الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاثوم الزمكان

وسيم بنيان

2020 / 7 / 20
الادب والفن


اطال تمعنه في الكتاب الجديد والذي ارهقه ذهنيا، اذ اكتظ بأفكار عميقة، اصابته اخيرا بالصداع فكف عن التصفح. زاح الكتاب جانبا واشعل لفافة تبغ ليزفر ضجره مع دخانها، بعدما وتره لهيب الصيف، و راحت بشرته تتقاطر عرقا. نظر إلى الجدران ماسحا طلائها بصريا، قبل ان يغرز حدقتيه في النافذة مستجد منها، بلمحات متوسلة، نفحة نسيم باردة. كانت الظهيرة تفور في الخارج، فذهبت محاولته ادراج القيظ. وحين عاد لفضائه الذي صهرته السموم لم يتنسم غير تعرقه، وزنخ القمامة المتراكمة في المطبخ، فاختلطت الروائح المتناقضة في دورق انفه. تفحص الاشياء المتناثرة حوله بنظرة مستفزة، فلاحت له راكدة بألوانها وموادها لم تتغير ملامحها، مذ فتح عينيه في مهده صارخا، لتوارد الأشكال الجديدة التي باغتت عيني طفولته مخترقة براءتها، وحتى هذه اللحظة. كان يسمع بأن للزمن حاكميته وسلطانه، يضرب الأشياء بسوط ايام وشهور وسنين لا ترحم، فتتآكل وتتورم وتتقيح قبحا. لكنه بعد كل تلك الاعوام التي تصرمت، يرى الأشياء على حالها، فازداد الشك في رأسه بالنسبة لسلطة الزمن. تناول المنشفة المعلقة وراء أريكته ومسح عرق جبهته ومجمل مسامات وجهه، وحالما مسح انفه استيقظ من ذهوله بوخزه نتانتها، لتغادر شمه اخر ذرة من عبق. أبعدها عن انفه كما الفطيسة وكشر أنيابه مستاء. تطلع في لونها الأصفر الغامق فتذكر تلك القماشة التي كان ملفوفا بها اذبان طفولته. تمثلها وكأنها هي عينها، ولعل الفرق الوحيد يكمن في الرائحة. لم يتسن له ان يجزم، فلعل رائحتها كانت عطنة لكنه نسي، أو ربما كانت قوته الشمية خاملة، ولم تكن قد وظفت مكنونها المتحفز الان، فلم يدرك قذارتها حينئذ؟
أعاد تعليقها بقرف، حيث استولت عليه تلك الفكرة اللعينة، وغاص في نفسه متفكرا. ربما يمتلك نسبة من التأكد بأن هذه الأشياء التي تحيطه ليست ذات الأشياء التي إحاطته من يوم ولادته فما بعد... سحقا قال لنفسه، وأشعل لفافة تبغ اخرى، سحب منها نفسا عميقا قبل ان يستفهم ذاكرته : هل الاشياء هي نفسها أم :(هي هي ولكنها غيرها؟) زفر بضعة انفاس ليستدرك بمزيد من الحذر: لكن جريان كل هذا الزمان لا يؤيد كونها هي بعينها. فالمفروض أنها استهلكت بعد هذه السنين الطويلة أو تآكلت وتغيرت على اقل تقدير، فكيف يراها على حالها لم تتطور ولم تتدن؟ ماذا يعني ذلك؟ هل جننت ؟ هل قطعت دون وعي الشعرة التي تفصل كما يقال بين العقل والجنون؟ لكن يبدو لي أن هذه الشعرة ليست الحد الفاصل بين ذلك وحسب، بل تشمل كل الأشياء. أو ليس هذا الحد نفسه قائما بين الحياة والموت؟ بين الوجود والعدم؟ بين الحق والباطل؟ بين المكان والزمان؟ اللعنة زفر واردف: بماذا اهذي الآن؟ وأي جحيم يحيط عوالمي؟ تلفت حول نفسه تحذوه رغبة للخلاص من هذه المتاهة، بينما تنبه لبلل جلد الاريكة بفعل التعرق. خلع الفانلة واكتفى بلباسه الداخلي، وقد اضحى كل جسده ينز عرقا غزيرا. عاد متسائلا: ربما تكون الأشياء هي التي تأثر على الزمن فتتعاقب فصوله وتتغير انوائه نتيجة إشعاعات وروائح وذبذبات الأشياء، وهذه الاخيرة تتغير بدورها لأنها استنفذت قوتها ورونقها في التأثير على الزمن...وهل هذا الشيء طبيعي؟ أم أن هنالك من أراد أن يقلب وجه الشعرة الفاصلة بين الأشياء والزمن؟ إذ لن تروقه هذه الحاكمية فغير موازين القوى ليكسر جبروت الزمن، بابتكاره استنساخ الأشياء لكي يضجره ويتحداه لاغير.فكل شيء قديم يبليه الدهر ينشئ من جديد شامخا بأنفه، وعليه تكون القماشة الصفراء، التي كان مقمطا بها، هي المنشفة الصفراء المنسوخة من تلك، لذا لم يشعر بأي فرق بينهما! تمدد فوق الأريكة ومازال رأسه معبئا بالأفكار، واندفع مع تيار دورته الشكية مجددا. ارتفعت الحرارة لذروتها، فتراءى له رأسه وقد صارت فروته تنفث بخارا من شدة الهجير. نهض متوجها نحو المغسلة انحنى تحتها تاركا الماء يتزحلق فوق رأسه ويتقاطر من ثم على جسده متلامعا فوق شعيرات صدره. افرغ بعض المكعبات الثلجية داخل كوب كبير، صب الماء فوقها وعبه دفعة واحدة فشعر ببعض الامتنان. حين أعاد الكأس لمكانه تنبه لكونه عين القدح الذي شرب منه منذ أول يوم عرف فيه كيف يشرب دون مساعدة احد، وها هو يعود من جديد. الأكثر من ذلك أن الماء نفس الماء تماما، والأدهى شعوره نفس الشعور، في كل مراحل العطش. جلس متهاويا بعد ان لفه دوار حاد، وبدا كأنه يسقط في هاوية بلا قاع. صرخ في أعماقه يائسا: أي سخافات تزلزل سكوني بحق السماء؟ انحنى مثبتا جبهته على راحة يده بعد أن اسندها إلى ركبته وظل صامتا يحاول استجماع اركان يقينه، ودون إرادة منه عصفت الشكوك في رأسه وانسابت لترعبه بلغز اخطر، مفاده انه لم يشرب الماء سابقا، عدا الذي شربه قبل قليل. وما المرات السابقة سوى تهريج وخداع بصري، انعكس أمام نظره على الزجاج. ولا وجود لأي شيء قبل تلك الجرعة اليتيمة في الواقع. وكل ما توهمه قبلها سراب متأت من هذيان الشعور بالعطش لا غير. بل العطش نفسه هذيان لشعور آخر، وذلك الشعور نفسه هذيان، والهذيان نفسه قد يخلق الشعور! ماذا يعني هذا؟ تساءل مجددا وقد رفع رأسه من راحة يده وضغط على صدغيه وهو يعاود حواره: هل أن الزمن خديعة؟ وهو شيء ثابت لا متغير؟ فكر قليلا وحين فارقه الجواب لعن الثابت والمتغير. أراد أن يشرب كوبا أخر من الماء، لكن رعب الفكرة سيطر عليه وخشي أن يعيد الكرة فتعصف به لعنة الأفكار مرارا. اعد لفافة جديدة وسارع ينفث دخانها محاولا التخفيف من انفعاله، مع ان حرارة الطقس صارت لا تطاق...
لكني، استأنف من جديد، كنت طفلا ثم صرت صبيا وها أنا شاب، ومعنى هذا بان الزمن يتغير بالتأكيد، وهو ليس ثابتا اذن. نعم بالارتياح مؤقتا واخذ يغير مجرى العرق المنحدر على حدقتيه، بعد ان مشط حاجبيه بنعومة الإبهامين. نعم نعم أنا اهذي هذا وارد، قال لنفسه بينما ألقى بعقب لفافته السامة في فم المنفضة الغاصة بالرماد. ومن مشهد الرماد والاعقاب المشؤومة عاوده التشكك لينقض هدوئه حيث تساءل فورا : لكن ربما لم اكن طفلا ولا صبيا ولا شابا، كل ما في الأمر أنني ونتيجة لسيطرة وتقلب الأفكار برأسي تقلصت مساحة رؤيتي فصرت أرى الأشياء بشكل مختلف. واعتبرتني وجودا صغيرا تبعا لتضائل حدود النظرة، فأطلقت على وجودي المتصاغر اسم طفل. ثم توسعت تضاريس تفكيري وفق جغرافيا معرفتي الجديدة، فرأيت نفسي وجودا اكبر وصفته بالصبي. ولعل قدراتي المعرفية ستتسع لاحقا، فتوسع بدورها من مدارك الاطر التي ادرك الاشياء من خلالها، لأرى نفسي طاعنا بالسن، إلى ما لانهاية. شعر أن هذه الهواجس لن تفتر، واشتد صداعه حتى خال ان رأسه يوشك على الانفجار. قرر أن يخفف من توتره قليلا فاسدل الستار الشفيف دون ان يغلق النافذة، واغمض عينيه فور استلقائه متخيلا انه دفن، كما كل شيء حوله، بسديم مظلم. غرق في الظلام المتثاقل داخل عينيه، ولاح له كبؤرة ليل لا متناه. ظل ساكنا لعل النوم يرحمه باغتيال يقظته. تذوق خاطرة من الاستقرار، قبل ان تنبثق شكوكه متقنعة بسواد الظلام هذه المرة، أفقدته السيطرة على نفسه وظن انه غير قادر على تحريك أي عضو من أعضاء جسده. ابتسم مع نفسه دون أن يتحرك ساخرا من فكرته، لكنها بدت واقعية فقرر تحريك بعض جوارحه ليطرد الأوهام من تفكيره ويستريح. حاول أن يفتح عينيه لكنه أصيب بالرعب لفشله في تحريك جفنيه وكأنهما اغلقا الى الابد. كرر المحاولة مركزا كل قوته لفتح عينه اليمنى أولا فلم يفلح. رغب بتحريك يده فلم يستطع رغم جهده أن يتحكم ولا بإصبع واحدة، وهكذا خرج كل جسده عن سيطرته بالكامل. واصل مناجاته بضغط من غريزة الخوف التي عصفت بخارطته الوجودية : يا الهي ما الذي يحدث؟ اعترته حالة من القلق والسخرية في نفس الآن. واصل حواره: يبدو انني اشعر بالتعب والإرهاق كوني لم انم البارحة ، كما ان حرارة الطقس قد أثرت حتما على ذهني، فأنا متأكد من أن ما ألم بي غير حقيقي. وعاد يحاول السيطرة على أعضائه دون جدوى. اشتد خوفه اكثر وتساءل متحيرا هل أنا ميت؟ لكنه استدرك على الفور : سحقا لي وكيف يشعر الميت ويحدث نفسه يا ترى؟ بالتأكيد أنا حي. لكنه ما لبث أن عاد متسائلا وما الذي يثبت ذلك ؟ هل مت من قبل؟ وما الذي اعرفه عن الموت؟ شك بوجود كائن آخر يعيش في عمق نفسه هو من يدير النقاش ويطرح هذه الأسئلة المدمرة، حيث تجلى جهله المطبق ازائها. يباغته الصوت القادم من زمكان مجهول كل لحظة بسؤال خطير، يقلق عوالمه ويضبب رؤاه. لماذا لا تظن بأنك ميت؟ انهض ألآن من مكانك أن كنت حيا كما تدعي؟ أو حرك عضوا من أعضائك على الأقل أن كان هذا بوسعك؟ هيا حاول. تصاعد رعبه إلى الذروة ولم يعد يشعر بأي شيء خارج حسه الباطني، ولا حتى حرارة الجو أو اعتداله. تساءل يائسا أن كان مازال متعرقا؟ ولم يستطع الجزم. يا ويلي، تمتم و عاد مستفهما: لعلي قد مت حقا، أليس الميت هو من يفقد الاحساس بالأشياء، ويبقى واعيا بجثته وحسب؟ كلا استأنف، أنني حي بالطبع فلقد تمددت بإرادتي، محاولا استجلاب النوم بعد أن شعرت بالإرهاق. لكنه ضحك على نفسه ملأ فمه دون صوت. تحير من أمره وعاد متسائلا ولن ينهي ضحكه بعد: ماذا اعني بإرادتي؟ هل يجب أن أتمدد دون إرادتي ليأتيني الموت؟ ثم هل يأتي الموت لمن استلقوا فقط دون أرادتهم؟ ما المانع في أن يأتيني الموت وأنا أحاول النوم؟ ولم يعطه عقله جوابا حاسما. مازال فاقدا السيطرة على جسده، و عصفت في رأسه فكرة مباغتة تشكلت على هيئة سؤال بشع أمام تفكيره المتذبذب، فقرأ السؤال بصوت مرتجف: لمَ لا أكون ميتا ومنذ زمن بعيد وكل ما حصل قبل تمددي هو استذكار سريع، اجريته وأنا نائم في قبري هذا، لما كنت اعمله خارج القبر؟ ورجعت الآن لمثواي ويجب أن اعي ذلك. تنهد بأسى ومرارة ثم أردف مشككا : ولكني اكلم نفسي واشعر بها مما يعني أن...
لم يكمل عبارته حيث علق مباشرة: ومن قال أن الميت لا يعي وجوده؟ ألم أتساءل مع نفسي حينما كنت خارج القبر أو لأقل خارج هذه الحالة، إذا كنت غير مقتنع بموتي. اما تساءلت حينها لمَ لا يكون الفرق بين الحياة والموت كالفرق بين الجنون والعقل؟ وانهما غير مفصولين بأكثر من شعرة؟ فربما انقطعت هذه الشعرة أخيرا. لكن كيف أتحقق من كوني على نفس ذلك الحجم الذي رأيت نفسي عليه قبل هذه الحالة؟ وأسميت نفسي حينها شابا يافعا آه أي جحيم هذا، وماذا تعني الأحجام اصلا؟ أنا نفسي ماذا أكون؟ الست شيئا؟ أو زمنا؟ وكيف لي معرفة ما أنا؟ فلست قادرا حتى على فتح عيني. صمت قليلا قبل ان يستأنف ضحكه المكتوم ويواصل حواره : افتح، وما معنى افتح؟ وما هي عيني التي ازعم باني غير قادر على فتحهما بعد إغلاقهما؟ هل توجد حقا ظاهرتين تسميان الفتح والإغلاق؟ أنا ميت باختصار ويجب أن اعي كوني ممددا فوق أريكتي، التي باتت قبري. لكن من قال باني فوق اريكة؟ ربما أكون واقفا أو ماش أو حتى راكضا؟ لا هذا ليس صحيحا ،أنا فوقها جزما. والدليل على ذلك إنني حينما تمددت كنت مسمرا نظري بالسقف، وقد هالني الظلام الذي ابتلعه بالكامل. غاص عميقا في دخيلته وكأنه يتحرى موت الوحش الهائج الذي افترض انه اختبأ ثم، لعله يتحرر من بطشه تاليا. أصاخ سمعه قليلا ليتأكد من نجاح الاحتمال، الذي سرعان ما تمزق بلطمة هائجة من الوحش الذي زأر في باطنه: أيها الغبي أي فوق؟ وأي تحت؟ وأي ظلام؟ منذ وجودك وأنت في ظلام ولا وجود لأي فوق أو تحت. لماذا لا تقنع بان هذه الأشياء كما باقي السخافات الأخرى التي تفترض وجودها مثل الصغر والكبر، التمدد والتقلص، الماء والقدح. كلها خزعبلات تحاول أن تسلي بها نفسك وتفرض بها معنى للامعناك، وانها في حقيقتها اعدام سابحة في عالم الفوضى الأصيل، قابلة لأي تشكل وكينونة. تخلقها بتصوراتك المغلوطة وتكونها حسب مزاجك. تشكلها أحيانا على هيئة تزعم أنها جميلة، ثم تغيرها قليلا وتقول عنها بشعة. وأحيانا أخرى تفرض لها أوزانا تصفها مرة بالثقل و اخرى بالخفة. ثم تتمادى اكثر إذ تدعي وجود ألوان وروائح وما أليه من باقي الأشياء، التي تعودت على التعايش مع وجودها بعد أن نسجها خيالك. يجب أن تعي انه لا يوجد شيء خارج حقيقتك. لكن صبرا ما هي تلك الحقيقة أولا أريد أن اعرف ذلك؟ خال بأنه لا يعرف أي شيء عن مجمل تكوينه وحقيقته، تملكه إحساس غريب ولفه فراغ قاحل وكأنه يختنق في عالم عدمي مظلم، بل انه نفسه ظلام يستنطق غسقا. لكن ما هو الظلام؟ تساءل مجددا :هل هو ما أراه الآن؟ وهل يوجد شيء غيره؟ تنبه أخيرا لاختفاء الصوت، وكأنه ابتلع لسانه وقرر الصمت. قال بحزم لمَ أذن لا أفكر بهيأة تشبه ما كنت افترضتها شكلي؟ استهوته الفكرة كثيرا فشرع يرسم صورته التي كان قد رآها حينما فرض نفسه مستلقيا واخذ يعاود رسم تضاريسه وهو يحدث نفسه: شيء فوقي أسميته سقف وشيء تحتي نعته كنبة...تملكته الدهشة وهو يبني اللبنات الاولى لتصوره، وقد بدت له نسبيا مطابقة لما كان عليه سابقا. فاستمر ببنائه التخيلي مبتدئا بشكل طويل أطلق عليه اسم الجسم، وقرر تسمية الأعضاء كما تخطر له. اشار إلى ما افترض انهما عينيه، ومنهما انطلق يكمل تكوينه المزعوم، لينتقل إلى أصابعه وهو يتمتم: لأبدا تحريك هذا الهيكل الجديد كما اعتدت سابقا لعلي استرجع سيطرتي من جديد...
لم يصدق نفسه، اراد التأكد من كونه قادرا على التحكم بجسده، فهب واقفا بكل سرعة متاحة لشخص أطاح به الشك، ويريد العودة لأحضان اليقين.

سخرافن ديل،2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر