الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا في جعبة السيسي ليقدمه للشعب الليبي؟

أمين المهدي سليم

2020 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أوجه التشابه كثيرة جدا وغريبة بين سياسات جاسوس صفقة القرن عبد الفتاح السيسي وبين جاسوس الفالوجا جمال عبد الناصر، ولا عجب هنا ذلك أن بوصلة هذه السياسات هى خدمة مشروع إسرائيل الكبرى، وإن اختلفت فقط وسائل التغطية والتشويش لتمريرها. ولكن في النهاية تنحصر الوسائل في تحويل الجيش وأجهزته السرية إلى حصان طروادة محشو باللصوص والقتلة والجهلة والخونة والجواسيس، واستخدامه في تدمير المجتمع والمجهود الاجتماعي المدني بكل صوره والأفق المدني بكامله وخاصة الاقتصادي والثقافي والتربوي والأخلاقي، والمزيد من مركزية وعسكرة الدولة والاقتصاد حتى أصبحت جمهورية اقطاع عسكري بامتياز، واستخدام جهاز دعاية أسود اخطبوطي في نشر روح الحرب وتلال الكراهية في الداخل ضد أي خصم مختلق أو مبالغ فيه، وهى أكفأ الأساليب لتدمير الأواصر الاجتماعية.
وبالرغم من فاعلية جمهورية يوليو في تحقيق أهدافها في تحويل إسرائيل إلى دولة القانون والسياسة الوحيدة في المنطقة، ثم إلى دولة عظمى صغيرة، بالتحالف مع أسوأ مافي إسرائيل من قوى يمينية فاشية استيطانية توسعية، واجهاض كل مشاريع السلام ووضع قوى اليسار والسلام تحت الضغط باستمرار، واستخدام أعمال الإرهاب كلما سنحت الفرصة عندما تصل هذه القوى إلى الحكم.
ولأن الأهداف والوسائل شاذة تولد طاقات هدامة وصراعية وإنقلابية؛ فلابد أن تكون لها فوائض خطرة على توازنات النظام الخشن بطبعه، خاصة على العلاقة بين حصان طروادة أى جيش النهب والخيانة وبين رئيس النهب والخيانة، عندئذ لابد من تبديد هذه الفوائض، وهنا أحد أوجه التشابه القوية بين الخائنين، وهى ترحيل الفوائض إلى الخارج، وهذه كانت وظيفة حرب اليمن (خسرت مصر 50 ألف جندي وضابط وهذا مسجل على النصب التذكاري في صنعاء) وبيافرا في نيجيريا ومعركة الرمال بين الجزائر والمغرب (اسر فيها سعد الشاذلي وحسني مبارك وربطا في النخل وسلمهما ملك المغرب إلى عبد الناصر بطريقة مهينة، ولكن عبد الناصر كافأهما بترقيتين استثنائيتين لكل منهما)، ولم تكن الهزيمة المهينة قد توقفت بعد في اليمن حتى شن المجرم الحرب على إسرائيل دون أي مبرر وفي غياب أي سبب حقيقي.
لنفس الأسباب زج السيسي بجيش الكفتة والكعك والسمك في حرب مشبوهة مختلقة في سيناء (يلاحظ أنها توقفت تماما الآن وقد بدأت عملية التهدئة مع بدء ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر خط أنابيب سيناء الذى لم يمس ولا مرة واحدة، وكذلك معدات ترعة السلام ومحطات الضخ)، وفي نفس الوقت بدأ تدخلاته الحقيرة الخسيسة في ليبيا قبل التدخل التركي ب 6 سنوات، وعن طريق مرتزق ومجرم حرب جبان هو خليفة حفتر، بل أن محاولة الاستيلاء على طرابلس بدأت قبل هذا التدخل ب3 سنوات، وهنا يبدو تهافت وحقارة الإتكاء على التدخل التركي، كما كانت حقارة وتهافت اتكاء عبد الناصر على "حماية الثورة اليمنية" التى دبرها هو عن طريق ضابط فاسد تافه ومرتزق هو عبد الله السلال.
لم يكن عند عبد الناصر للشعب اليمني سوى عينة مما يبيته للمصريين وللشعوب العربية، وهو الإنقلابات العسكرية والحرب الأهلية واستنزاف البلدين، والتى استخدم فيها الغازات الكيماوية والنابالم وجرائم الحرب ضد المدنيين، وفي نفس الوقت الرشاوي العينية لزعماء القبائل وتبدأ من الليالي الحمراء والزرقاء، وصرر الذهب والدولار، وهو نفس ماارتكبه في 7 بلاد وكيان عربي وهم بنات جمهورية يوليو السبعة : سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا والجزائر ومنظمة التحرير.
أما السيسي فقد "رمي بياضه" مبكرا في ليبيا بالإنقلاب على حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، ثم ملفات الدم في معارك درنة وسيرت وطرابلس بقصف المدنيين وقتل النساء والأطفال وجرائم حرب من كل نوع من نفس عينة جرائمه في سيناء وباقي مصر، والأخطر أنه دبر مجزرة المصريين الأقباط التى ذهب ضحيتها 21 قبطي على يد محمود الورفلي الساعد الأيمن لخليفة حفت والمطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية. وهنا يجب أن نتذكر أن أحد أوهام تدخل السيسي ونظامه العسكري قي ليبيا هو محاولة تعويض الموارد والأراضي التى باعوها أو تنازلوا عنها، وأيضا التى سيبيعونها أو سيتنازلون عنها لخدمة مشروع إمبراطورية اليمين الصهيوني.
الأمور واضحة تماما ليس لدى هؤلاء السفلة الخونة قادة جمهورية عصابات يوليو الصهيونية لأي شعب عربي سوى نفس "البضاعة" الوحشية التى يحرقون بها المدنيين المصريين بما فيها طبعا الفوضى والعشوائية التامة، وسياسة الافقار والتجويع.
لم أكن لأصدق لولا أنني شاهدت بأم عيني أن كلاب الحراسة المسعورة الجرباء من المثقفين الرسميين وأبواق العسكر التى أخذت تلوك نفس ماكانت تلوكه الأجيال السابقة منهم عن الوطنية المصرية والوقوف صفا واحدا وراء جاسوس صفقة القرن وجيشه حصان طروادة، المثير أكثر للسخرية والازدراء أنهم يتحدثون عن الأمن القومي، بينما هذا النظام باع للتو حقوق مصر التاريخية في ماء النيل، ويتاجر في التراب الوطني وتنازل عن الحدود البحرية والاقتصادية وأهدر الموارد الوطنية، الأمن القومي في مصر يفرض التناقص والتضاد البنيوي في اسس الوجود والمصائر بين الشعب والوطن وبين الجمهورية العسكرية وجيشها الفاسد الخائن الجبان الجشع، الأمن القومي المصري الحقيقي في ضوء هذا المفهوم هو سقوط جمهورية عصابات وجواسيس يوليو العسكرية، والتفكيك الكامل لجيشها الخائن الجبان اللص. وما أشبه الليلة بالبارحة في انحطاطها. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي