الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سوسيولوجيا ادارة المدرسة في العراق
احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي
(Ahmed Tahir Kadhim)
2020 / 7 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المدرسة هي المجتمع الصغير الذي انبثق عن المجتمع الكبير بهدف نقل الأفكار والعادات والتقاليد عبر الأجيال , والمدرسة هي المؤسسة التعليمية الخاصة بتعليم الصغار ونقل التجارب لهم باستخدام تصورات ومقررات وأساليب علمية مختلفة , وهذه المؤسسة تتكون من تقسيمات إدارية وتعليمية , أهمها ( الإدارة ) التي نحن بصدد تناولها ومعرفة تأثيرها على العملية التربوية برمتها داخل المدرسة , للإدارة مهام كبيرة ملقاة على عاتقها وهذه المهام من شأنها إنجاح العملية التربوية او فشلها ولعل المختصين بالإشراف التربوي يجمًلون عدد من النقاط التي تعتبر شروط مثالية في الشخص الذي يمكن ان يشغل منصب المدير او المعاون , مع ذلك في ضل الفساد والمحسوبية والمنسوبية أهملت كل هذه الآليات المعتبرة لاختيار الإدارة على أساس الكفاءة مما اثر بشكل سلبي على العملية التربوية وخفض من مستويات النجاح ونسبها .
لذا أهمية المدرسة القصوى في حياة المجتمعات ومستقبل الأجيال القريب والبعيد ,جعلتها من أولى اهتمامات الدول في العالم,لكن في العراق الامر مختلف تماماً تلعب المحسوبية والمنسوبية دورا كبيرا في تنصيب الكثير من إدارات المدارس, والأمر الأكثر خطورة على أساس مناطقي وعشائري بغض النظر على معيار الكفاءة, وليس التأكيد على اختيار الكفاءات العلمية لشغل المناصب الإدارية خصوصاً الشباب لان الشباب يتمتعون بدينامية عالية من شأنها ان تؤثر على العمل التربوي بالشكل الايجابي , ايضاً نعتقد بأن من يشغل منصب المدير ينبغي ان تكون ضمن الاختصاصات الإنسانية لكونه يكون متمكن من فهم سلوكيات التلاميذ والطلاب ويعمل على حل جميع المشكلات بعقلانية وعلمية حديثة تواكب التطور التعليمي الحديث في الدول العالمية , الكثير من مدراء المدارس متعصبون ويتخذون قرارات خاطئة بدون أي أساس علمي بل نابع من ثقافتهم الاجتماعية والأسرية بعيدة كل البعد عن النظام التعليمي العام في العراق وهذه مشكلة كبيرة لا يمكن تجاهلها , والبعض يعتقد بأن المدرسة هي وحدة عسكرية , لذا يتعامل مع من تحت قيادته على إنهم جنود فيوجه لهم العقوبات والتهديدات ........الخ .
انخفاض معايير اختيار مدير المدرسة في العراق جعل الطالب يتعامل مع انساق اجتماعية مختلفة ابرزها العشيرة والجماعة الاجتماعية , وتنتقل مشاكل الطلاب والتلاميذ الى المجتمع العشائري وتتسع هوة المشكلة الى درجة كبيرة قد تصل إلى النزاع العشائري,وفي ضوء ذلك تبقى مهمة أجهزة الدولة الأيديولوجية صعبة المنال, وتطبيق نظام تربوي موحد شبه مستحيل بسبب الانتقائية في التعامل والإدارة واختلاف المجتمعات بين المدن والأرياف, وهذا كله نابع من فساد الجهات العليا ومسئولي وزارة التربية بعد عام 2003 ,فضلا عن اضطراب العلاقات الاجتماعية التي تصدرها الادارات غير الكفوءة تكون نتائجها ايضا غير مرضية وسلبية الى درجة كبيرة ونسب النجاح مدنية جداً ومعدلات التسرب والاغتراب مرتفعة بشكل كبير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي