الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلطجة عندما تتم باسم القانون

هايل الطوالبة

2020 / 7 / 31
الفساد الإداري والمالي


لم يكن من الغريب أن يستعين كبار اللاعبين بصغارهم لأداء بعض الأمور من وراء الكواليس، فهناك أشياء لا يمكن للحيتان القيام بها مباشرة فيستخدمون الصغار لكي لا تتشوه صورتهم التي يلمعونها أمام العامة، من تغطية فسادهم إلى إطلاقهم على أهداف ليصفوا حسابات شخصية أو ينتقموا من شخص وجدوا أنه مغرور بنفسه.

جاء الشاب الطموح بشحنة أسماك إلى المياه الأردنية فأوقفت الشحنة باسم الفحص الصحي. استدعاه المعلم الذي يحتكر سوق الأسماك بواسطة محامي فذ، خذ قيمتها واذهب في حال سبيلك ولا تفكر أن تنافسه. فلهذا السوق أصحاب. رفض الأول فقال له الثاني، إما ذلك أو تبقى شحنتك في الميناء حتى تفسد. رضي بقيمة الشحنة وكره السمك والبحر وما فيه.

شاب طموح آخر، أخذ إذن أمانة عمان لفتح كشك قهوة وهي كثيرة، بدأ والرزق على الله ولم يمضي اكثر من أسبوع وإذا المحامي نيابة عن المحتكر يوكل بلطجي يحرق الكشك وما فيه لأن تلك المنطقة لها صاحب.

تقف عدة فتيات في الشارع يوزعن المشاريب بلباس مغري وتقف دوريات الشرطة عندهن تحميهن ليتضح أن المحامي ذاته يؤمن للنائب في البرلمان تجارة الجنس باسم مشروب الطاقة.

لم يخل الأمر من ضحايا نصب بالجملة اجتمع عليهم مع فرقته. اتسعت رقعة علاقات المحامي، فقد عمل على ترقيع ثوب المحتكر الفاسد الذي أوصى به لثاني أوصى به لثالث وهكذا تجده وقد أصبح رجل المهمات المستعصية، يغطي فساد صفقة بالقانون ويرضي وزيرا بلطجيا بقانون فيصور السيدة عند القبض عليها وعندما تعاتبه يقول لها المحامي أنا أقول وأنتي تنفذي.

يقود الفرقة من لم يعجبه نبوغ والده الرياضي في جبل النزهة فأراد مجدا سريعا يصعد به على ما كان يشعر به من عوز، وهكذا جاء الولد العاطل لأهله بالمسبة وأصبح فهد وإيمان في مرمى نيران المغبونين على يد مسعود الطنبور الذي قاد جوقة لم تخل من محامين على شاكلته أمثال المعايطة والعطيات وغيرهم، ليقوموا بالتغطية القانونية التي تستغل الثغرات لمنح المتنفذين مخرجا قانونيا يغطي عوراتهم وبلطجتهم على آخرين، ثم يتقوى على ابنة الفايز ليباهي بقوة صولاته، فتنخ وهي التي أعانها في صفقات عدة، فلم تحاسبه، لأن محاسبته تعني كشف أوراقها أمام الأردنيين كما هو الحال مع الإعلاميتين الزعبي والصلاحات. إذا احتجت خبيرا ماليا يقدمه لك المحامي، خبيرا إعلاميا يقدمه، مسؤولا في مؤسسة من مؤسسات الدولة يقدمه، وهكذا تتسع الفرقة لتشمل خبرات متعدده، كلها تبقى والمحتكر الفاسد تحت رحمته، من يقوم بالبلطجة بطريق القانون.

امتد الأمر ليشمل حماية مصالح نواب أردنيين عند تعرقلهم قانونيا في شائكة فساد. لم يبدأ الأمر عند الزعبي ولم ينتهي عند عوض الله. أصبح القانوني ليس فوق القانون فقط بل فوق من هم فوق القانون بسبب ما يعرفه عن هذا وذاك، فالقائمة تطول في المستور عمن أصبحوا مستورين بورقة توت يحملها قائد الفرقة ويسقطها متى يشاء.

في المثل "الولد العاطل بجيب لأهله المسبة" وفي الأردن، القانوني الفاسد بجيب للوطن المسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات