الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى الخليج

اسماعيل موسى حميدي

2020 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


..................


لم أجد شعبا كريما وصبورا مثل الشعب الكويتي الذي صبر على بلاء العراقيين ،فالنكبة التي لحقت بدولتهم وقعها مؤلم في تاريخ سيادة الاوطان،فالاستباحة والغصب ومصادرة التاريخ والهوية وإلغاء الوطن وتهجير اصحاب الارض ،ليس بهين أيها السادة،ورغم كل ذلك، اليوم عندما نصادف الكويتيين في سفرنا نجدهم يعاملوننا بطيب واخلاق وقد طووا الماضي،فكم كريم هذا الشعب .
رغم مساحة الرفض الشعبي التي كانت في داخل العراق انذاك لهذا الاجراء المبالغ في غبائه ، ولكن العراقيين هم الذين دخلوا الكويت ولبوا أوامر الظلام، نعم نحن من عثا في الكويت فسادا وخرابا.
صدام الذي أمر بالدمار،ولكن كثيرا من الناس كانوا مستبشرين بقدوم المحافظة 19 كما كانت تروج قيادة الخراب التي قدمت مساكين العراق قرابين الى الصحراء.
ولكن في النهاية لابد من ان يدرك الخليجيون بان الشعب العراقي ليس خصما لهم وليعلموا جيدا ان تاريخنا مشترك وروابطنا واحدة،ولكن تداعيات حياة الطغاة تجعل الشعوب تدفع ثمن اشباع شهوات وأمزجة سلاطينها.
ردة الفعل الرافضة لهذا التهور الشنيع للسلطة انذاك ،تمثلت بالانتفاضة الشعبانية ،التي أعطت موقف رجولة وإباء، وهي وسام وعي جماهيري على كل عراقي ان يعلقه في صدره.وكانت بمثابة رسالة وطن ووطنيين الى الخليج والعالم للوقوف بوجه الظلم مهما كانت قسوته. ولكن للاسف واجه العالم الشعب العراقي بظلم يتبع ظلم وتركوا السلطة تستقوى في العراق.
تعرض احدى القنوات الخليجية فديو لاحد الجنود العراقيين وهو يتحدث عن مذكراته بعد انكسار الجيش العراقي المثير بعد ايام من اندلاع الحرب الغير متكافئة بين جيش العراق وخصومة متعددي الجنسيات ،يظهر فيه مقدم البرنامج وهو يعثر على مذكرات جندي عراقي في لجة انقاض الحرب ،هذا الجندي المسكين الذي لاح بؤس الحرب وما قبلها على ايامه السود في الكويت ، حتما هو إنموذج واحد من الاف الضحايا المنكلين في صحراء حفر الباطن والجهراء والخفجي ممن غُلب على امرهم بفعل طيش الرئيس وسادية زبانيته ،بعد ان جربت دول العالم كل آلاتها الحربية حديثة الصنع فوق رؤوس اولاد الملحة الذين يموتون في كل الاوقات .
شكري للمحلل السياسي الدكتور احسان الشمري للجهد الذي بذله في الوصول ،الى عائلة صاحب هذه المذكرات في محافظة واسط قضاء العزيزية للاطلاع على نهايته ،والغريب في الامر ان هذا الجندي لم يمت في الحرب وقد عاد الى أهله سالما ولكن بعد عشر سنوات شاءت الاقدار ان يموت بالسرطان بين اهله، يالها من مفارقة موجعة ومن قدر عجيب.رحم الله العراق وأهل العراق وشهداء العراق .
صورة صاحب المذكرات تجدونها في اول تعليق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة