الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشرى للمتقاعدين وزارة المالية توزع كورونا مع الراتب مجانا مصرفي الرشيد فرع المأمون والرافدين فرع اليرموك ومعاناة المتقاعدين

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2020 / 7 / 29
الفساد الإداري والمالي


اليوم 29 تموز 2020، وزارة المالية أطلقت صرف الرواتب للموظفين والمتقاعدين، والشكر موصول للسيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي منع الاستقطاع من الرواتب، واوقف الرواتب المزدوجة والمثلثة والمربعة ...الخ.
قبل ان أتوجه الى المصرف ابتهلت الى الله ان يسهل استلام الراتب ، وارتديت الكفوف والكمامة ،وخرجت الساعة العاشرة صباحا الى مصرف الرشيد فرع المأمون ، ووجدت ما يقارب 30 متقاعدا امام المصرف ، حمدت الله ان العدد قليلا ، وقلت الحمد لله سأستلم الراتب بسهولة ، قالت لي احدى النساء التي تنتظر دورها لاستلام الراتب ،سجل اسمك ، مسكت القلم وقبل ان اكتب اسمي ، قلت للشرطي انا احمل كي كارد ضنا مني ان حملة الكي كارد يدخلون مباشرة لان عددهم قليل ،ففاجئني بالقول: جماعة الكي كارت ،يراجعون مصرف الرافدين فرع اليرموك في الجانب المقابل .قلت : لماذا نحن نستلم راتبنا كل مرة من هذا المصرف ،قال: العدد قليل وتم تسليمهم رواتبهم ، وتم رفع الجهاز ويصرفون فقط للماستر كارد، قلت : هذا ليس صحيح ،ان من واجبكم صرف الراتب ؟ لكن مَن يَسْمع الشرطي مأمور، التوجيهات تصدر من المديرة. استغفرت ربي وذهبت الى مصرف الرافدين فرع اليرموك في الساعة 1030. وجدت الباب مغلقة واثنان من منتسبي الشرطة واقفين امام الباب، وكنا 22رجل و12 امرأة، اكثرنا متقاعدين وبعض الموظفين، وكان في كل مرة يدخل 5 رجال وبعد نصف ساعة 5 نساء، كنا في الشمس، 34 شخصا وكان اشخاص اخرين يدخلون بحجج مختلفة، الشمس تحرق، والعرق ينضح، ان تقف ساعة او ساعة ونصف تحت الشمس الحارقة، فهذه مأساة، اكثرنا ضباط في الجيش او الشرطة وبرتب كبيرة، وموظفين مدنيين متقاعدين بدرجات عليا. منظرنا ونحن نقف تحت اشعت الشمس، والعرق يتصبب على اعيننا واجسادنا لا يسر العدو. هل هذا جزاء من يخدم الدولة 40 عاما، الكل تصيح بأعلى صوتها ارأفوا بحالنا، أمس كان عدد مصابي كورونا في العراق أكثر من 2700 إصابة، نقف في طابور صفا، واحد بعد الاخر، ربما 10 سم او بتماس بعضنا مع البعض الاخر، اين قواعد التباعد الاجتماعي، التي تنص على ان تمون المسافة بين الواحد والأخر 1-2 متر. بين الحين والحين يأتي من يريد استلام راتبه. نصيح به اخي الزم سرة، وهو يعطينا الاذن الطرشة، ثم يأتي شخص اخر ينادي أحد افراد الشرطة تحسين؟ ويهمس في اذنه كلام ربما توصية من صديق، ويدخل لاستلام راتبه، ونحن ننتظر، احدى النساء جالسة على الأرض وتطالب بالراتب، اجابها انتي مكدية شنو جابج اهنا؟ فسكتت، يبدو انه يعرفها حقا !، ومن الساعة 1230 الى الساعة 1300 لم يسمحوا لأي منا بالدخول، الشرطي يقول ان المديرة لا تقبل بدخول أحد. ضج طالبوا الراتب فلتخرج لنا المديرة نريد ان نكلمها؟ لكن لا حياة لمن تنادي. حتى كانت فتحة شباك مساحته قدم مربع، كنا بجوار الشباك، وكان يخرج من داخل المصرف هواء بارد، ترجوا للشرطي بأن يتركها مفتوحة يأتينا منها هواء بارد، فرفض واغلقها بعصبية. أخيرا الساعة صارت الواحدة ضهرا، قالوا انتهى الدوام والموظفات خرجن وقال الشرطي باجر اكو دوام تعالوا باجر، "جنك يابو زيد ما غزيت " رجعت اجر اذيال الخيبة، ساعتين في الشمس في قمة حر تموز بلا نتيجة، وعدت للبيت لكي اعقم نفسي خشية من كورونا فالالتصاق الجسدي والوقوف في الطابور امر مرعب. قال لنا الشرطي المكلف بحراسة مصرف الرافدين فرع اليرموك، بأن المصرف كل شهر يخصص 5 موظفات لتسليم الراتب ولكن أصيبت 3 موظفات منهن بكورونا، ولذلك بقيت موظفتين فقط. اما مصرف الرشيد فرع المأمون فانه خصص موظفة واحدة بعد الساعة 10 لجماعة الماستر كارد، وطلب ممن يحملون الكي كارد التوجه للمصرف الاخر.
ياترى والكلام موجه لوزارة المالية، هل يجوز ان يسحق المتقاعدون وهم النطيحة والمتردية بالحر بهذا الشكل، هل يكافأ الشيوخ وكبار السن ممن قدموا زهرة شبابهم بمثل هذه المذلة. بدلا من ان يصل راتب المتقاعد لداره، يضطر للوقوف في الشمس ساعات، وطوابير لاستلام راتبه، وأين هي تعليمات التباعد الاجتماعي، اليس في الطوابير المتراصة عدوى لكورونا، والمتقاعدون لا تأخذ معهم كورونا وقتا طويلا حتى تسلب ارواحهم. لأنهم منهم من يمشي على اثنين ومنهم من يمشي على ثلاثة.
وأقدم بعض المقترحات التي ارجو ان تأخذ بها وزارة المالية خاصة وان عدد الموظفين بالملايين، فأن زاحموا المتقاعدون في المصارف ولم تعمل خطة لتسليم الرواتب، سيكون استلام الراتب رحلة اذلال لكل متقاعد وموظف لذا اقترح:
1- دراسة إمكانية فتح منافذ لاستلام الرواتب داخل كل دائرة.
2- تسليم الرواتب بتواريخ محددة حصرا للموظفين والمتقاعدين والعسكريين، كل على حدة. وعدم صرفها بتاريخ واحد.
3- تشغيل 5او 6 أجهزة في كل مصرف، بعد توفير الأجهزة وتدريب عدد من الموظفات للعمل عليها، اذ ان تشغيل جهاز واحد كما في مصرف الرشيد فرع المأمون او جهازين في مصرف الرافدين فرع اليرموك معناه، خلق حالة من الفوضى وربما تعريض حياة الناس للخطر جراء وباء كورونا. واعتقد ان ذلك لا يكلف الدولة كثيرا.
4- إلزام أصحاب المنافذ بتعليق لافتة داخل محلهم تبين مقدار الاستقطاع لكل فئة من فئات الراتب، اذ ان معظم المتقاعدين والموظفين يتجنبون أصحاب المنافذ للاستقطاعات الكيفية من قبل البعض.
بقي ان أقول ان أبو زيد سيغزى يوم غد، ويسال الله ان يسهل امر استلامه الراتب، فأدعو معه الله لعل دعاؤكم مستجاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة