الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق لا كرامة للفقير !.

صادق العلي

2020 / 8 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تمهيد:
الفقر هنا إما الفقير مادياً او من ليس له قبيلة او مجموعة متنفذة.
,,,
يمشي الفقير وكل شيئ ضده ... والناس دونه تغلق ابوابها .
هذا البيت إما للامام الشافعي او للعباس بن الاحنف .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفساد نوعان :
فقير في دولة عادلة وثري في دولة ظالمة .
لم اتوصل الى قائله.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
من ابناء البعث السني المجرم الى ابناء الشيعة اللصوص لا يجد العراقي الشريف فرصة لحياة كريمة وهذا من المسلمات ولا اختلاف عليها , ومهما كانت سمعته طيبة وشهادته الجامعية عالية ومهما كان متمكناً من عمله او اختصاصه فهو مؤهل ان يكون فقيراً وليس هناك اي بارقة امل في حياة كريمة .
في العراق كان ولا يزال الشرفاء الطيبين هم الطبقة الافقر , وكلما ازدادت اخلاق الانسان العراقي فأنه يكون اكثر فقراً واكثر حرماناً واكثر عزلة , بالمقابل كلما تخلى العراقي عن مبادئه واخلاقياته كلما ازداد ثراءاً من خلال اتساع حجم نفوذه او دخوله تحت مظلة المسؤول الذي بالضرورة يحتاج الى ابناء حيض.
عندما يعيش المجتمع على فكرة لا اتدخل فيما لا يعنيني او لنغلق علينا بابنا ونسكت ازاء اي حالة اذلال لاي انسان ولا يتصرفون على تلك الفكرة فان جميع الموجودين مؤهلون لان يفقدوا كرامتهم عاجلاً ام اجلاً !, لان الدور سيصلهم حتما ويفقدون كرامتهم يوما ما وسيشاهدهم اخرين ويقولون ذات الفكرة وهكذا تكون دورة المجتمعات الذليلة .
في هكذا مجتمعات ربما يبيع البعض اخلاقه ويتحول الى حيوان بشري ويقوم بصفع الفقراء ( هناك عدة اساليب ملتوية للوصول ) كنوع من الحماية المستقبلية له ولعائلته وهو اسلوب ناجح لمن لا شرف ولا اخلاق له وهذا ليس ادعاء ولكن اسلوب العصابات التاريخي كما وصلنا يقول ان هناك ثمن يجب ان يدفعه الانسان ليكون عضواً فيها ويحصل على الحماية والامتيازات هذا الثمن بشكل عام يكون الشرف بالمفهوم العربي كي يضمنوا ولائه.
عندما يعيش الانسان على النفايات فهو قطعا بلا كرامة .
ان يصفعك رجل الامن لاي سبب كان وإن كنت محالفاً فأنت قطعاً بلا كرامة .
انت تصمت امام اغتصاب حق جارك او معارفك او حتى امام اي حالة قهر فأنت قطعاً بلا كرامة .
ان تبيع ام جسمها من اجل اطعام اولادها فإن المجتمع بلا كرامة .
حرصت الاديان على تقديم حلول جذرية لمشكلة الفقر والفقراء وهذا يحسب لها ليس بوصفها رسائل سماوية ولكن بوصفها انظمة اجتماعية تحاول ان لا يعيش الانسان على الفضلات وان يحتفظ بكرامته مثل الجميع بدون اي تمايز .
لان الدين الاسلامي هو الاكبر في العراق لم يكن مقنعاً المجتمع العراقي بالقضاء على افة الفقر بل عارض المجتمع العراقي وتحداه بل رفضه جملة وتفصلاً ( على ارض الواقع وليس على شاشات الفضائيات طبعاً ) فمن خلال الفجوة الكبيرة الموجودة والتي تتسع يوماً بعد اخر بين ابناء المجتمع نتأكد بان المكان والزمان لا يتسعان للدين ولا للقرآن بل ولا يتسع للرب بوصفه صانع الاختبارات للجميع ( الفقير والثري على حد سواء ) وهذا ما يرسخ او يقنع الفقير بفقره والثري بزيادة ثروته اكثر فاكثر .
الحلول الجماعية في المجتمع العراقي غير متوفرة وليس هناك اي بارقة امل بحدوثها وعليه فان فقراء العراق ثلاثة انواع :
1- ان ينتقلوا انتقالة نوعية ( بطريقة ما ) ويخرجوا من دائرة الفقر ويصبحوا محللين سياسيين موظفين حكوميين مرموقين ويطالبوا الجميع التحلي بالصبر من اجل غد مشرق للوطن وللمواطنيين.
2- ان يموتوا قهراً او انتحاراً ويقتلون عائلاتهم معهم غير ابهين بجهنم ولا بالرب وبتعاليمه السمحاء على الورق .
3- ان يغادروا العراق الى غير رجعة وان لا يتحسروا على الفراق وكلما ظهرت حالة جديدة من فقدان الكرامة للمواطن فانهم يتاكدوا بإن قرارهم بترك العراق صحيحاً .
تربية الاوطان لا تقل صعوبة عن تربية الابناء ربما اصعب بكثير خصوصاً اذا كان هناك اناس يعتقدون بان حرمانك من الحياة هو مطلب شرعي رباني , وان حرمانك من الحياة الكريمة هي خدمة للرب يقدموها للرب كنوع من الطاعة , وان فقرك وفقر عائلتك هو امر ديني لابد من تنفيذه بصورة دقيقة .
كنا نسمع من كبار السن مقولة مشهورة مفادها ان العراق بلد الغرباء ولا يعرف الجميع فحوى هذه المقولة , ربما كانوا يقصدون الذين يأتون للعمل او الدراسة في العراق فهؤلاء يحصلون على امتيازات كبيرة وكثير كونهم ضيوف ويجب تقديم افضل الخدمات والرعاية , اما ابناء العراق فيستحقون كل ذل واهانة سواء كان ذلك من الرب كأختبار او من الحكومات المتعاقبة كنوع من السيطرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل