الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواتب رفحاء أموال لم تمسسها الأزمة المالية في العراق

زهراء الياسري

2020 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


.......................................................


خلال السنوات الماضية عانت الخزينة العراقية من تعثرات مالية أدت إلى إيقاف العديد من المشاريع المزمع عقدها كذلك أخرت عملية توظيف و تشغيل الأيدي العاملة الشابة من الخريجين الجدد في العراق مما أدى إلى تضخم في إعداد العاطلين عن العمل مقارنة مع قلة المشاريع الخدمية الحكومية و توقيف المصانع والشركات العامة نتيجة لاستهلاك بناها التحتية التي لم تشهد إنعاش منذ عقود بسبب الحروب و الويلات و الدمار الذي طال العراق في السنوات الماضية.

إزاء هذا لم تعمل الحكومات المتعاقبة في العراق على الاستفادة من تجارب الدول المجاورة التي قامت بتشغيل الطاقات الشبابية و اعتمدت عليها بشكل كلي في النهضة الصناعية.
بالإضافة إلى جشع أصحاب الدخل الخاص و رؤوس الأموال من القطاع الخاص و الشركات الأهلية التي تقوم باستغلال العمال الشباب و الضغط عليهم بساعات العمل الطويلة مقابل الأجر الزهيد الذين يتلقونه كرواتب.

و العديد من المشاكل المالية واجهت العراق و أسهمت في إفراغ خزينته و اغراقه في ديون و قروض عالمية بسبب عدم توفر سيولة مالية الأمر الذي أدى إلى سقوط الاقتصاد العراقي و تعاظم التضخم في إعداد العاطلين مقارنة بالمشتغلين.
في الأشهر الأخيرة شهد العراق أزمة حقيقية أدت إلى وصول الشباب لدرجة اليأس من تحسين أوضاع العراق و ولدت الانتفاضة من رحم المعاناة مقابل عدم احساس المسؤولين في العراق بهموم الشعب و فقرهم.
تلتها جائحة كورونا التي أوقفت تماما كل مظاهر الحياة في العراق بالإضافة للعالم و عطلت عجلة الاقتصاد العالمي الذي أوشك على الدخول لمرحلة الكساد الاقتصادي الكبير.
و مع كل هذه الاعتبارات و تعطيل رواتب موظفي الدولة و عزوف الشركات الخاصة على استئناف الأعمال خوفاً من فايروس كورونا كوفيد 19 المستجد و تحجج الدولة أن دائرة الموازنة العامة قد أوقفت تمويل كافة المشاريع و دفع مستحقات الموظفين لشهور عديدة، نشاهد بالمقابل أن النقيض من ذلك هو دفع مستحقات المستفيدين من رفحاء اول بأول دون تأخير حتى الذين يمكثون في خارج البلاد عن طريق حوالات مالية تتم استلامها كل شهر و بمبالغ خيالية جداً.
و نرى أن كل مستفيد منهم يستلم في الشهر الواحد ما مقداره أربعة رواتب من موظفي الدولة العاملين و الداخلين ضمن إطار التشغيل و العمل المستمر.

السؤال هو :
إلى متى يستمر العراق بدفع ثمن خطأ لم يرتكبه لمجرد أن أغلب رؤوس السلطة كانوا من مخيمات رفحاء و هم المستفيد الوحيد من استمرارية رواتب رفحاء و امتيازاتهم الخيالية في كل شهر دون المساس بها مع الأزمات والكوارث هنا مقابل أن يرزح المواطن العراقي تحت وطأة الفقر و المعاناة و سوء الخدمات؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في