbAw-/view?usp=sharing حول احتياجات المياه للعام 2025 ـ
https://drive.google.com/file/d/155jpHufDOEelLeL8cKdmCffjRHyVr43A/view
خريطة إثيوبيا ـ
https://drive.google.com/file/d/1d-PbZoQ3XnYdjDDUVIhK76Gq6aI8Mlny/view?usp=sharing خريطة إثيوبيا موقع سد النهضة ـ
https://drive.google.com/file/d/1EqTsivx-l-m1vAet7uqjod8KfWSp3At4/view?usp=sharing خريطة إرتيريا ـ
https://drive.google.com/file/d/1lGdMRKOQ7ueII_5s9UbKfXiOD32cJ0-Y/view?usp=sharing خريطة القروض الصينية لإفريقيا من 2000 حتى 2017 ـ
https://drive.google.com/file/d/1j_Uxv7dr8APygJubqY4gcLUrtiZMiSI0/view
خريطة القواعد العسكرية في القرن الإفريقي ـ
https://drive.google.com/file/d/1ISu91QEEjxtnSA1nbj6y0f0j-xUkORLJ/view?usp=sharing خريطة حوض النيل ـ
https://drive.google.com/file/d/1EoCKwFjuorY5bB__BTQ2p617LGFDzdp2/view?usp=sharing سد النهضة الإثيوبي ـ
https://drive.google.com/file/d/1uyuyGXrXBJ-9_Imnox6A5GntIUh4RWDh/view?usp=sharing صور قمر صناعي تظهر سجنًا سريًا أقامته الإمارات على الساحل الإريتري ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة