الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمومة الغنيمة في مفهوم الاستعمار -الاسلامي-

كوسلا ابشن

2020 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الغنائم في الشريعة الإسلامية
الغنيمة هي كل ما يؤخذ عنوةً بطريق القهر والغلبة, سواء بالقتال أو السلم (الإستسلام) مما هو واجب التقسيم بين المنتصرين.
بلدان الكفار بالنسبة للإسلام هي دار الحرب, فهي ليست معصومة ولا محترمة, فكل ما يغنم من هذه البلدان فهو غنيمة حلال للمسلمين, والغنيمة في المفهوم الاسلامي تشمل البشر و الحيوانات و النباتات والأراضي (الارض وما عليها وما في جوفها), هذا كله حلال لجيش المسلمين المنتصرين. المفهوم الإسلامي للغنيمة هي أخطر وأغرب عملية عصاباتية في السطو المسلح ليس لأنها تهدد أرواح البشر وأرضهم وأرزاقهم, وإنما كذلك لأنها أحلها الله وأخص بها المسلمين فقط.
الغنيمة كما وردت في المفهوم الاسلامي قد تكون ركن من أركان الاسلام, فهي فرض على المسلم القيام به بعد الغلبة, فرضها الله بآيات إلزامية للمسلم, في الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال: "قال رسول الله: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الانبياء قبلي, نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركه الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم و لم تحل لأحد من قبلي ", أبيح لمحمد الغنائم و إختصها الله العربي لأمته فقط دون غيرها من الامم, رحمة من الله بهذه ألأمة بإحتلال الاوطان الشعوب وإستعبادهم وسبي نساءهم ونهب وسرقة خيراتهم. و قول الله العربي الإسلامي: " وإعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" الانفال:41, وقوله: " فكلوا مما غنمتم حللا طيبا" الانفال: 69. يشجع الله المسلمين على القتل والنهب والسبي وإحتلال أراضي الشعوب بإعتبار العملية كلها غنيمة حللها الله, ووجب على المسلم ممارستها والحفاظ على ملكيتها التي وهبها الله لأمته المفضلة (الاسلامية), يقول الله: "وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب: 27. ويمكن أعتبار الغنيمة هي المفهوم الإسلامي للإستعمار الاستطاني, شرعه الله بقوانين إلزامية, وجب على المسلم التشبث بها والحفاظ على ملكيتها الابدية.
في حكم الأرض المغنومة حسب كتاب "موسوعة الفقه الإسلامي", تشير الى أن: "إذا كانت الغنيمة أرضاً فتحها المسلمون عنوة، فيخير الإمام فيها بين أمرين:الأول: قَسْمُها بين الغانمين, عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قَالَ: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيبر نصفين نصفا لِنَوَائِبهِ وَحاجته و نصفا بين المسلمين قسمها بينهم. أخرجه أبو داود
الثاني: أن يقفها على المسلمين, فيقرها بحالها, ويضرب عليها خراجاً مستمراً يدوم نفعه للمسلمين, يؤخذ ممن هي بيده, يكون أجرة لها كل عام, كما فعل عمر رضي الله عنه بما فتحه من أرض الشام ومصر والعراق".
خيارين أحلاهما مر, إما أن يقسمها على الغانمين, أوإما أن يقفها على المسلمين. الخياران وجهان لعملة واحدة, الاحتلال الإستطاني وأبعاده السوسيو-اقتصادية والسياسية والثقافية والنفسية, فرض الخراج أو الجزية سواء أكان مسلما أو "ذميا", تحويل الشعوب الى أقنان وعبيد في ملكية المحتل الاسلامي, تصرف المحتل في املاك الشعب المستعمر(فتح الميم) وثرواته في إطار الغنيمة التي أخصها الله العربي الاسلامي لأمته المفضلة وحدها دون غيرها.
مفهوم الغنيمة هيمن على الفكر الاسلامي في تاريخيته وتطوره اللاحق في التعامل مع " الاراضي المغنومة" سواء في أخفاقاته التاريخية مثل تحرير إسبانيا (الاندلس) أو في انتصاراته الايديولوجية والسياسية, مثل إستمرارية إحتلال بلاد الامازيغ (شمال افريقيا). الاندلس المستعمرة "الاسلامية" سابقا, رغم تحررها في القرن 15م وطرد الغزاة المسلمين, إلا ان فكر الغنيمة (الاستعمار الاستطاني ) ما زال يبكي على ضياع وفقدان الاندلس و يحن الى إسترجاع الغنيمة التاريخية, وعلى قول درويش " يبكي لأندلس ان حوصرت حلب". البلدان المغنومة تظل موروثة ينتقل ميراثها الى الوارث, من جيل الى أخر, وهذا هو حال بلاد ايمازيغن شمال افريقيا مستعمرة العروبة-اسلام الى أجل الفقدان والضياع, كما فقدها الوارث الاسلامي الاسبق (العثماني التركي), الذي أعادته الصراعات المصلحية في التفكير في غنيمة ليبيا (المستعمرة السابقة لأل عثمان), وإشتد حنين الاردوغانية بالمطالبة بالحق التاريخي في إرث شمال إفريقيا وهذا ما قصده أردوغان بقوله: "الذين يسألون عن سبب وجود تركيا في ليبيا, يجهلون السياسة والتاريخ". وأضاف قائلا "علاقاتنا مع ليبيا تمتد لأكثر من 500 عام". الفكر الاردوغاني المستمد مرجعيته من الغنيمة الاسلامية, أصبح حبيس وهم الغنيمة التاريخية والإرث التاريخي, الذي يجب ان يسترجع, وما دامت الفرصة سانحة في الرجوع الى ليبيا في شكله الامبريالي, فهو أحسن الايمان, فالهدف الاستراتيجي للدولة الاستعمارية يكمن في إستنزاف خيرات ليبيا وتفقير الشعب الليبو مع الاستغناء عن السبي والاستعباد اللذين شرعهما الله الاسلامي, فالحصول على الغنيمة في مفهومها المعاصر التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية, هو هدف استراتيجي لتركيا, فأردوغان والقوى الداعمة لمشروع حق الغنيمة التاريخية, لا ترمي بالجيش التركي في حرب دامية من أجل عيون الشعب الليبو, وإنما من أجل استرجاع الغنيمة التاريخية التي أخذت منه كذلك عنوة من طرف إستعمار جديد, وتبقى الغنيمة تترنح بين إستعمار قديم وإستعمار جديد حتى يفيق الشعب الليبو من غبائه المزمن وينفض غبار الازمان وينتفض ضد الغنيمة التاريخية والعبودية المعاصرة, لإسترجاع كرامته القومية وكرامة أرضه الملطخة بعار الزمن الماضوي والزمن المعاصر.

كوسلا إبشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا