الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الكتابة إثارة...أنت بحاجة إلى العزلة!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 7 / 20
الادب والفن


أنت بحاجةٍ إلى العزْلة...ففي العزلة إثارة!
حلبةُ النقاش والجدل في الساحةِ العربية، أغلبُها ميدان صراع دِيكَة ضمن فضاءات فُرْجَة...يدخل المُتحاور مع الآخر وبسلتهِ حزْمةٌ من الأسلحةِ البدائية، كومَةُ مفردات وعبارات، الواحد...الآخر، بقدر ما يضج الأثير بالضوْضاءِ وهي المادة الدسِمة للفضائيات والصحف والمنتديات...هذه المساحات من البرامج والصحف والقنوات، تتغذى على عراكِ الديوك التي جلها ترهات...في الثقافة والسياسة بالتحديد، ما يُروَّج الساعة، أن ينْتِف كلّ مُتحاور ريش الآخر، والظافر، من يُعرِّي الطرف المقابل من ريشة، هل أضع نفسي في هذه الحلبة؟
جوابي كان لأحد الأصدقاء الذي أخذ عَليّ انقطاعي لسنواتٍ عن المشاركة بالرأي في الثقافة والسياسة...
بعد سنتين من أحداث عام 2011 الدامية وما سُمي بربيع العرب، وما هو إلا ربيع دم وتمزق، نأيتُ بنفسي عن الساحات، ثقافيًا وسياسيًا لقناعتي بأن هذه الحلبات أضحت تنفيس عن حالات نفسية معقدة، في اغلبها طبعًا وليست جميعها، حتى لا أعمّم...بمثابةِ استعراضات ويكفي أن ترى المتحاورين يتقاذفون القنابل الدخانية، عبارات وكلمات...وحدث أن تقاذفوا بمواد أمامهم ببعض حلبات الصراع...
ألم أقل إنها معركة ديكة؟!
***
الكتابة، بالقلم انقرضت تقريبًا، وما زلنا نتَغزَّل الكلام عن القلم، يسلم قلمك! رائع القلم الذي تكتب به! هذا يعكس إننا ما زلنا في خيمة القلم، لم يعبر قطار التأليف عندنا نهر التغيير التقني...تقنيات الكتابة وراء البحار والمحيطات، بحر العولمة يشهد زلزالًا من التحولات، اللغة لم تعد تنسجم مع القلم، والتعبير خرج من كهف الورق...لم يعد الورق يُغري بالتأليف، الكيبورد والصورة واللون والكاميرا، والهاتف...تغري هذه الوسائل الكاتب بالتأليف حيثما يشعر بشغفِ الفكرة تستدعيه وتقتحم خيمته العقلية...كثيرًا ما يكون الهاتف في وقتٍ متأخر من الليل بغياب الورق والقلم جسر تفريغ شحنة الأفكار المتقدة برأسك...يتحول الهاتف إلى ورقة بيضاء، ثم تتسارع ضوْضاء الفكرة لاستدعاء الكيبورد بمجرد شروع النهار في الإشراق، فيحتضن الكمبيوتر تلك الشحنة المكهربة! برأسك ليحولها إلى مشاهد ولقطات روائية، وهكذا تدخل تكنولوجيا السينما إلى عالمك الكتابي، فيبدأ الخلق من هذه المحطة التي بلغها قطارك...
لا يتناقض ذلك مع حبّكَ لعالم ارنست هيمنجواي ولا مجرة غابرييل ماركيز أو جون شتاينبيك...لقد كان لهم عوالمهم الورقية السحرية، واقلام الحبر... الأزرق والأسود... كان لون الحبر حينذاك هو الإغراء وكان لتقنية السينما سحرها عليهم ولو عاشوا عالمنا اليوم لتخيَّلتُ هيمنجواي على حدود إيطاليا أو في جزيرة كوبا يمتهن الكتابة بالموبايل!
***
فورْميت...فورْميت... قبل أن تكتب، لا يمكنك الكتابة وعقلك في فوضى المحيط...لن تعبر وتخرج شعلة الفكرة من رأسك في ظلِّ الضوْضاء...لابد من محو الذهن من كلِّ الموبقات! والترهات إذا ما علقت به نتيجة الازدحام بالتفاصيل الاستهلاكية اليومية...فورْميت لكلِّ شيءٍ في الرأس ثم أفتح صفحة الكمبيوتر البنفسجية! وانقر على الكيبورد كما لو تعزف على البيانو لتسمع موسيقى عقلك تعزف أبهج وأعنف الألحان...أنت موسيقار الكتابة، لو تبيّنتمغزىسمو الخروج من خيمة الضوْضاء المحيطة بكَ...لفطنت إلى ما يفوتك من إثارة الكتابة التي يبلغ شبقها أي شهوة تتخيَّلها...الكتابة كالسحرِ الأصفر الشفاف، لا تعرف متي يَصْرعَكَ.
سافر بدون قلم وورقة وأنظر الفرق!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج