الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاغ وزارة الداخلية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


نقلت العديد من المواقع بلاغا لوزير الداخلية ، يؤكد فيه على اجبارية وضع " الكمامة " بالنسبة لجميع الأشخاص ، وبدون استثناء ، أي حتى ولو كانوا يعانون ضيقا في التنفس ، او مصابين بالرّبو ، خارج منازلهم .
وأضاف البلاغ ان كل مخالف لذلك سيتعرض للعقوبات المنصوص عليها في المادة الرابعة من المرسوم بقانون 2.20.292 ، والتي تنص على عقوبة " الحبس من شهر الى ثلاثة اشهر ، وبغرامة تتراوح بين 300 و 1300 درهم ، او بإحدى هاتين العقوبتين ، وذلك دون الاخلال بالعقوبات الجنائية --- سطروا على كلمة الجنائية --- الأشد " .
السؤال :
1 ) هل من عقوبات جنائية --- واسطر على الجنائية --- سالبة للحرية ، لم يناقشها ولم يصوت عليها البرلمان بمجلسيه ؟
2 ) هل من عقوبات جنائية سالبة للحرية ، وبعد ان يقرها البرلمان بمجلسيه ، لا تضمها فصول الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي الخاص ؟
3 ) هل اصبح وزير الداخلية هيئة تشريعية تنوب على البرلمان في تجريم الممارسات او السلوكيات بعقوبات سالبة للحرية ؟
4 ) وحين يختم وزير الداخلية كسلطوي ، بلاغه بالعبارة التالية " ... دون الاخلال بالعقوبات الجنائية – سطروا على الجنائية -- الأشد " . اليس المعالجة وفي غياب مناقشة البرلمان ، للسلوكيات التي أضحت مجرمة سالبة للحرية ، والتركيز والتشديد على كلمة " الأشد " ، هو نوع من التخويف المُمنهج لإرهاب الرعايا ، واختبارا لمعرفة درجة خوفها ، حتى تستطيع الوزارة كشف درجة قوتها في ضبط الرعايا ، وقوتها في تسييرهم ، وتوجيههم ، واكتشافها الأساليب الناجعة للتعامل معهم ، انْ حصلت هزّة ، او هبّة ، او حراكا ، او انتفاضة .... والمغرب بسبب مخلفات الجّايْحة ، واستغلال تدبيرها سلطويا ، يبقى مفتوحا على جميع الافتراضات التي لا تحكمها نظرية ولا تنظير ، وقد تأتي عفوية غير متحكم فيها ، وانْ حصلت واسبابها ودوافعها اكثر من متوفرة ، لا احد يعلم مسبقاً بطبيعتها ، ولا يعلم بنهايتها ، كما لم يعلم ببدايتها ، وهي مرشحة لغلبة التفسير الفتنوي / الأناركي ، الذي يتوقع خروج جحافل وامواجا هائجة غير متحكم فيها ، بخروجها عن السيطرة ، والضبط ، والتحكم " كاد الفقر ان يكون حراما " ، فبمجرد ذكر كلمة " التحريم " ، تبدو نوع الشعارات التي ستحاول استغلال ما سيحصل ، كما يبدو من الآن معرفة اقطاب الصراع الأساسيين والرئيسيين ، وانتظار ترديد في كل الأماكن التي ستعرف الوضع الغير الطبيعي " لا اله الا الله ، محمد رسول الله " ، أي الصراع ضد الفقر ، وضد المتسبب في الفقر ..
فإذا كان وزير الداخلية الهاوي الخاوي الوفاض ، وليس المحترف المتحكم في تقنيات الترويض ، واني متأكد انه كسلطوي ، ووزيرا لوزارة اصبغ عليها السلطوية التي هي رداءة في التسيير ، لم يقرأ مجلد " ترويض القدرة السياسية " للأستاذ حسن صعب ، واتحداه ان يفهمه ، لأنه مكتوب بأسلوب لا يمتعه الاّ من يفهم كتاب الأستاذ عبدالله العروي " الأيديولوجية العربية المعاصرة " ... ، يعتقد بنجاعة أساليب التخويف والترهيب للرعايا ، حين جلدهم في الساحات العمومية ، وحين صادر ارزاقهم لتجويعهم ، وحين استشاط في اعتقال الرعية بدعوى عدم احترام الحجر المفروض بقوة السيف ، وببث الخوف ، والرعب في نفوس الرعية / العياشة ، التي حرمها من القفة ، وحرمها من الدعم التي تتباكى عليهما بكاء الابن عند فراق والده ... يعتقد انّ إتمام تدابيره العشوائية الفاشلة والمدانة ، في ترهيب الرعايا على عادة ما كان قيّاد ، وباشوات الاستعمار أيام الحماية الفرنسية ، يمارسونه على المواطنين ( لم يكن في ذاك الزمان عيّاشة ) ، سيختم نهايته ببلاغه الترهيبي والتخويفي ، بإدخال الناس الى السجن لمدد تتراوح بين شهر وبين ثلاثة اشهر ، وغرامة بين 300 و 1300 درهم ، او بإحدى هاتين الغرامتين ، ويشدد كسلطوي في نهاية بلاغه الباهت بالقول : " ... وذلك دون الاخلال بالعقوبة الجنائية الأشد " سطروا على " الأشد " ... ، انه سينجح في التحكم في الرعية ، وفي ضبطها ، وسينجح في بت الخوف والرعب في نفوسها ، اتقاءً لهزة ، او انتفاضة ، او حراك ، او نزول مفاجئ للرعايا الى الشارع في كل المغرب وفي لحظة واحدة ..... سيكون واهماً ، وسيكون خارج دائرة الفعل السياسي الذي لا يحسن منه غير فن الضرب ، والصفع ، والمصادرة الذي مارسه اعوانه السلطويين على الرعية منذ بداية ( الجايْحة ) التي خدمت النظام سلطويا ، وخدمته ماديا ..
لقد نزلت ( الجايْحة ) على النظام كرحمة من السماء لم يكن ينتظرها ، ولم يكن يعلم بها . فمن جهة مكنته من معرفة نفسية الرعايا ، واختبار ردود فعلها عند الضيق السلطوي المصاحب للخوف من الوحش كورونا ، وهو خوف مزدوج ، خوف من المخزن ، وخوف من الوحش كورونا ، وقد أعطت هذه الحقيقية التي كان خبراء النظام يجهلونها ، لأسباب كشفت عنها حركة 20 فبراير التي كانت نعمة ورحمة على النظام مثل الوحش كورونا ، انّ من نجح في الالتفاف وتحنيط الحركة ، ونجح في توظيفها في خدمة مصالحه ، وتحويل كل ما حصل الى انتصار للملك وللقصر ، سوف لن يسمح مجددا بتكرار ظهور حركة جديدة بمسميات جديدة ، لان الخطر يكمن في عدم معرفة الاتجاه الذي قد تأخذه اية حركة مستقبلا ، وهنا فان النظام اذا كان يعتقد ان باستطاعته ، ومن السهولة ان ينتصر في المعارك القادمة ، وان اتخاد التدابير السلطوية لإرهاب وتخويف الرعايا ، سيحول دون تكرار لحركة 20 فبراير ، فانه سيكون متخلفاً ، وتكون التطورات الجارية بالسرعة القصوى نحو الانفجار العام ، قد تجاوزته .
ان أسباب ظهور حركة 20 فبراير لم تكن انبثاق مغربي بخصوصية مغربية ، بل كانت تقليدا لما حصل في تونس ، ومصر ، وسورية ، واليمن ، والسودان ... فمطالبها كانت مطالب إصلاحية ، لكنها كانت باهتة .
كما انّ جل الخارجين في المسيرات الأسبوعية التي كانت تحصل يوم الاحد ( كرنفال ) ، يجهلون أي شيء عن مطلب الملكية البرلمانية التي انخرط في المطالبة بها حتى عبدة الشيطان ، وكل الأصناف التي خرجت كموضة وليس كفكر وقناعة ، مما جعل كل الشعارات تبقى إصلاحية . ومما زاد في تعرية الحركة ، انسحاب اكبر منظمة منها بشكل مفاجئ " جماعة العدل والإحسان " ، التي يحق القول ان الجماعة حين انخرطت فيها ، ورغم تجذير بعض مطالبها مثل " الجماعة لا تلزم بسقف سياسي ، أي ممكن المطالبة بالجمهورية " ، فهي استفادت منها كثيرا حين نجحت في استقطاب منتمين كثيرين لها ..
ان انسحاب الجماعة الذي كان باتفاق مع الدولة ، اربك الحركة ، فأعلنت موتها النهائي ، وللإشارة فنادية ياسين ابنة مرشد الجماعية الشيخ عبد السلام ياسين ، فضحت كوْلسة الجماعة مع الدولة بمقبرة ( الشهداء ) حين دفن زوجة ابيها .. وقد أبدت ندمها على الكولسة .. ( المخزن قْوالْبي خطير ) ...
ما يجهله أمثال الوزير السلطوي الذي اصبغ السلطوية على وزارة الداخلية ، انّ القادم انْ قدم ، فأسبابه لن تكون موضة ، او تقليدا كما حصل مع حركة 20 فبراير الإصلاحية التي كانت النظام يتحكم فيها ، لكن انّ القادم سيكون خطيرا ، لأنه نابع من وسط ساخط ، جائع ، ومقموع ، ومفلس ، وليس له أي تكوين ثقافي ، ولو من مستوى الابتدائي ..
واذا كانت " السّلْمية " كما كانوا يرددون في شعاراتهم البئيسة " سِلْمِيَّ سلمية ، لا حجْرة لا جنْوية " ، هي ما ميز حركة 20 فبراير ، فان الجحافل القادمة سترفع شعار " لا اله الا الله محمد رسول الله " ، لكن ستكون مصحوبة برمي الحجارة ، واستعمال " الجّنْوية " ، لان القادم سيكون عفويا ، غير منتظرا ، وغير متحكم فيه . فحين ينزل الرعايا الجاهلة الى الشارع ، وعلى رأسهم الاميون ، والجهلة ، وغير المنظمين ، والمجرمون ، والمحرومون ... وكل المتضررين الساخطين على الدولة ، وعلى كل مظهر البذخ والتزلف ، والناقمين على أوضاعهم ... اكيد يجب انتظار الطوفان الذي سيأتي في طريقه على كل شيء ، دون استثناء أي شيء ، أي التدمير من اجل التدمير ، والتخريب من اجل التخريب ... والنهاية طبعا ستكون مجهولة ، وغالبا سيرتبط كل شيء ، مع كيفية تدبير الدولة ( للجايْحة ) الحقيقية ، التي ستاتي على الأخضر واليابس .. وكما يقول المثل العربي " على نفسها جنت براقيش " ... وبراقيش هنا هم أمثال هذا الوزير السلطوي الذي يتفنن في إعادة اخراج شَبهُ الباشا لگلاوي حاكم مراكش ، والمتخصص في صفع ، وجلد ، وتعذيب المغاربة بتغطية لسلطات الحماية الفرنسية بالمغرب ، والكل يتذكر كيف جاء الباشا لگلاوي مثل العبد والكلب راكعا بين ارجل الملك محمد الخامس ، يستجدي السماح والغفران ، وقد بلغت به الدونية والحقارة ، ان يقبل ويلحس حذاء الملك ، حتى يفلت بجلده من جريمة خيانته للمغرب وللشعب المغربي ...
ان البلاغ الذي أصدره الوزير السلطوي ، لتخويف وإرهاب الرعايا ، بإدخال الناس الى السجن بعقوبات سالبة للحرية ، ودون مناقشتها من قبل البرلمان بمجلسيه ، ودون ان يصوت عليها البرلمان ، وغير موجودة ضمن الجرائم الجنائية التي ينص عليها القانون الجنائي المغربي ، بل والخطير ان يشدد الوزير السلطوي في بلاغه الأكثر من سلطوي على تشديد العقوبة " .. ... وذلك دون الاخلال بالعقوبات الجنائية / سطروا على الجنائية / الأشد " ، ليُنمّ عن نوع الطبيعة النفسية والسايكولوجية لهذا الشخص الفنان في جلد ، وضرب ، وصفع الناس ، ومصادرة ارزاقهم ، وهي ممارسات مسجلة ومحفوظة ، والتي بلغت احداها انّ قايْدة تسببت في ازهاق روح مسنة بعمالة إقليم " تاونات " دون ان تخضع للمسائلة الجنائية ...
فحين ينتشر مرض الصادية Le sadisme في اكبر جهاز بالدولة ، فانتظروا الساعة التي لا ريب فيها ... وأتمنى ان تكون نهاية صادية الباشا لگوي المريض ، عبرة لكل صادي لا يتردد في ضرب ، وصفع ، ومصادرة ارزاق المواطنين ... ففرق بين دولة القانون ، ودولة بها صاديين يتفننون في كل اشكال الصادية المقيتة ، والمرفوضة ، والمدانة ...
ان ضرب ، وجلد ، وصفع الناس ، وفي الأماكن العمومية ، ومصادرة ارزاقهم التي يكسبون بها رزقهم ، والاستشاطة في إهانتهم ، وإذلالهم ... وتهديدهم بالدخول الى السجن بعقوبات سالبة للحرية ، لم يصوت عليها البرلمان ، وغير منصوص عليها في القانون الجنائي المغربي الخاص ، هي جرائم لا يقوم بها الاّ المرضى النفسانيون المضطربون الذي عوض إيداعهم مستشفيات الامراض النفسية للعلاج ، يتبوؤون المناصب على عهدة الباشا لگلاوي ، وقيّادْ الاستعمار ...
انهم يسرعون الاقتراب من الفتنة الكبرى ... أناس بدون ثقافة ولا ضمير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية