الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أطباء العراق... الله يكون بعونكم

عامر هشام الصفّار

2020 / 7 / 21
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


عندما نتحدث عن الطبيب العراقي فأنما نقصد الحديث عن مسيرة الصحة في العراق.. لأنه لا صحة لمجتمع اذا كان تواجد الطبيب فيه ناقصاً غير كامل أو بنسبة تقل عن الصحيح عالمياً مما توصي به المنظمات الدولية ( الأحصائيات تقول أن هناك أقل من طبيب واحد لكل ألف مواطن عراقي، بينما النسبة هي 3,5 طبيبا لكل ألف مواطن أردني) ... كما لا صحة لمجتمع يكون فيه الطبيب غير مرتاح يشعر بالغبن والأحباط جراء تفاعل عوامل كثيرة... بل ويشعر بعدم الأمان... وقد مرّت على الطبيب العراقي فترات صعبة عسيرة لم تمّر مثلها على غيره من أطباء العالم.. فقد عانى حاله حال شعبه من حروب وحصارات طويلة عانت فيها الدراسات الطبية الكثير..كما تم أختطاف وأغتيال العشرات من الأطباء الأختصاص في السنوات التي تلت أحتلال بغداد عام 2003 أضافة الى تهجير الكفاءات العراقية وبمختلف أختصاصاتها ومنها الأختصاص الطبي، فصار الآلاف من أطباء العراق من المغتربين الذين يخدمون اليوم في نظم الصحة في أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا والخليج العربي وكندا وغيرها من دول العالم الأخرى... حيث يعتبر العراق مقارنة بعدد سكانه من أكثر دول العالم التي تصدّر الأطباء لبقية دول العالم دون رغبة الدولة، بل نتيجة الظرف الطاريء الذي يعيش فيه الطبيب نفسه... كل ذلك كان قبل تفشي وباء فايروس الكورونا أو الكوفيد 19 في بداية هذا العام والذي يهدد اليوم حياة أبناء الشعب في مدن العراق من شمال لجنوبه وبشكل غير مسبوق، حيث لم يكن العراق مؤهلاً لمثل هذه الحالات الطارئة الوبائية... وهو تهديد للطبيب العراقي نفسه الذي يتصدى للمرض اليوم بما يتواجد عنده من مستلزمات غير كافية... فها نحن نسمع عن عشرات الشهداء من الزملاء الأطباء الأستشاريين ممن فقدوا حياتهم بسبب مضاعفات الأصابة بفايروس الكورونا...فرغم أن جائحة الكورونا قد تأخرت في وصولها العراق الاّ أن السلطات العراقية لم توفر ملابس الوقاية اللازمة للأطباء ولم تولي جانب التوعية الصحية لأبناء المجتمع الأهتمام المطلوب، أضافة الى أسباب أخرى تتعلق بحالة النظام الصحي نفسه وبناه التحتية في بغداد وبقية مدن العراق، مما سببّ أصابة أعداد كبيرة من المواطنين بالفايروس بل وأصابة العديد من الأطباء أنفسهم بالكورونا ووفاة ما يقرب من 40 طبيبا وفي مختلف الأختصاصات الطبية في بغداد وبقية محافظات العراق المختلفة، وخاصة منها محافظات جنوب الوطن.
أن العراق اليوم بحاجة الى خطة عمل لكبح جائحة الكورونا والحد من الأصابات من خلال نظام فعال للأختبارات والمتابعة للمصابين وعزلهم عن بقية الناس لفترة معلومة للتقليل وبأسرع وقت ممكن من أنتشار المرض... كما أن هناك حاجة ماسة لتشكيل مجموعة علمية تتابع الجديد في العلاج والوقاية من فايروس الكورونا والعمل على التطبيق في الداخل العراقي، أضافة الى العمل المتواصل لتهيأة المستشفيات المتخصصة لعلاج مرضى الكورونا... وبالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظماته ومراكزه العلمية، خاصة وأن هناك العديد من الدول المتقدمة اليوم والتي أصبحت عندها الخبرة اللازمة للتعامل مع الكورونا، من التي قلّت عندها حالات المرض، وخف الضغط على نظامها الصحي، مما يسمح لها بالتواصل مع العراق تعاوناً ومساعدات...
ولابد بعد ذلك من العمل على ستراتيجية للنهوض بالقطاع الصحي العراقي وتخصيص ما يلزم له من أموال، وتحسين بناه التحتية من مستشفيات ومراكز صحية، ومن قوى عاملة طبية وتمريضية وغيرها... وكل ذلك لابد من أن يوجه الأنظار الى الدور الكبير الذي يقع على كاهل الكليات الطبية في البلاد والقائمين عليها من القادة التربويين الأطباء والذين يعملون لأن يكون مستوى خريج كلية الطب العراقية بأفضل ما يجب عليه... ولن ننسى هنا أن نتائج أمتحانات الدراسات العليا للأطباء العراقيين في جامعات العالم وكلياتها كانت دائما في المقدمة دلالة النوعية الممتازة للدراسات الطبية الأولية في كليات طب العراق في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي... كما أدعو للأنتباه الى أهمية عقد مؤتمرات الكفاءات العلمية والطبية العراقية التي في الخارج لتجتمع تحت ظل نخيل الوطن لعدة أيام لتضع الخطة اللازمة بعد نقاش وحوار لما يجب أن يكون عليه دور المغترب الكفوء لخدمة الوطن.. وفي مجالات الخدمات الأجتماعية المختلفة ومنها الخدمات الصحية....
أن أول ما يجب ان يقدمه الشعب والحكومة لطبيب العراق وللعاملين في مجال الصحة اليوم هو الأحترام والتقدير للدور الكبير الذي يقومون به خدمة للناس والوطن... وعليه فلابد من أعتبار كل شخص يقوم بالأعتداء على الأطباء بأنه من المنبوذين أجتماعياً ومن الذين يعاقبهم القانون... أضافة الى أهمية أشاعة ثقافة التكريم حاضرا ومستقبلاً للطبيب العراقي الذي يواصل الليل بالنهار لخدمة الناس والعناية بهم في ظروف صعبة قاسية... والله من وراء القصد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة