الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار بين الشرق والغرب

ناس حدهوم أحمد

2020 / 7 / 20
الادب والفن


الغرب /
أيها الشرق لماذا أنت لا تتطور ولا تتغير ؟
الشرق /
لأنني الوحيد الذي يعرف الحقيقة . وأنت لا تدركها أيها الغرب . فالحقيقة ولدت من الشرق مع الديانات . ولدت من رحمي .
الغرب /
أنا تطورت لأنني اكتشفت العلوم باستعمال العقل وبواسطة المعرفة تحسنت أحوال شعوبي وجعلتها تحقق الشروط اللازمة
للحياة الأفضل . بينما أنت أيها الشرق لا زلت تعيش بشعوبك في الجهل والفوضى والتسيب وانعدام العدالة الإجتماعية
وتعاني من الهشاشة في تدبير الشأن العام .
الشرق /
ولكنك أهملت وهمشت الديانات وأسأت إلى الله .
الغرب /
بالعكس ياعزيزي نحن في الغرب لم ولن نتخلى عن الله وعن دياناته . أنا فقط فصلت بين الدين والسياسة والشأن العام
تفاديا خلط الروج بالجسد لأن الروح لله والجسد للحياة ومن المستحيل القياس بين المرئي واللامرئي . والديانات وما هو مادي
فالدين علاقة بين الخالق والمخلوق أما الجسد فعلاقته محددة مع الحياة فحسب .
الشرق /
أنت أيها الغرب أبحت الحريات الخاصة والعامة لشعوبك فأسأت للقيم التي جاءت بها الأديان بإذن من خالق الكون .
الغرب /
الله خلق الناس أحرارا وصفحات بيضاء . والأديان لا يمكن لها أن تستقيم لتكون خيرا عن طريق الإكراه فالديانات حريات
لأن المؤمن حر وهو الأجدر بالإيمان الصادق والصحيح لكن النفاق لا يأتي إلا عن طريق الإكراه والإرادة الزائفة
ولهذا السبب بالذات تكلف الرب الأعظم بالعقاب والثواب . فقال بالجنة والنار .
الشرق /
أنا لا أهتم بالحياة لأنها مجرد إمتحان للعبور نحو عالم ما بعد الموت فهو الأبد . أما الحياة مجرد أزل آيل للزوال سيتلاشى
أمره ولن يبقى إلا الخلود الأبدي في العقاب والثواب على السواء .
الغرب /
لا ياعزيزي الشرق . فأنت تبرر الأشياء وتناور من أجل منح المصداقية لعجزك الذي لديك وأنت المذعور من الموت . أما أنا
بالمعرفة والفكر والعقل أدرك أن الحياة بكل تناقضاتها هي معادلة بين الحياة والموت بين الولادات والفناء بين النور والظلام
فالرب الأعظم وضع لكل شيء نقيضه فخلق الكون والعدم .
الشرق /
الحياة كما قلت من قبل مجرد امتحان مجرد قنطرة عبور نحو العالم الحقيقي . ولا يمكن أن نعطي الأفضلية للحياة على حساب العالم الحق .
الغرب /
المعرفة والعقل ياعزيزي الشرق هما النور الذي يضيء لنا جميعا الطريق نحو الخلاص الأخير . فإذا حدفنا النور ستبقى في الظلام والعماء المطلق .
ألا ترى أن الكون كما خلقه الرب القدير بنوره وظلامه ولولا النهار والشمس لما كان الليل والدجى . ولولا المعرفة والعقل لما كان هناك الجهل والعماء
ولما كان ايضا الله والشيطان . فالكون بني على هذه الثنائية فقط لنختار بينهما الأفضل والأمثل . وزودنا بالعقل .
الشرق /
ولكنك إخترت ما هو دون إرادة الله .
الغرب /
لا ياعزيزي الشرق . فنحن في الغرب لدينا الإحترام والقبول بكل الديانات . واخترنا للحياة التعامل بما نظنه هو الصواب . وأعطينا الأسبقية للحياة لأنها هي الأسبق
فلا يجوز لظني أن أسمح لشعوبي أن تكون مثل شعوبك بلا قيم الحريات وبلا مباديء الفكر وبلا معرفة مكتشفة وجديدة وهي تجتاز الإمتحان من أجل الفوز
بما هو أعظم . فتأمل جيدا أيها الشرق في حال شعوبك وفي سلوكها العام وقد كثر لديك كل أنواع الرذيلة والنفاق والفساد وتجارة الدين والتكالب على ثمار الحياة
بسفك الدماء والتظاهر بالإيمان والتقوى من أجل الظفر بالحياة بكل الطرق المشبوهة كحق يراد به باطل . فاشتعلت في الشرق الحروب وتشردت الشعوب المحرومة
من المعرفة والعقل وبات عالمك يستحيل فيه العيش في أمان وسلام . وبدأت شعوبك في مغادرتك نحو الغرب حيث وجدت هناك لدينا وسائل العيش المتاحة .
لدينا عشرات الملايين من شعوبك أيها الشرق تعيش في أحضان الغرب في أمان واطمئنان وازدهار وسلام ولم نبخل عليهم بكل الحقوق الضرورية للإنسان كإنسان .
والحق يقال وهو أن الغرب الآن لا يستطيع القبول بالهجرة والنزوح أكثر . فقد قرر الغرب إيقاف هذه الإستضافة التي عادت علينا بسلبيات مهلكة إلى حد المس
بالمكتسبات . وعليك أيها الشرق العزيز أن تغير من عقليتك قبل أن يفوت الأوان . أما العقائد فهي لله وحده . علاقة وعلاقات بين الخالق والمخلوق . وعليك أن تسمح
بالحرية للناس فهذا شأنهم وليس شأنك كمكان على نفس الكوكب الذي نعيش فيه جميعنا . إنه شأن الرب وليس شأن المغفلين مثلك أيها الشرق العاجز عن تصريف
شؤون شعوبك أيها المستأثر بثرواتها وخيراتها . أيها الخورونكو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني