الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعلم..وعن أيِّ معلم ترانا اليوم سنبحث؟!

رولا حسينات
(Rula Hessinat)

2020 / 7 / 26
المجتمع المدني


في عام 1971 وبالتحديد في مدرسة "سان رافييل" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عندما كان عدد من الطلاب...يمارسون طقوسهم عند أحد التماثيل لتدخين الحشيش وكانت الساعة 4:20حينئذٍ وهي بمثابة الرقم السري بالنسبة لهم، ثم بعد ذلك كانت المظاهرات حول العالم ليكون يوم 20 من شهر 4 ليكون يوماً عالمياً، أما البعض الآخر فقد اختار الغرفة 420 لممارسة احتفالات التدخين الجماعي...
وفي مكان بعيد وسط جبال الديلم في إيران جنوب بحر قزوين بمسافة 100كم عن العاصمة طهران في هذا المقر الحصين بالذات كان هناك تنظيم سري للحشاشين اسمه "قلعة الموت" وتعني (وكر العقاب) لهذا الحصن البعيد طقوس خاصة يتمّ اتباعها عند انضمام أفراد جدد أو لنقل عندما يكون هناك تجنيد جديد...كانت المراسيم:
الخطوة الأولى تكون بدخول القلعة عند شخص يدعى شيخ الجبل.
أما الخطوة الثانية فهي بمقابلة شيخ الجبل الذي يقوم باستقبالهم وإكرامهم ويكون ذلك على شكل جماعات من أبرز ما يقدم هو مخدر الحشيش...
الخطوة الثالثة: من كثرة ما تعاطت جماعات المخدر تذهب في نوم عميق...فيأمر شيخ الجبل بنقلهم إلى الحديقة الغناء.
الخطوة الرابعة: تم تصميم الحديقة الغناء بكل ما فيها من روعة كما وصفت الجنة فكانت اشبه ما يكون بها...بكل الشهوات والمؤمل الحصول عليه من مغريات.
الخطوة الخامسة: يستيقظ هؤلاء وقد ظنوا انهم في الجنة حقاً فيحصلون على كل ما يريدون وما يشتهون دون رقيب أو حسيب ثم يتم تقديم مخدر الحشيش ثانية.
الخطوة الخامسة: بعد أن تعاطوا المخدر يؤخذون عند شيخ الجبل ويسألهم: من أين أتوا؟ فيجيبون: انهم من الجنة! فيقوم بتوزيع المهمات عليهم وهذه المهمات تكون مخصصة للاغتيالات ولا تفرق بين مسلم أم غير مسلم.
الخطوة السادسة: يقوم هؤلاء بإنجاز مهماتهم ويحاولون جاهدين أن تكون ناجحة ...الحقيقة التي يؤمنون بها أنهم إن نجحوا عادوا إلى الجنة وإن قتلوا حملتهم الملائكة إليها...
في منتصف القرن الثالث عشر تقريباً وقبل نجاح هولاكو القائد المغولي الذي استطاع أن يوسع إمبراطورتيه بسفك الدماء وقبل دخوله بغداد بمساعدة الوزير ابن العلقمي والتي كانت بخطوات أيضاً:
فابن العلقمي لم يكن شخصاً عادياً بل كان وزيراً للخليفة العباسي المستعصم...فقد كانت سياسته في ذلك:
أنه عمد إلى إضعاف الوضع الاقتصادي في البلاد ومحاربة الناس في رزقهم وكان لهذا الأمر أثره في اضعاف الناس وإرهاقهم مادياً واجتماعياً.
أما بالنسبة للسياسة العسكرية فقد أهمل الجيش ومال إلى إقلال عددهم يقال أنهم بلغوا عشرة آلاف مقاتل فقط مع إبخاسهم حقوقهم .
أما المرحلة الثالثة فقد كانت بمكاتبة التتار وفي هذا أنه بين ضعف البلاد وسهل أمر دخولهم دون مقاومة. هذا في السياسة الخارجية أما الداخلية فكانت بالنهي عن محاربة التتار...وأشار للمصالحة...وما أن خرج الخليفة مع حاشيته لملاقاة هولاكو حتى قتله ومن معه دون جهد من التتار...
وكان أن أراد هولاكو تلك القلعة الحصينة بأي شكل ..لم يكن راغباً بالقضاء على الحشاشين بقدر ما كان يريد القضاء على أي شكل من التحصن او المقاومة له ولتمدده فقضى عليها...حتى جاء الزلزال وقضى عليها.

من العجيب أن نقابة المعلمين الأردنيين ليست تنظيمًا للحشاشين وليست تنظيمًا إخوانيًا وليست تنظيمًا معاديًا، فلم كان كل هذا اللغط وسوء الظن بها؟
قضايا الفساد وقضايا التهرب الضريبي هي أشد بأسًا ووطأة على الدولة الأردنية أكثر بكثير من هيئة عامة معنوية كانت تهدف إلى الوقوف على قضايا شريحة كبيرة من الموظفين الذين لا يكاد يخلو بيت أردني على مساحة الوطن من معلم أو معلمة.
الجريمة إذًا في أن تكون معلمًا؟
ولم علينا أن نصدق مصطلحات عائمة علينا أن نحفظها عن ظهر قلب وعلى أجيال على مقعد الدرس أن تؤمن بها حتى النخاع وأن تكون نصًا يُمتحن بها وإن أخطئ فقد أعجزه تراكمية الذل والخنوع مع أحلام اليقظة بعالم من مجون فيه قنادل التسامح والتوافقية وغيرها من قناديل عجز عن ربطها بالواقع المرير...
المعلم وأيُّ معلم يستطيع أن يُري الحرية وأن يزاوج بين ...الديمقراطية...التسامح...العدالة في المقرر الدراسي وبين ما يعانيه من وطأة الإساءة المعنوية بل وقد امتدت إلى الإساءة الجزائية بمحاكمة قد فاقت بالسيناريو الخاص بها كل مدخلات العجائبية...
بعيدًا عن المهاترات بأنَّ الإمارات وراء كل هذا ...كما يتناقلها الشارع وبعض الصحفيين المهزوزيين...
هذا ربما يحدث في دولة ليست ذات سيادة...
وعلى الأكيد يحدث في دولة ذات فقر وجوع وذلة...
وحتمًا يحدث في دولة لا تفقه بعين العقل أنها دولة...
ولكن في دولة يسودها ظل النبوة والتسامح والعدل الهاشمي فلن يكون الأمر هكذا...
لن يخالف القانون نفسه...ولن تكون رابعة لمجرد رفع الشعارات...
عن أيّ معلم نسأل أيها المشرع وعن أيّ منهجية سنبحث لنقرُّ بالفعل أنّ ما حدث كان كابوسًا سنصحو على تكذيب له ونتفل عن يميننا كي ننكره...؟
دع الأيام تفعل ما تشاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب