الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألله يِطّوِل عُمر المرحوم !

امين يونس

2020 / 7 / 18
كتابات ساخرة


عبدالرحمن مزيري ، رجلٌ تجاوزَ الخامسة والسبعين من عمره ، ولا يزالُ نشيطاً يجوب المحلات والشوارع والجوامع في دهوك ، مشياً على الأقدام . لا تستطيع ان تطلُق عليه لقب المجنون ولا العاقل أيضاً ! . فمن ناحية هو كان متزوجاً وله بناتٌ وإبن ، وعملَ لسنواتٍ طويلة ساعياً ومُنظِفاً في دائرةٍ حكومية حتى تقاعده ويمتلك شُقةً معقولة .. وتلك جميعاً علامات إنسانٍ سَوي .. لكن من ناحيةٍ أخرى ، فأن صاحبنا عبد الرحمن ، أو كما يُسمى أحياناً دَحو أو دَحْ إختصاراً ، مُصابٌ منذ شبابه المُبكر ، ب داء السؤال أو الكدية . فأينما كان ومتى ما كان ، لابُد أن يطلب إحساناً أو نقوداً ، بإسلوبٍ ممجوج ، وتلك علامةٌ على السفه والإضطراب ! .
على أية حال .. عبد الرحمن هذا ، لا يعرف العبوس ، فمَهما إنتقدته أو عاتَبْته أو نصحْته أو حتى نَهَرِته ، فأنهُ يضحك ولا يُبالي بما تقول على الإطلاق … وهو لا يُفّوِت عُرساً أو تعزِيةً أبداً ، بل يحضرها وأكثر من مّرة ، فتلك مُناسبات دسمة بالنسبة لهُ . وتعوَدَ معظم الناس في دهوك والعمادية على تَقّبُله كما هو … ففي الأعراس يتوجه ضاحِكاً إلى العريس مباشرةً ويطلب منهُ الفلوس بصوته الجهوري ، ثم إلى أهل العريس وهكذا . لكن المُشكلة تكمن في مناسبات التعازي ، فعبد الرحمن لا يعترف بوجود فَرقٍ بينها وبين الأعراس ، فبمُجرد نهوضه من قاعة التعزية او منزل المرحوم ، فأنه يطلب المقسوم بوضوحٍ وضِحكةٍ صريحة ! .
قبل تشريف جائحة كورونا " كورونا التي يكرهها عبد الرحمن كرها شديداً ، لأنها قَطَعَتْ رزقه حين توقفتْ الأعراس والتعازي " هرع مزيري الى تعزيةٍ كبيرة ومزدحمة ، جلسَ لدقائِق ثم نهض ، وأرادَ أن يقول شيئاً لِذَوي الراحل قبل أن يطلب نقوداً ، فرفعَ يديهِ صائِحاً : ألله يِطَوِل عُمر المرحوم !! . وبالكاد إستطاع بعض الجالسين منع أنفسهم من الضحك … وبادرَ الشباب إلى إخراج عبد الرحمن من القاعة .
…………………
العملية السياسية العرجاء في العراق ، مثل المرحوم أعلاه ، شَبَعَتْ مَوتاً نتيجة الأمراض الكثيرة المُستعصِية التي أصابَتْها منذ ولادتها في 2003 . لكن المالكي والعامري والخزعلي ومَنْ لّفَ لفهم ، يصّرون على القول : ألله يِطّوِل عُمر المرحوم ! . عبد الرحمن مزيري ، طيبٌ وبرئ في أعماقه رغم سفهه ، فيعطونه ألف دينار ويُخرجوه من القاعة ببساطة .. لكن المُشكلة في تلك المافيات التي تدعو بصفاقة إلى إطالة عُمر المرحوم ، وهي أي المافيات ، إلى جانب أنها سفيهة فهي ليست طيبة ولا بريئة أيضاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و