الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع صديقتي !..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


حوار مع صديقتي والقدر !..

لي صديقة لم تغادرني منذ تعارفنا في الصبا !.. وما زالت لصيقة بي !.. بالرغم من محاولاتي الغير مباشرة لفك الارتباط بها ، وأملي أن تفك أسري و تطلق حريتي ، وتخلي سبيلي !..

ونَذًرْتُ لهذه الأمنية نٍذورُ كثيرة ، لأصحابي الكرامات للأئمة الذين ظهروا حديثا .. في زمن الكرامات !!..

لكن دون جدوى !.. وطلعوا ( خوش بوش ) ولم يستطيعوا الوفاء لتلك الأماني !..

تلاحقني في حللي وترحالي !..

تقول لي .. إنك لن تستطيع الابتعاد عني ولا أنا كذلك ، كوننا قدر مقدر لبعضنا !..

وفر نذورك وقدمها لنا نحن ؟..

فنحن أحق من غيرنا بتلك النذور !!..

قالت السلام على دعاة السلام والأمن والتعايش والديمقراطية والصدق والأمانة !..

قلت لها وعليكم السلام !..

لكن هذه ليست بتحية ؟..

بل هذه تصلح افتتاحية لمقال سياسي !..

قالت وما الضير في ذلك؟ ..

ألم تُصدعوا رؤوسنا ببياناتكم ومقالاتكم وخطاباتكم ؟..

مع هذا تحملناها على مضض !...

بالرغم من الكذب والوعود الفارغة والكلمات المعسولة من ألفها إلى يائها !..

ولم يلمس شعبنا منكم أي شيء ؟..

ماذا دهاكٍ اليوم ؟..

ولٍمَ هذا الهجوم الغير مبرر ؟..

ما تعودت عليه من قبل !..

قالت لقد طفح الكيل !..

الكأس المملوء لا يحتمل زيادة فيها حتى لقطرة واحدة !..

لماذا لا تصفعينني وتأخذي عن كل صفعة دينار ؟..

قالت هذه قديمة وشاهدناها في مسلسل ، في يوم مضى سويتا ، ولا تحاول تغيير ما بدئنا به !..
قلت يا هذه أنا لم ابدأ بشيء !..

أنت من جاء ويريد أن يفتح جبهات ّ.. وليس جبهة واحدة !..

قالت حسنا لا تؤخذني بما فعل السفهاء بنا !..

يا قدري المقدر يا حبيبي !..

تكرمي علي بما جئت من أجله !..

أنا جئت لأحاورك في المستجدات على الساحة العراقية ، ولدي أسئلة محددة ، هلا أفدتني بالتوضيح والإفادة أذا تكرمت !..

مثل ماذا ؟...

هل الإسلام السياسي قد أعلن إفلاسه اليوم ؟..

وهل الإنقسام بين الكتل والتحالفات السابقة بدأت تنفرط ، ذات اللون الواحد والطائفة الواحدة ؟ .. أم لها دوافع مخفية تحت الطاولة ؟ وما الغاية المراد تحقيقها من وراء ذلك ؟
وهل ما يجري وما نراه متعلق بالانتخابات وبقانون الانتخابات والمفوضية الغير المستقلة وتحديد موعد الانتخابات ؟..

وهل ستجري الانتخابات في موعدها من وجهة نظرك ؟..

أم هناك متغيرات عاصفة ؟.. أو كما أسميتها أنت وفي مقال سابق ( بأن هناك سونامي وزلزال قد يتعرض له العراق نتيجة للتناحر والتقاطع والتناقضات بين مختلف الأطياف والمكونات ، ناهيك عن التدخلات الخارجية ) ؟..

يا مليكي وقدري !...

قوى الإسلام السياسي أخفقت وبشكل فاضح في أدارتها ( للدولة ! ) !..

الدين الذي تبرقعوا به وأرادوه فزاعة لإرهاب المختلفين معهم ولتظليل الناس ، لم يعد يشكل طوق نجاة لهم كما كان سابقا نتيجة لوعي الناس وإدراكهم لحقيقتهم وفسادهم وما ارتكبوه عن قصد أو دون قصد من جرائم ومثالب ، ولعبتهم بمشاعر الناس القيمية والأخلاقية والدينية ، وفسادهم وكذبهم الذي تعدى كل الحدود والخطوط الحمر !..

هذا أولا .. والمسألة الأخرى ، فهؤلاء قوى غير متجانسة ، ومن شرائح مختلفة وتيارات مختلفة ، جمعتهم مصلحة المال والسلطة والجاه وتحت أي وسيلة وبعيد عن مصالح العراق وشعبه .

لكنهم اختلفوا عندما حدث تفاوت كبير في توزيع المغانم والسرقات والنهب والابتزاز فيما بينهم !..

ومن يمتلك قوة أكبر ودعم أقوى داخليا وخارجيا ، كان يستحوذ على النصيب الأكبر من هذا النهب المنظم ، وقد يحصل ( لواحد منهم 99% والأخرين لهم 1% ) واستمرت هذه كل تلك السنوات وما زالت .

عندما جاء وقت الحساب ، اختلفوا !..

ستظهر نتائج هذا الخلافات تباعا وتدريجيا وبشكل تصاعدي فاضح ، بعد أن تتضح مجريات الأمور ويتبين المستور ، وهذه مسألة اقتصادية !..

فنمو الاقتصاد الطفيلي من السحت الحرام والمصادر الغير مشروعة ، هذا النمو السريع ، تبدء مجاميع تنشطر عن الحيتان الكبيرة التي نمت في رحمها ، لتنمو بنفس طريقة نمو تلك الحيتان التي بدأت من الصفر حتى كبرت ، وهذه بدورها ستنتج أجنة غير شرعيين ، وهكذا وهنا سيبدأ الصراع ما بين اللصوص ، والكبار سيأكلون صغارهم كما القطط والكلاب ، والصراع حتمي ولابد منه .

المسألة الأخرى والتي لا تقل أهمية عن سابقاتها !..

كيف تستطيع هذه القوى التي انتهت صلاحيتها وتحتضر اليوم ( إكرام الميت دفنه ) .
أضحت تحاول البحث عن مخارج لتعيد دورة الحياة إلى جسدها الميت ، لكن بأسلوب مختلف وبثوب مختلف ، لتكون مقبولة سياسيا واجتماعيا وبأساليب مظللة وخادعة كاذبة والترويج لها بما لديها من إمكانات مادية وإعلامية وما تراكم عندهم نتيجة السرقات والأنشطة الغير مشروعة والمخالفة للقانون ، فهؤلاء مازالوا يمتلكون السلاح والميليشيات والحشد الشعبي ويستخدمون مؤسسات ( الدولة ) خدمة لمصالحهم واستمالة القضاء والتأثير على استقلاليته .

كذلك ما زالت هذه القوى تسيطر على مؤسسات [ الدولة ] وسطوتها الكبيرة على المؤسسة الأمنية والعسكرية ، ويتلقون الدعم الكبير من أيران وتركيا والدول الإقليمية والدولية وبالضد من مصلحة العراق العليا ، وتبذل قصار جهدها لتبقى مهيمنة على مقاليد السلطة .

ولن تدخر هذه القوى الفاسدة والظلامية بركوب موجة المدنية والتقدمية والوطنية والقومية ، وتتبنى شعارات ثوروية بذريعة الدفاع عن العراق ومحاربة الإرهاب في سبيل إيهام الناس بصدق توجهاتهم ونواياهم .

بنفس الوجوه القبيحة أو الدفع بالخط الثاني أو الثالث أو الرابع !!..

وقد تختلف بعض هذه الوجوه بالشكل ، ولكن الجوهر ذاته والنهج نفسه ولا يختلف عن سابقه بشيء ، وربما سيحاولون أبعاد الدين السياسي عن الواجهة شكلا !..
لكنهم نهجا ومضمونا لن يخرجوا عن فلسفتهم وطائفيتهم وفسادهم .

تركيبتهم وفكرهم هذا وهذه حقيقتهم ، وسيبقى عدائهم للتقدم وللحريات وللديمقراطية وللمرأة وللحياة قائم ولن يتغيروا أبدا
.
أعتقد جازما بأن فرص قيام انتخابات نزيهة وشفافة وعادلة ، بوجود قوى الإسلام السياسي الفاسدة فهي معدومة .

ولا أمل يرجى من انتخابات نزيهة بوجود الميليشيات والسلاح المنفلت والمال السياسي والتدخلات الخارجية وقانون انتخابات غير عادل ومفوضية غير مستقلة وقانون أحزاب غير وطني ، وغياب قانون من أين لك هذا ، وغياب الإصلاح في السلطة القضائية وغيرها من شروط عدالة ونزاهة تلك الانتخابات ، لتنتج لنا مجلس نيابي يمثل إرادة شعبنا بمكوناته المختلفة ويحافظ على وحدة العراق وسلامته ورخائه وأمنه .

تماسك القوى الديمقراطية والوطنية شرط أساس لخلق فرص التغيير ، أمامها فرصة تاريخية لصنع التغيير ، ولتغيير موازين القوى لصالح شعبنا وقواه الديمقراطية ، بتوحيد الرؤى المشتركة والعمل المشترك ، وتشديد النضال الجماهيري وزيادة زخم التظاهرات السلمية وتوسيع قاعدتها وتوحيد صفوفها وشعاراتها والمحافظة على النضال السلمي وتجنب الاحتكاك مع القوى الأمنية والعسكرية .

على تلك الملايين المنتفضة أن لا تنتظر من هذه القوى الفاسدة في أن تقدم لهم خير وصلاح أبدا .
ليس لدي ما أضيفه وما أقدمه لكٍ سيدتي الكريمة .. شكرا لكَ والى حوار أخر .

28/7/2017 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن