الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترعة العوجة رصد لتاريخ الزقازيق

بهاء الدين محمد الصالحى

2020 / 8 / 1
الادب والفن


ترعة العوجة : رصد للزمان ، دراسة لرواية العوجة لد كتور كارم عزيز
أيها السادة نحن بصدد عمل لايتكرر كثيرا إذ يتمسك القاص بتيمة سردية قائمة على تهيئة القارئ عقليا من خلال الخلط بين الواقع المعيش ولكن بطعم الذاكرة والخيال ، والفارق بينهما كبير فى روايات المدن حيث يغلب الوصفى على الوجدانى وسيطرة الجغرافيا وكأنني بصدد رحلة تاريخية ولكن القاص هنا يريد تحقيق نوع من استرداد الذات من خلال الاسترجاع النفسى لملامح بيئة التشكل الأولى وهنا قدرة القاص على خلق لوحة إنسانية من روافد عدة ، ماتخيله القاص وهو جزء رئيسى من اللاشعور الخاص بالقاص ، وأيضا جزء من الواقع الحيوي الذى عاشه القاص فى طفولته ، وقد تكون من خلال حكايا الجدات والأمهات ، ولكنه فى النهاية خلق لنا صورة ذهنية متكاملة لن تستطيع تجاوزها ، بل زادتنا بقلق معرفي وتساؤل حول أيهما الذى عبر عنه كارم عزيز فى روايته العوجة ، ولمن لايعرف فترعة العوجة تبدأ من بحر مويس وتنتهي عند بداية السنبلاوين دقهلية، ولكنه هنا يستحضر تاريخ مكان هو كفر الإشارة وهو الآن أحد أحياء مدينة الزقازيق .
ولكننا مطالبون بتوظيف المقدمة فى استيعاب بنية النص فقد حققت تلك المقدمة عدة وظائف :
1- البعد الأختزالى لبناء الزمان السردي فقد مارس ألية التلخيص من خلال إختزال الزمن فى بعد وصفى تغلب عليه المسحة الأسطورية .
2- تبيان ملامح النشأة التاريخية لكفر الإشارة من خلال وجود ترعة العوجة وهو تقديم أسطوري للنيل الذى بنيت حوله مصر .
3- تحديد وظيفة هذا الإبداع بالنسبة للقاص فهو استجابة قهرية للنوستالجيا القاتلة التى يعانيها القاص فى زمن أجاد فيه المقاولون الجدد تغيير ملامح الواقع على الأرض ، وكأن استرجاع ذلك التاريخ نوعا من المعادل النفسى .
4- كسر فكرة الوهم النفسى المتعلق بخيالية العالم القصصي ، وكأنه يستنهض أبناء جيله كحركة استرجاع جماعي للعقل الجمعي من خلال استعادة ملامح المكان ، وكذلك تلك الإشارة الضمنية لرواية فتنة الأسر التى أبدعها صلاح والى رفيق الدرب الأبداعى للقاص وهى رواية جديرة بالقراءة لاشتراكها فى المجال الحيوي والخط النفسى لمجال الإبداع .
5- يعد الفصل المقدمة لسرد المكان من خلال ذكر أسماء العائلات البارزة فى كفر الإشارة ، وكأنه يقاوم تأريخ المسخ العمراني الحالي حيث سادت السجون الأسمنتية الشاهقة التى اختطتها معاول المقاولين الجدد مع غزو الغرباء لكفر الإشارة وضياع ملامحه ، وكذلك تغطية ترعة العوجة ، هاتيك الحفيد الممتد من أبيه بحر مويس مع الوفاء لجده الرياح التوفيقي أصل إنماء الوجه البحر ، فقد خرج منه كذلك بحر يوسف .
سادتي فلندلف لوثيقة تاريخية .، شهادة من مبدع أكاديمي أمتلك ناصية الحديث من خلال اللغة المرتكزة لآلية أسطرة الزمان فلغة الأساطير لأنها فى النهاية لغة قادرة على توصيف مفهوم الزمن .
تبدأ الرواية من صفحة 14 ، الإبطال السرديون : الراوي عم طه البطل الرئيسي بداية جيل العائلة على أرض الكفر حيث جاء مرسى العزايزى من الصعيد بناء على نداء روحا من الشيخ أبو عامر .
العلائق بين مكونات النص الروائي يربطها محرك واحد وهى محاولة إثبات الذات تجاه الصعوبات التى فرضت على المهاجر الأول مرسى العزايزى الذى جاء مع ثلاث من الاخوات وأزواجهم ، وهنا الدور الرئيسي للروح الخالدة لذلك القابع حلف مقصورته فى وسط سويقة أبى عامر حيث يوجد مجمع الأولياء فبجواره عليوه المسلمى وكأننا هنا بصدد تأريخ إجتماعي ومن هنا فنحن بصدد تجديد روحي وإعادة إنتاج لمفردات تم تجاوزها بالنسبة للجيل الجديد ويتبدى ذلك التأثير من خلال نداء الروح الخفي ، فهو الذى بشر مرسى العزايزى بثمانية أبناء وذلك من خلال ذلك الطائف الذى مر بهم بعد إنهاء الزيارة ، وقد توارثت العائلة تلك الرابطة الروحية من خلال البعد الصوفي سواء فى بيت عم أمين زوج عمته ، وكذلك وصفه لمشهد زفة مولد النبي وتذكره لملامح الشيخ عبده أخو شيخ الطريقة الميرغنية الذى يحمل مواصفات متناقضة فهو قادر على ممارسة الأدعية وتوزيع الأفيون على الشباب ، علاوة على كون ذلك مناسبة إجتماعية أكثر منها شكلا دينيا مقننا شرعيا .
تأتي الرواية على عدة أبعاد كبعد توثيقي لكفر الإشارة من خلال استرداد السيرة الذاتية أو التاريخ النفسى للقاص ولكن الأطار العام للرواية هو إثبات الذات فى التعامل مع البيئة المحيطة ، فسعى مرسى العزايزى بالتوسل للشيخ أبو عامر وكذلك توسل سليمان بن مرسى العزايزى بقوته لخلق حماية عائلة كنوع من تخليد الذكرى خاصة وأنه لم ينجب ، وكذلك لتجاوز أزمة الحوار مع العائلات الأخرى مثل عائلة أبو دبوس .
سردية المكان
يقدم لنا مبحثا مضمرا فى ثنايا السرد من خلال وصف رحلة العودة من مقام أبو عامر للكفر وكان هناك طريقان حيث يذكر فى صفحة 25 ( عبرنا قنطرة أبو عامر وكان أمامنا طريقان لنروح من أحداهما ) وهنا خريطة مكانية لذلك المكان الذى ضاعت ملامحه القديمة ، ونتذكر هنا تعويذة البعث والقيامة وهو استدلال سيميائى للعنوان وهنا عدة أسماء لأماكن ربما اندثرت ، وهنا روح الصدق فى السردية المكانية للرواية وهو ماسيكسبها خلودا فنيا ( سوق الشحاتين – مقام سيدي تكفه – ترعة أم عدس – منطقة الهنجرانية – أولاد الشخارة – أولاد سعد الروبى – جنينه السيد عبدا لرحمن – شارع الو كايل )
وهنا استدعاء واستنهاض للآخرين لكتابة تاريخ المنطقة فوراء تلك الأسماء قصص إجتماعية تستحق التسجيل حتى لاتموت الذاكرة للأمم ، وكذلك يسجل بقايا ظاهرة الفتونة من خلال العراكات اليومية ، فمن منا يذكر سينما أيولون بشارع مولد النبي وقهوة العصا فيرى .
اللغة الحكائية
يزاوج القاص مابين التراكيب اللغوية الصحيحة والحرص على صدقيه النقل حيث كان يروى ولازال تاريخ كفر الإشارة حتى الآن ( كان أمامنا طريقان لنروح ) ونروح هنا تنطق لنعود لمنازلنا بعد تحقيق الأهداف الخاصة بالسعي اليومي ، وللاسترواح عدة تداعيات معرفية ترد خلا ل اللغة المصرية الحديثة ( اللمع )
مارس القاص تقديم وجبة معرفية عبارة عن ترجمة للمكان والذات والعائلة وذلك كله فى إطار التداخل المتعلق إما بالشكل من خلال الإستدراكات المتعلقة بالشارع والكفر ، وهنا بدايات الإجابات عن الأسئلة المعلقة بتغير الصورة الذهنية التى فطر القاص عليها ثم تقدم تفسير للتهرئات الاجتماعية التى تعرض لها جسد الكفر حتى صار هكذا ، ففي بداية الفصل التاسع يقدم تاريخ شارع مرسى جميل عزيز ( الشمسي سابقا ) ويدرج فيما بين السطور موقفه من العالم وممن حكموا مصر فى الفترة التى تلي ذكرها .
حيث يبرز قرار الحكومة فى نهاية ستينيات القرن الماضي بنقل كل الوكالات الموجودة فى شارع الشمسي والذى كان بنهايته وابور حلج القطن المملوك لعلى الشمسي باشا وهو أحد أبرز الساسة فى عهد الملكية ، ونقل تلك الوكالات الى سوق الجملة فى نهاية شارع فاروق ليتغير بعد ذلك خط السير للبطل ومن هنا نستعرض مساحة سردية متمايزة جديدة تضيف ثراء للرواية ، وهنا وصف لطبيعة عمله فى الوكالة حيث يسرد بيئة جديدة تغفل على كثيرا من القراء وكذلك درام التعامل مع الرزق من خلال الصبر والمرواغة وهنا طرح ثقافي ومعرفي حيث ترفد فى تاريخ المكان ولكن من خلال مرآة الروح .
أحاديث شطار الكفر
وهو رصد لمن ورد حديثا للكفر بعدما تغيرت ملامحه بنقل الوكالات الى سوق الجملة بشارع فاروق ، ولكن على الرغم من هامشية حياتهم إلا أن إنسانية قصصهم أسبغت على الرواية بعدا شديد التسويق على الرغم من سوء سلوكهم إلا إنهم امتلكوا لمحة إنسانية تجبرك على التعاطف معهم ، وعلى رأسهم ( أبن الشخارة ) وكذلك الشيخ عبده .
تتعدد الأبطال داخل الرواية ولكنه البطل النموذج الذى يعكس جزء هام من تاريخ المنطقة ، والأبرز على ذلك كدليل الشيخ عبده كرجل متعدد الأدوار فى الحياة ، فهو تاجر فى الوكالة ( سوق الجملة ) وشيخ صوفى يحفظ أكبر قدر من الأشعار الصوفية ، وكذلك خبير فى مسألة المزاج ، كذلك هو علامة فى سرد تاريخ الأولياء فى المنطقة ، وكأن القاص يعيد إنتاج الغرائبية التى يتميز بها التاريخ لوعى جيل قادم لحماية التاريخ الإجتماعى والنفسى والعقل الجمعي للكفر ، وكذلك هو نوع من خلق عالم وخلفية نفسية بديلة تعيد الثقة للذات ، من خلال إمكانية تحقيق ذلك النموذج حتى على مستوى الماضي ، وهى كلها دراما طبيعية صنعها الشوق القديم ،ولكنها درجات التحقق والقبول والتطور العقلي للحياة ، وكذلك تغير الحياة وفق القرارات الإدارية مثل نقل الو كايل لسوق الجملة بشارع فاروق ، مما أدى لتغير فى طبيعة ونوعية السكان فلم يعد الشارع موطنا لطبقة العملاء بل صار موطنا للغرباء .
ولعل ذلك السرد لروايات الأولياء يعكس درجة من التصور الجنيني للعالم مع عدم القدرة على استيعاب مفردات العالم والقدرة على تفسيرها مما يخلق المزاوجة مابين الخوف الجسارة من خلال مساحة المعرفة المتلبدة والقابلة للانقشاع مع صيرورة وتطور الحياة .

المغزى الاخلاقى للسرد : يتعمد القاص استدراكات معرفية من خلال مناقشة فرضية وردت على سبيل التواتر فى الحكاية ،وكأن العقل الواعى هو الذى يستدرك تلك الذكريات ، فى الفصل السادس والسابع يسرد ذكرياته عما رأى من الظاهرة الصوفية من خلال الطريقة الميرغنية وهو يتناولها على عدة مستويات :
1- الظاهرة الاحتفالية من خلال مسيرة الزفة والمشتركون بها .
2- الدوائر الاجتماعية حيث تتماس مع عائلته ودور عمه محمد فى طرح عدد من الملح الجديرة بإفساد الجو الروحي القائم خلال الحضرة .
3- التداخل الزمني فى طرح عدد من زوايا الرؤية للحدث الصوفي فبعد الغرائبية فى تلك الحكايات التى تم سردها عبر نهاية الحضرة ، يقف القاص هنا وقفة معرفية من خلال طرحه عدة أسئلة تؤرق عقله المستدعى لتراثه دون استسلام تام لنوستالجيا الحنين للماضي ، من خلال استدعاء لرأى عمار على حسن كإجابة لسؤال هاجسي :
لماذا يحرص الحكام على حضور حفلات مولد النبي ، وماهى علاقة الحكام بالصوفية ؟
ثم يمارس القاص الفواصل المعرفية لحكمة أراد أن يقدمها كرؤية ومن هنا يمكن وصف العمل بأنه ترجمة تحمل طابع عصرها ، وتفرض الطبيعة المعرفية للقاص ودراسته بحكم كونه أستاذا للغة العبرية ودارس لايشق له غبار فى علم الأسطورة ، والدليل على ذلك تحليله لأسم عيسوي حيث أنه مشتق من عيسو وهو الأخر الأصغر ليعقوب والياء للتصغير ، وهو دليل على الغياب الفعلى والحضور الهامشي للأشخاص .
مفهوم الصراع داخل الرواية .
المال أم القوة هما المؤثران فى الحياة الاجتماعية ؟
تتبدى تلك المعضلة فى قصة العم سليمان وماحدث للعائلة ، ووراثة أل مكاوي أولاد عمته للفتونة بعد ذلك علاوة على السمعة الجيدة التى حققها مرسى جميل عزيز الذى استعان بالتقنية الحديثة لتسجيل تعديات نونو البغل الذى تعدى على بيت العم جميل على العائلة بعد وفاة العم سليمان .
ويقدم بعد ذلك نبذة تعريفية عن الأستاذ مرسى جميل عزيز وعن عمله بالتجارة فى أول الأمر وبداية عمله بالتجارة فى المنصورة وقصة الحب الأولى التى ألهمته كل ذلك العشق الغنائى ، وأكثر شخصيتان كان يحترم رأيهما وهما الأستاذ ابراهيم السروجي والفكهانى حبايب .
والسؤال ذلك يجيب عليه القاص عن أسباب القوة التى اكتسبتها العائلة منذ قدومها من الصعيد وتغير شكل القوة من فتونة العم سليمان الى قوة وجاذبية الشهرة التى حققها مرسى جميل عزيز


. التاريخ التجارى لكفر الإشارة
كان شارع الو كايل هو شارع الشمسي الآن وكانت التجارة مع الشام ويذكر القاص حادثة البطيخ الذى ورد به حشيش من يافا حيث تحرك احد الأعمام لإظهار الحقيقة واحضر البدوي صاحب الحشيش ، وهى تفاصيل شديدة الثراء لمن أراد رصد امتدادات الحياة التجارية للكفر عبر القطر المصري وحدوده .
خاتمة
أطروحة القاص الأهم عبر الرواية تاريخ العلاقة بين الإنسان والمياه وكيف أسهمت المياه فى خلق الحياة ، نحن بصدد رواية لتاريخ الأماكن وهى تعكس كيف يرى الأشخاص العالم وكيف كان الخوف من البوص الذى يغطى مساحة من الكفر ،وأين هي ترعة أم عدس هل من حقنا أن نعتبر تلك المسؤولية الأولى للمبدعين بأن يربط بين الواقع والخيال والتخييل ، فالتخييل هو الأدق فى تلك الحالة لأن إدراك الحقائق حدثت فى الماضي مع إسباغ ذلك بنوع من لاشعور وخيال المبدع فى استرداد ذاته من خلال مناقشة حياته بصيغة اللو ، ولكنها محكومة فى النهاية محكومة بدرجة الوعي العقلي الحالي والحنين الجارف .
تأتى قيمة أعمال أدب المدن فى أنها تعيد نظرتنا للأشياء وتعيد صياغة مشاعرنا وتزرع لدينا شعور بالألفة تجاه الأماكن حتى فى مرورنا العابر عليها ، وتحفظ لنا حياة الموتى بأجسادهم الباقون بأرواحهم وتعيد لأسماء الأماكن بعدها الحي فى ذاكرة الحاضر .
هى رواية بحجم ملحمة إذ تحتوى على عدة محطات رئيسية تحتوى كل محطة على عدة فصول تصلح لرواية مستقلة ( ابن الشخارة كنموذج لأدب الشطار – الشيخ أبو الغيط ونوادره وهى تصلح كمدخل معرفي لفهم كيف تخلق الأساطير .
اللغة التى يستخدمها القاص هى نفس اللغة التى يتحدث بها أهل الكفر الأن .
العنوان : العوجة : تعويذة البعث والقيامة ) ويفسره عدة إستخراجات حكمية ساقها القاص فيسترشد بمقولة صلاح والى ( الحقول أولاد الارض ، ويرصد بحزن زحف الأسمنت على الحقول ليقرر ( الارض خراء المقاولين )ومع غرابة اللفظ فى الكتابة الأدبية إلا أنه يطرح مدى الصدق فى الطرح .
وكذلك الطابع الفلسفي للسرد من خلال :
الجمل التقريرية ذات البعد المجرد والتى تعكس رؤية معرفية بعبارات تحمل معانى مركبة ويظهر ذلك بشكل بارز فى الفصل الأفتتاحى حيث يحمل النيل رائحة السودان والحبشة وكأننا بصدد لغة الإلياذة ولم لا وقد ثبت أن هوميروس مصريا وتعلم فى طيبة .وكذلك السرد الشاعري كأنه يؤنسن الاشياء .
أيها السادة نحن بصدد عمل جدير بالخلود وتاريخ أجتماعى للمنطقة ووثيقة فكرية قادرة على رصد آليات التغيير الاجتماعى .وهذه قراءة أولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع