الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الى أين ؟

حسن شنكالي
كاتب

()

2020 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ الخلاص من براثن الدكتاتورية وتغيير نظام الحكم لم يشهد العراق حركة عمرانية تذكر نتيجة للتقاطعات والخلافات السياسية والتخندق الحزبي والطائفي وإستشراء الفساد من خلال بيع وشراء المناصب السيادية بعيداً عن الكفاءة والإختصاص والتكنوقراط وتعميق مشروع المحاصصة التي أدت الى إنعدام الخدمات في ظل حكومة طائفية متعمدة في إفشال مشروع التوافق والشراكة السياسية لتتفرد في القرارات العاجلة لتخدم فئة معينة من المتسلطين على رقاب الشعب العراقي , والتظاهر حالة صحية في البلدان الديمقراطية وحق مكفول للمواطنين في المادة ( 38 ) الفقرة ثالثاً من الدستور ما نصه ( حرية الإجتماع والتظاهر السلمي , وتنظم بقانون ) , فكل شيء زاد عن حده إنقلب الى ضده , حتى نفذ الصبر, وللصبر حدود , بعد تحمل للظلم والتهميش لسنوات خلت وعدم إعتبار أي إحترام للمواطن الذي يعيش تحت خط الفقر على مدى خمسة عشر عاماً , بالرغم من وجود المؤسسات الديمقراطية المتمثلة بمجالس الأقضية والنواحي والمحافظات وصولاً الى مجلس النواب كأعلى سلطة تشريعية مهمتها سن القوانين التي تصب في خدمة المواطن , والتي أثقلت ميزانية الدولة بمخصصاتهم ورواتبهم .
أتسأل : أين البرنامج الحكومي الذي بموجبه تم إختيار رئيس الوزراء ؟ وحصل على ثقة نواب الشعب العراقي ؟ ليتحمل أعلى مسؤولية في قمة الهرم الإداري , فكل عمل مصيره الفشل الذريع ما لم يمر بمرحلة التخطيط والتنظيم والتنسيق والمتابعة والتقييم بعيداً عن القرارات الإرتجالية والعاجلة والتي تنضوي تحت إمرة أجندات لها مصالحها الإستراتيجية من بقاء البلد في حالة من الهلوسة والتخبط الإداري وجره الى مشاكل سياسية وعدم تمكنه من وضع الحلول الناجحة لها والخروج من الأزمة بالرغم من الوفرة المالية نتيجة إرتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية .
وما حدث في الأيام الأخيرة من مظاهرات إنتقامية في محافظات وسط وجنوب العراق كرد فعل على تردي الأوضاع لتصب جام غضبها على المؤسسات والدوائر الحكومية التي فشلت في تقديم برامجها الخدمية والتي تمس حياة المواطنين , وقيام المتظاهرين بإحراق المقرات الحزبية التي لم تتمكن من إستقطاب وتوعية مؤيديها لسنوات من العمل السياسي دليل على هشاشة البنية الحزبية وعدم القناعة ببرامجها وتوجهاتها السياسية كونها تعمل في وادي والناس في وادي آخر , لأنها من الأحزاب التي أفرزتها الظروف ومن باب الصدفة بدون قاعدة جماهيرية حقيقية كواجهة سياسية فارغة بشعارات براقة تطرب لها أذن السامع بعيدة عن الواقع والبيئة السياسية التي تعمل فيها , ما هي الّا بداية لثورة عفوية بيضاء للتخلص من النظام الطائفي وإطلاق الدعوات من مراقبين ومحللين ومثقفين وسياسيين وأصحاب الرأي الى تطبيق مشروع بايدن وإقامة الأقاليم حسب التنوع العرقي والقومي كحل وسط في دولة كونفيدرالية كباقي دول العالم المتمدن , لينجو كلّ بجلده .
وختاماً أقول : الى متى يبقى البعير على التل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل