الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسيولوجيا الاغتيال بين هشام الهاشمي وسيد قطب

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كشفت قناة العربية السعودية ذات الولاء الأمريكي أن المؤرخ والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة (هشام عبد الجبار الهاشمي ) مواليد 1973 والذي اغتيل أمام منزله في 6 يوليو 2020 بطلق ناري من قبل مسلحين لديه دراسة سرية حول الحشد الشعبي الجهاز الأمني الذي قضى على تنظيم داعش الإرهابي, وكانت هذه الدراسة دقيقة الى درجة سجلت جميع أسماء قادة الحشد وعملياتهم والمعارك التي اشتركوا بها ومواقعهم التي يعسكرون بها وطريقة الأعمال التي يمارسونها مسلطة الضوء على اهم السلبيات وتحاول إظهار الحشد بالوجه القبيح بدلا من الوجه الحسن الذي عرف به من قبل الشعب العراقي.
هذا السيناريو المفتعل يذهب بذاكرتنا الى العام 1964 الذي نشر فيه كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب احد مؤسسي جماعة الأخوان المسلمين المثير للجدل, والذي اتخذته الجماعات المتطرفة الإرهابية كدستور لها في حركاتها الإرهابية, ظروف تأليف الكتاب ينتابها الكثير من الغموض وتكاد تكون قصة تأليفه من وحي الخيال, "بينما كان سيد قطب مودعاً في احد السجون المصرية شرعً في تأليف الكتاب وكانً يكتب القصاصات والصفحات سراً ويبعثها مع أخته حميدة او امينة قطب حتى اختلفوا على اسم الفتاة التي كانت تزوره بانتظام" في أقسى السجون المصرية وأشدها حراسة وبتهمة سياسية ومحكوم بالإعدام , كيف يمكن لسجين ان يرسل صفحات مؤلفه متجاوزاً الحراسة المشددة والمخابرات و من دون علم الحكومة المصرية,والمخابرات الأمريكية التي كانت ناشطة في تلك الفترة ليخرج كتاباً يدعو الى التضليل والقتل والإرهاب في السنوات التي تلت اعدامه.
لا ريب ان الجهة التي اصرت على اعدام المفكر سيد قطب هي ذاتها التي حرفت ماهية "معالم في الطريق" ليشكل عائقاً امام وحدة الصف المسلم وليضفي العنف و التكفير على الدين الاسلامي وينظر العالم الى الاسلام والمسلمين بأنهم ارهابيين, لا يمكن اقتطاع هذا الفصل من قصة "صاموئيل هنتنكتون" صاحب كتاب "صدام الحضارات" فالمسلسل واحد و الايديولوجيا ذاتها وهذا جزء من الحرب الباردة التي مارستها الليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية لتمزيق الحضارة الإسلامية وتفريقها, وما يدور اليوم عن نشر بحث سري قام به المرحوم "هشام الهاشمي" يكشف تفاصيل دقيقة لأحدى جاهزة الدولة "الحشد الشعبي" هو عمل مٌصًنع بذات القالب الذي صبت به الأدوات عام 1964 لتٌخرج للملأ منهج للتحلل والإرهاب وإعدام المفكر "سيد قطب" هذه السيناريوهات العملياتية تنطلق من أسس أيديولوجية معقدة و التي تقوم بها أجهزة المخابرات لم تعد خفية على مدركات حتى عامة الناس وهي تعتمد على درجة الولاءات, فالقضية مكشوفة, لذا لا داعي لخلط الأوراق وجر المجتمعات الى الصراع والحروب فالمكيدة واضحة كوضوح الشمس لكن للأسف المتصدي العراقي لا يمتلك العقلية العلمية ولا يعتمد على مركز أبحاث في دراسة الأحداث التي تدور في العراق والمنطقة والعالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل