الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف بين الشباب في العراق

جواد الديوان

2020 / 8 / 2
الطب , والعلوم


يقال ان الرئيس الامريكي ترومان طلب من اطباء النفس تعريفا للصحة العقلية mental health وفي 1999 تم التعريف بانها الاداء الناجح للوظائف العقلية تؤدي الى نشاطات منتجة وعلاقات كاملة مع الناس وقابلية للتاقلم مع المتغيرات والتغلب على الشدائد. وفي 2004 قدمت منظمة الصحة العالمية تعريفا لها في ادراك الانسان لقدراته على التعامل مع ضغوط الحياة الاعتيادية، وكذلك تمكنه من العمل بشكل منتج ومثمر وقادر على المساهمة في مجتمعه. ومن هذه التعاريف فان انتشار العنف في العراق يشير الى خلل في الصحة العقلية.
درست العنف باعتباره وباء في المجتمع العراقي، والمساهمة الاكبر لطلبة الدراسات العليا، وكانت بحوث علمية نشرتها المجلات الطبية العالمية والمحلية ناهيك عن اطاريحهم. وكانت البداية مع التنمر bullying اي العنف في المدارس.
وكانت العينة من الكرخ (اختيار جانب من بغداد عشوائيا) ثم اختيار مديرية تربية منها وعشرة مدارس من المديرية بشكل عشوائي، ثم اختيار الطلبة وهكذا العمل لتكون العينة معبرة. وبمقابلة كل طالب تم اختياره، والسؤال عن التنمر الجسمي (ضرب او رفس او دفع او بصق وغيرها) وعن التنمر اللفظي (مضايقة او تهكم او مناداة باسماء للاهانة او التهديد وغيرها) وعن التنمر الجنسي (طرائف ونكات جنسية مسيئة او تعليقات جنسية او غيرها من الايحاءات وغيرها). ومن المؤكد خلال الحصول على الموافقات الاخلاقية للبحث، لم نتجاوز موافقة اهل الطلبة على اشتراك ابنهم حيث الاسئلة الحساسة الواردة، وكانت بتفاصيل دقيقة، لنحدد ان ما يقصده الطالب بالفعل الذي نعنيه.
ظهر ان 39% من الطلبة تعرض للتنمر الجسمي اي ضحايا للتنمر الجسمي. وهذه نسبة انتشار عالية، واكثر مما سجل في مصر (34.2%) واليمن (21.5%) والاردن (18.3%) وتونس (12.3%) والمغرب (10.3%). اما الدول العالية الدخل فتسجل نسب انتشار متواضعة جدا.
ويفسر علماء الصحة العقلية التنمر للفروقات الاجتماعية والاقتصادية بتأثيره السلبي على التماسك الاجتماعي social cohesion الذي يعالج النزاعات بين الاشخاص. وشهد العراق فروقات واسعة. ومن اسباب ذلك التمدن السريع الغير مخطط له، من خلال الهجرة الغير مسيطر عليها. وبعد 2003 الهجرة من منطقة الى اخرى (العنف واسع الانتشار وما سموه بالطائفية)، والنزوح بعد احتلال داعش لمحافظات. انها اسباب ادت الى تنامي التنمر في المدارس.
التفاوت الاقتصادي يخل بتوازن قوى المجتمع، وهذه ترتبط بظاهرة التنمر. ومؤخرا التفاوت السياسي. ويشير اطباء الصحة العقلية بان نمو الاطفال والمراهقين في مجتمع يعاني من عدم التوازن والانفلات سيدفع نحو انتشار للعنف ومنها التنمر. وقد تعرض العراقيون للارهاب والعنف الواسع الانتشار لاربعة عقود ماضية، وله الاثر في تنامي ظاهرة التنمر.
العنف السياسي يشرعن الاعتقاد لتحقيق الاهداف الاجتماعية والسياسية بالاعتماد على القوة. والطلبة تتعلم هذه الامور من المعايشة، مما يسبب النسب العالية للتنمر في ضوء السنوات الاخيرة التي عاشها العراق.
نسبة انتشار التنمر الجنسي كانت 21.3%، وتتشابه مع نسبة التنمر الجنسي في اليمن (21.8%). ان التعرض للحروب والعنف واسع الانتشار في المجتمع من الاسباب او العوامل لهذا الانتشار الواسع. ان النسبة اقل منها في مصر (13.5%) والاردن (12.6%) وتونس (12.5%). وربما سبب الاختلاف يعود الى الفروقات الاقتصادية والاجتماعية التي تجذرت في مجتمعنا.
التنمر الجسمي واللفظي والجنسي يرتبط باضطراب اساءة استخدام المواد substance use disorder اي ما يعرف بالادمان، وتعني الزيادة التي يلمسها المجتمع بهذا المرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلع لسانه.. وضع لو?ى واي?ل لاعب المقاولون تحت الملاحظة الطب


.. دعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر -




.. مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب


.. معاناة شاب جزائري تتحول للفتة إنسانية تجمع مشاهير ومؤثري موا




.. صور الأقمار الصناعية بقاعدة أصفهان لا تظهر حفرا ناجمة عن الا