الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل خطاب الملك

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تحليل خطاب الملك / Analyse du discourt du Roi
وجهه الملك محمد السادس خطابا الى رعاياه بمناسبة مرور احدى و عشرين سنة على توليه الحكم .
الخطاب لم يحمل جديدا ، ولا يختلف من حيث الشكل والمحتوى ، عن الخطابين السابقين لعيد العرش ، خطاب 30 يوليوز 2015 ، وخطاب الذكرى العشرين 2019 ......
في خطاب 30 يوليوز 2015 قال الملك : " .... كل ما تعيشونه يهمني . ما يصيبكم يمسني . ما يسعدكم يسعدني ، وما يشغلكم اضعه دائما في مقدمة انشغالاتي ... " .
وفي خطاب 2019 ذكرى العشرين سنة من توليه الملك ، القى خطابا قال فيه " ... يعلم الله انني أتألم شخصيا ، ما دامت فئة من المغاربة ، ولو أصبحت واحدا في المئة .. تعيش في ظروف صعبة من الفقر والحاجة ... " .
في خطاب 2020 ذكرى مرور احدى وعشرين سنة من توليه الحكم قال الملك " ... العناية التي اعطيها لصحة المواطن المغربي ، وسلامة عائلته ، هي نفسها التي اخص بها ابنائي واسرتي الصغيرة .. " .
في خطاب 2020 ، اعترف الملك بالأزمة العامة التي تنخر الدولة في جميع مفاصلها ، بخلاف خطاب 2019 الذي قال فيه " ... يعلم الله انني أتألم شخصيا ، ما دامت فئة من المغاربة ، ولو أصبحت واحدا في المئة .. تعيش في ظروف صعبة من الفقر والحاجة .. " ، لكن هجوم الوحش كورونا الذي ابطل النظريات ، وقلب المفاهيم والقواعد ، اثبت وبالملموس ، انّ ليس فقط واحدا في المئة كما قال الملك هي التي تعيش الفقر والحاجة ، بل ان تسعين في المائة من المغاربة يعيشون الفقر المفروض عليهم بقوة السيف وبقوة الجبر ، في الوقت الذي اغتنت فيه الأقلية الناهبة والسارقة ، الغنى الفاحش وفي ظرف وجيز ... بسبب الفساد المستشري عنوة في الدولة ، وامام اعين وانظار الملك الذي اعترف في الخطاب الأخير، بما يشبه اكثر من الازمة التي عرت عليها العديد من مراكز البحوث والدراسات الأجنبية ، ذات المصداقية العلمية والدولية مثل " وكالة بلومبرگ " ، " فيتش " ، وكذا " البنك الدولي " .. وكان على الملك ان يطرح السؤال ويتساءل ، عن السبب والعامل الذي جعل المغرب في ذيل الترتيب بين الدول ، كليبيا ، وسورية ، وفلسطين في الميادين الحساسة والاستراتيجية ، كالتعليم ، والصحة ، والوضع الاجتماعي للشعب .. ، وكان عليه ان يطرح السؤال ولا يتساءل ، عنْ منِ المسؤول الرئيسي عن الوضع الكارثة التي اصبح فيها المغرب منذ عشرين سنة من توليه الحكم ، وان تكون له الجرأة والشجاعة لتقديم المسؤولين عن الوضع الكارثة ، الى المحاكم الجنائية ، حتى ولو كان صديقه ومستشاره فؤاد الهمة الذي ينتصر له ضد الجميع ومن دون استثناء ، مع التركيز على التتريك ، وارجاع الأموال المسروقة الى خزانة الدولة ، ومناشدة القضاء الدولي للبحث في الأموال المهربة ، واتخاذ الإجراءات القضائية بإعادتها الى خزينة الدولة ، لكن للأسف سنجد ان الخطاب حاول التهرب من الواقع ، وحاول إيجاد التبرير الذي حمّله للوحش كورونا الذي حل ضيفاً بالمغرب منذ ثلاثة اشهر، في حين ان الازمة تتراكم منذ عشرين سنة ... وامام اعين وانظار الملك الذي تعايش مع الوضع ، حتى استفحل الى كارثة تبشر بالفتنة / الاناركية ، التي هي قادمة عند فراغ الحكم ، و تهدد بالسقوط في الهاوية ، فما حصل عند وفاة الحسن الثاني رحمه الله لن يتكرر ... ستكون جايْحة كحْلة على النظام ، وستكون الشّيحْ الى المغرب ...
في الخطاب الذي حرره له التضبيبيون ( الضباب ) والمدلسون ، المتآمرون ، الذين وضع فيهم الملك ثقته التي خانوها ، حين منحهم مصير المغرب ، ومصير المغاربة ليعيثوا فيهم فسادا وخرابا ، ويتفننوا في تحقيرهم ، واذلالهم ، وإدخال الاحرار ، والشرفاء ، والمثقفين الذين لا يملكون غير قلمهم ، لفضح الفساد و المفسدين ، والداعون الى دمقرطة الدولة الى السجون بملفات ومحاضر بوليسية مزورة ، وقد كنت واحدا من ضحاياها ..... ، والاعتداء ظلما على الناس في الطرقات والشوارع ، وأنا ضحية من ضحاياها ... ، الملك كان يكتفي فقط بالقراءة التي يبدو انها كانت ترهقه ، فكان يسارع القراءة للانتهاء منها ، فهو بسبب الثقة العمياء التي وضعها في منْ رمى به في طريق الهاوية ، لو كان يسهر شخصيا على الخطابات قبل قراءتها على الرعايا ، هل كان له ان يقبل قراءة أشياء لا علاقة لها بالواقع الذي كان في واد ، والخطابات التي حررها المتآمرون في واد اخر ..
فهل يحب الملك من يكذب عليه ، ويدلس عليه الواقع ، ويخفي عنه الحقيقية حتى يستمر في نهبه ، وفي اعتداءاته الظالمة على الناس ، والله يمهل ولا يهمل ...
وهل سبق للملك ان استفسر عن من وقف وراء فاجعة مخيم إگديم إزيگ ، وعن أموال زلزال الحسيمة التي جاءت كهبات بالعملة الصعبة ... ومن استحوذ عليها ...
وهل تساءل الملك عن الأموال بالعملة الصعبة التي هرب الياس العماري صديق فؤاد الهمة الى اسبانيا ، التي يملك فيها فندقا من الطراز الرفيع ... ومن قدم له التغطية لتهريب كل تلك الأموال وامام انظار الجمارك ، والامن ، والدرك .... وهل وهَلْ .. .
وهنا وامام هذا الوضع الخطير ، فاني لا استسيغ التحاليل التي حملت الملك في خطاب 2020 ، المسؤولية عن فحوى ومضمون الخطاب ، لان وضعه الصحي الأكثر من حرج ، لا ولن يسمح له بادراك ما كتبوه له لقراءته ، فهو حين كان يقرا وفي تلك الحالة الصحية الخطير ، كان اجدى بتوجيه التحليل الى من حرر الخطاب ، الذي هو المسؤول عن الوضع الكارثي الذي اضحى عليه المغرب ، والخطورة انهم أعطوا النظام الجزائري هدية للتشفي ، وانتظار الهاوية التي سنسقط فيها جميعا كبلد وكشعب ، وما حصل من نهب ، وسرقة لأكباش الكسّابة بالدارالبيضاء ، وقبله بفاس ، لهو ندير شؤم لما ينتظر المغرب عندما سيحصل الفراغ الكبير في الحكم ، فالفتنة والاناركية تطل من فوق السطوح ، واذا وقعت الواقعة لن يفيد فيها لا ملك الفقراء ، ولا المفهوم الجديد للسلطة ، ولا الملك الديمقراطي .... فالجميع ذاهب الى الفتنة الكبرى ، ومنها الجميع الى الهاوية ، او الى المجهول ، وسيكون لها نتائج عكسية وخطيرة ، والجيش لن يستطيع اطلاق رصاصة واحدة ، لان القانون الدولي ، والمساطر الدولية والمحاكم الجنائية الدولية ، ومجلس الامن ، والأمم المتحدة ... بمثابة سيف دمقليص مسلط على رقاب الحكام ..
في خطاب 2020 تحدث الملك عن :
1 – احداث صندوق للاستثمار لانعاش الاقتصاد .
2 – الشروع في توفير الحماية الاجتماعية لجميع المغاربة خلال الخمس سنوات القادمة ، ونحن ندعو للملك بالشفاء والعيش الخمس سنوات القادمة ، التي ستعوض ما فشل فيه الرّميد كبطاقة للتسول ، تلحق الإهانة ، والذل بحامليها ، لأنها أضحت البطاقة الوطنية الخاصة بالفقر ..
3 – علاج الانعكاسات الاقتصادية للظرفية ..
4 – احداث وكالة وطنية مهمتها التدبير الاستراتيجي ..
5 – اصلاح القطاع العام ..... لخ
حين يتكلم الملك ، وانا أوجه خطابي للدين حرروا للملك الخطاب ، ولا احمله للملك بسبب وضعه الصحي الأكثر من حرج ، لان من يعرف نوع المرض الذي يعاني منه ، ونوع الادوية التي يتناول ، وقد اتضح ذلك عندما كان بفرنسا في الحفل الذي جمع كبار حكام العالم ، سيعرف من يقف وراء تحرير الخطاب شكلا ومضونا ، وسيعرف من طرح الخطوط التي يجب ان يسلكها الخطاب للتمويه ، وللتغطية عن الكارثة التي هو سببها ، ولنا ان نطرح السؤال الأساسي :
من يحكم اليوم في المغرب ، ومن يحكم المغرب في ظل مرض الملك ، لان معرفة الجواب ستبين الاخطار التي تتسنى المغرب ، والملك الذي سلم البلد على طبق من ذهب لمن خربه، وانزله الى اسفل درك ، يتحمل الجزء الكبير من المسؤولية ، لان تسيير أمور الدولة لا تكون بمحاباة الأصدقاء ، والاقرباء ، ولكنها تكون بالغيرة ، والوطنية ، وبالشجاعة في تحمل المسؤولية ، وفي الالتزام بالقانون لا ب " ولو طارت معزة " ، فزمن الهواة انقرض في جميع الدول ، الاّ في مغرب الاستثناءات لا يزال يتسبب في الكوارث المسترسلة ، والمتعاقبة للبلد وللشعب ..
حين يعلن الملك على انزال خطة للتنمية الاقتصادية ، لانعاش الاقتصاد المبني على الريع ب 12،8 مليار دولار ، وهذا كوعد مثل باقي الوعود التي تأتي في كل خطاب من خطابات المناسبات ، وكلام الليل يمحوه النهار، لان لا شيء تحقق من الوعود السابقة ، وباعتراف الملك نفسه في خطاب 2020 ، وعندما اعترف بفشل ( نموذجه التنموي ) ، فالسؤال الذي سيصبح ملحا طرحه هو :
--- اين وصلت لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي عين عليها الملك نفسه شكيب بنموسى وزير الداخلية السابق ؟
--- كيف يمكن الفهم ، من جهة ان الملك يَعِد بانزال خطة ، وتكلم على إنشاء الوكالات ، والصناديق ... ومن جهة ان لجنة التنمية الاقتصادية التي عين عليها شكيب بنموسى لم تنتهي بعد من اشغالها ؟
--- فهل اصبحنا امام هيئتين للملك تشتغلان على نفس الخطة ، هيئة على رأسها الملك الذي وعد بطرح ، وانزال خطة الى الحكومة التي هي حكومته ، و هيئة انشأها الملك لتحضير نموذج تنموي جديد ، بعد اعترافه وفي خطاب رسمي بفشل نموذجه التنموي ، وبما ان كل تنمية هي سياسية ، فاعتراف الملك بفشل نموذجه التنموي ، هو اعتراف بفشل حكمه ...
--- فهل اعلن الملك ، وبإعلانه عن انزال خطة للانتعاش او الإنعاش الاقتصادي ، عن موت لجنته الأولى التي انشأها لتعوض فشله الذي اعترف به ، وهي اللجنة التي عين على رأسها شكيب بنموسى ؟
--- الا يعتبر اعلان الملك في خطاب 2020 بتنزيل خطة جديدة ، دون الاستفسار عن خطة شكيب بنموسى التي تكون قد ماتت ، هو نوع من التيه الذي اصبح فيه محررو خطابات الملك ، وبإرشاد راسم الخطوط العريضة التي يجب ان يسير عليها الخطاب ، مثل الخطاب الأخير الذي اعترف بخطورة الوضع الذي لم يعد يَحتمل ، ولم يعد يُحتمل للتهرب من المسؤولية التي اصبح يتحملها وحده الملك ..
--- ولو كان الملك المريض يعي ما يقرأ ، هل كان له الاّ يستكشف مقلبا مصنوعا ، يبرء ذمة المسؤول عن تحرير الخطاب الذي هو السبب الرئيسي في الافساد ، وتحميل المسؤولية للملك وحده ، خاصة عندما قوّلوه ما لم يكن يعلم به عندما قال " اتخذنا قراارات .. " .
--- فكيف للملك ان يتخذ قرارات ونوع الادوية التي يأخذ تثبت العكس ...
--- وهنا الا يوجد ضابط من ضباط الجيش او الدرك ، او أحد المقربين من الملك ، ان يطلعه على حجم الكارثة القادمة ، ام انّ الجميع متآمر ، ونكون بذلك امام مؤامرة كبرى تسهل وتقرب الفتنة الكبرى التي لا ريب فيها ..
كان على الملك الذي اعترف بفمه المليان بفشل حكمه ، عندما اعترف بفشل نموذجه التنموي ، لان كل تنمية هي سياسة ، ان يساءل نفسه ، ليطرح السؤال المحرج : لماذا فشلنا ، ولماذا تدحرجنا عن ما كانت عليه الاوضاع ايام الحسن الثاني ؟
وكان عليه ان يحدد المسؤولية ، مع ترتيب الشق الجنائي في تحديد اسباب الخلل ، والتقصير ، والتلاعب ، وانعدام المسؤولية ، وكيف وفي ظرف وجيز اغتني بعضهم من المقربين اليه بشكل صاروخي غير مقبول ، ومن المتسبب في تفقير الشعب ، ومن المسؤول عن تلاشي البنية التحتية المنعدمة ، وشح بل انعدام الخدمات التي من واجب الدولة ان تمنحها لرعاياها في انتظار ان يصبحوا شعبا ...
وهنا يبقى السؤال ، وامام مرض الملك الحرج والخطير ندعو له بالشفاء :
--- من يحكم المغرب ، ومن يحكم في المغرب ؟
--- ولمن سلم الملك مصير المغرب والمغاربة ليصبح على هذا الوضع الكارثي الذي يبشر بأكحل المراحل التي تنتظره عند الفراغ الكبير في الحكم ؟
ما حصل سابقا بفاس ، وما حصل منذ يومين بالدارالبيضاء ، حين هاجم الاوباش ، واللصوص ، وقطاع الطرق ، والمجرمون من كل الاصناف ، وفي واضحة النهار سوق بيع الماشية ، والشروع في استعمال القوة لسرقة اكباش الكسّابة المعروضة للبيع ، وفي غياب البوليس ، والدرك ، والقوات المساعدة ، والجهاز المخزنولوجي السلطوي العفن الذي لم يتردد في جلد ، وضرب ، وصفع ، ومصادرة ارزاق المواطنين المُفقرين ، والمغلوب على امرهم ، على عادات قيّاد وباشوات الاستعمار .. لهو نذير شئم بالخطر القادم عند فراغ الحكم ، كما انه دليل على انهزام الدولة المخزنية ، وفشلها في مواكبة التطورات المتلاحقة والمتتابعة ، وهو الجهاز المخزني المسؤول عن الوضع الكارثة التي يوجد فيه وعليه المغرب ..
الملك جد مريض ، ونحن في الطريق الى الفتنة الكبرى ، وكلنا نتدحرج سريعا في منحدر الهاوية .. الذي يخطط له من جميع الجوانب ، المتشفون المرضى الذين يبثون سمومهم ، وينتظرون الفرصة لتنفيذ مشروعهم لتقسيم المغرب وتجزئته ..
الدولة غائبة ... فاشلة ... فلا استقواء على المغاربة ، ونناشدكم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، فاضحي الفساد ، صحافيين ، وطي صفحة الريف .... لان الوضع لا يحتمل .. ولا يبشر بالخير ... وليس في صالح البلد ... والقادم سيكون طوفانا ... سيجرف الجميع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام