الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الوجودية الماركسية

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مع أهمية النظرية الماركسية في وضع العصا في عجلة الرأسمالية المستغلة وإجبارها على تغيير الكثير من أساليبها الظالمة الا نني أشكل على بعض الأمور من الناحية العلمية, الديالكتيك او الفكرة التي طرحها "هيغل" "بأن الوعي سابق الوجود" الذي كان احد طلبته "كارل ماركس" في هذا الطرح يرى هيغل" ان الوعي سبق الوجود في التكوين وله تبريرات كثيرة في هذا الطرح نحن في غنى عنها في هذا المقال على الأقل , ألان ما يهمنا ان هذا الطرح شق الصف "الهيغلي" الى (يمين ويسار أي اليمين الهيغلي واليسار الهيغلي " وما يهمنا هو اليسار الذي تبنى نظرة معاكسة للنظرة او الفكرة السابقة وكان من اهم رواده "كارل ماركس" الذي يرى من خلال فكرته العكسية "ان الوجود سابق الوعي وهي ما تسمى بالمادية الجدلية" حيث يفترض هنا الاتجاه اليساري أن المادة هي من شكلت الوعي عند الإنسان بعد مرور الزمن حيث ان الإنسان لم يكن واعيا في حالته الوجودية الأولى لكنه حصل على وعيه نتيجة وجوده وتفاعله مع الحياة والعامل المهم في الحصول على الوعي هي "الإنتاج وعلائق الإنتاج" , اذ يرى ماركس أن الإنسان مرً بأنماط إنتاج متعددة لم يكن لديه ذات الوعي, هذا يعني أن نمط الإنتاج المشاعي عندما كان الإنسان يلتقط الطعام لم يكن بذات الوعي عند جماعة نمط الإنتاج الآسيوي وهؤلاء يختلفون عن نمط الإنتاج الإقطاعي والرأسمالي , هذه التحولات في أنماط الإنتاج تدفع بماركس إلى الاعتقاد بأن الوجود سابق الوعي, "لو كان الإنسان واعيا لأنتقل إلى الإنتاج الرأسمالي دون المرور بهذه الأنماط الأخرى", أن تدعيم وإسناد الفكرة السابقة لضرب من الخيال, الإنسان وجد على الأرض بكامل وعيه وله ذات العقلية إن لم تكن أفضل من الإنسان المعاصر , إذا تأملنا المخلوقات الأخرى المحيطة بالإنسان قد يختلف بعضها عن البعض مثلا البعض منها له عضلات قوية ومخالب وأسنان البعض الأخر السرعة في الجري والأخر الطيران او القفز بمقابل الإنسان الذي إذا اتفقنا مع ماركس بأنه غير واعي باعتباره كالمخلوقات الأخرى , ما الذي يتميز به جسم الإنسان عن المخلوقات الأخرى الم يكن حتى اضعف من "الفأرة" التي لديها الأسنان الحادة وسرعة الحركة وصغر الحجم , إذن كيف يمكن لمخلوق أن يستمر في الوجود وهو مخلوق اعزل ليس لديه المخالب ولا الأسنان ولا العضلات و لا الجلد الصلب ولا حتى الريش ان يستمر في بيئة الغابة التي اقل ما يمكن ان نصفها بأن القوي فيها يأكل الضعيف , حتى اذا سلمنا جدلاً بأن في عصر الإنسان لم تكن موجودة حيوانات مفترسة كيف يمكن له أن يعيش في ظروف بيئية قاسية اذ ليس له ريش او صوف او أي شيئا اخر يقيه من البرد والحر , إذن في ظل هذه التحديات الخطيرة كيف استطاع الإنسان التكاثر والاستمرار في عصره الأول إلذي يسميه بعض العلماء "بالعصر الذهبي" عصر لا وجود للملكية , وإذا يرى ماركس ان هنالك عناية خاصة بالإنسان في عصره الأول وهو بلا وعي, من أين أتت هذه العناية , الا تمكننا هذه العناية بالاستدلال على وجود خالق لهذا الكون وان الدين الحقيقي ليس "افيون الشعوب" بل محرر الشعوب ومنقذها .
اما من نا حية تسلسل أنماط الإنتاج عبر العصور من المشاعية الى الرأسمالية او الاشتراكية التي فشلت في مواجهة "الرأسمالية " لكنها لعبت دورا كبير في إجبار الرأسمالية عن التخلي عن الكثير من أفكارها الاستغلالية يمكن الاستدلال على هذا التسلسل من ناحية أن "العلم تراكمي" حيث يرى "فرويد ان ما يستطيع الإنسان ان يفكر به في عقله هو بحدود 10% وان 90%" من محيطه الخارجي بمعنى ان الإنسان العادي لا يمكن ان يضيف للمعرفة اياً كان نوعها سوى 10% وانه يتأثر تأثيراً كبيرا بالأفكار السابقة والأدوات المستخدمة والنظريات المطروحة , هذه الرؤية في التحليل العقلي والنفسي التي أثبتها "فرويد" عبر تجاربه المتعددة تؤكد بأن الإنسان لا يمكن ان يقفز قفزة علمية كبيرة تأخذه من نمط الإنتاج المشاعي الى نمط الإنتاج الرأسمالي دفعة واحدة دون التسلسل , حتى ان الكثير من علماء الاجتماع يروون او اثبتوا بأن العلم تراكمي ولا توجد نظرية في الوجود وصلت الى نضجها لم يكن عمر بداية وجودها الى نضجها اقل من 100 عام , على هذا النحو ان المادية التأريخية والمادية الجدلية لم تنطلقا من صميم العلم والمعرفة ونما جائتا من خلال الفكرة الأصلية والتي هي ناتجة من 10% بحسب تحليل فرويد وهي "الراديكالية" كان "ماركس مولعا بالثورية والتغيير واليسار كان دائما في اليسار ضد اليمين وبأعتبار العالم مشكًل الى نصفين شئنا ام أبينا (يمين و يسار) لقيت أفكاره رواجا كبيرا في العالم بأعتبار ان اغلب المفكرين والسياسيين الذين وقفوا بالند من الرأسمالية رأوا أفكار "ماركس" تبريرا لمعارضتهم وعدائهم انما أصل المشكلة هي "السلطة والتسلط" في الختام أرى من الضروري مراجعة الأفكار والنظريات وإدخالها في فلتر علم الاجتماع للتأكد من مدى جودتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان