الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا و البقاء للاصلح

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كورونا والبقاء للأصلح
لعل الرحلة العلمية التي انطلق معها الشاب جارلس داروين على متن سفينة "بيجل" والتي رأى خلالها الحيوانات المختلفة والبقايا العظمية لحيوانات أخرى انقرضت منذ زمن بعيد والفكرة التي راودته حول سبب انقراض هذه الحيوانات وبقاء أنواع أخرى, كانت "البقاء للأصلح " او البقاء للأقوى وهي النظرية التي رحب بها العالم كارل ماركس لأنها تدعم نظريته الصراعية التي طرحها في وقت سابق والتي كانت تنص على مبدأ الصراع الطبقي.
في خضم التصادم الحضاري العالمي والتسارع من اجل بسط النفوذ على مناطق مختلفة من العالم وما نتج عنه من حروب وعداء واختلاف في موازين القوى العالمية, كذلك الارتفاع الكبير في معدلات النمو البشري وما صاحبه من استهلاك للطاقة او استنزافها وارتفاع معدلات البطالة حول العالم وما صاحبه من مشاكل كبيرة على الآمن القومي, ظهر الوحش "كورونا" فجأةً من دون سابق إنذار ليؤسس لمعادلة خطيرة ومهددة للإنسانية لكنها في ذات الوقت مفيدة للعالم المتطلع إلى بسط النفوذ والسيطرة على مقدرات الكرة الأرضية, هذه المعادلة لها شقين الأول يتعلق بتحديث العالم العجوز الذي طغت عليه المعدلات العمرية العاجزة (العالم يشيخ )خصوصا في الدول المتطورة (المستهلكين) 65عام فهؤلاء يمثلون نسبة 20% من سكان العالم وتأتي ايطاليا في المرتبة الثانية بنسبة 23% والتي تتعرض اليوم لأكبر إعداد وفيات في العالم, والثاني هو التنافس للسيطرة على العالم بين إمبراطورية التنين وأمريكا , لعل الإعراض التي يسببها هذا الفيروس جديرة بالقضاء على من هم بعمر 60 عام فما فوق والمرضى وضعاف البنية بسبب النقص المناعي لديهم والتباطؤ الكبير للدول الكبرى في اكتشاف وطرح العلاج او اللقاح يدل على نية هذه الدول تحديث العالم وفق نظام جديد يضمن بقاء الأصلح (المنتج) وانقراض (المستهلك) في سبيل توفير الموارد البيئية والغذائية على الأرض , هذا الفيروس الخطير للبعض والمفيد للبعض الأخر قد يستمر في حصد الأرواح لعدة شهور و من الممكن ان تصل حصيلة الضحايا إلى الملايين.
فخلاصة المقال ان ما يصيب العالم اليوم من وباء فيروسي جاء بنظرية "البقاء للأصلح" انه نموذج تطبيقي لهذه النظرية التي جاء بها جارلس داروين وهذه النظرية طالما طبقت في الحروب وكان يطلق عليها "طب الحروب" حيث تكون العناية الطبية منصبة على الحالات البسيط والمتوسطة اما الحالات الحرجة فتترك دون علاج لتواجه الموت وخلاصة القول كان الله في عون المستضعفين وكبار السن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م