الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح الديني في الإسلام، والشروط اللازمة لكي يتحقق فيها هذا الإصلاح؟

فارس إيغو

2020 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتقصد مالك بن نبي (1905 ـ 1975) ـ وهو من أشهر من يتداول فكرهم اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ما يسمي بالتيار الوسطي في الإسلام ـ دائماً الحديث عن الفرد المسلم، العقل الإسلامي الفردي ليحمي مؤسسة الإسلام الرسمية والفكر الإسلامي من أي إنتقاد، وبالنسبة لهؤلاء المصلحين الدينيين هم يُعذرون لأنهم لم يقرأوا النظرية الهيرمينوطيقية أو التأويلية، بالرغم من وجود مصطلح ((التأويل)) في القاموس العربي في العصر الوسيط، وتم تداوله من قبل المفسرين والمعتزلة والفلاسفة، وبالخصوص ابن رشد (1). وبالنتيجة، هم يقعون في خطأ جسيم هو الإقتناع بالوصول الى ((الدين الصحيح))، وفي هذه الحالة ((الإسلام الصحيح))، وهو ما يدفعهم دائماً الى تقريع الفرد المسلم واتهامه بأنه يسيء فهم الدين، ولا يطبق الإسلام الصحيح. لكن ما يفهمه هذا الإنسان البسيط المحدود الذكاء هو النسخة من الإسلام الرائجة أي الإسلام الرسمي (إسلام المؤسسة الرسمية) مختلطاً بإسلام الإسلام السياسي بعد أن تم القضاء على الإسلام الشعبي العفوي والبسيط، وبالتلاعبات والاستخدامات النفعية للدين من قبل السلطات السياسية في معظم البلدان العربية والإسلامية. وما نفتقده تماماً عند مالك بن نبي ـ أي نقد المؤسسة الدينية الرسمية ـ، نجده عند الشيخ محمد عبده، بالرغم من أنه يسبق مالك بن نبي بنصف قرن، وهو ما دفع الكثيرين من المثقفين في تسمية التيار الإصلاحي الذي تركه محمد عبده بالتيار السلفي المتنور، على ما في هذه التسمية من تناقض داخلي، لكن تعبر بالفعل عن فكر محمد عبده والتيار الذي أسسه، والذي مع الأسف لم يستمر بسبب بروز وصعود الإسلام السياسي الحركي ممثلاً بالإخوان المسلمين وما تولد عنهم من تيارات وحركات إسلاموية كانت لها اليد الطولى في قتل بذرة النهضة التي تمّ زرعها في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين قبل أن تصبح شجرة كبيرة وراسخة الجذور في التربة العربية والإسلامية.
لكن، حتى التيار السلفي المتنوّر الذي مثله الأفغاني وعبده والكواكبي وقع في وهم الإعتقاد بالقدرة على التوصل الى مفهوم ((الدين الصحيح)) أو ((الإسلام الصحيح))، وذلك في القول الشهير الذي ينسب الى الأفغاني أحياناً، والى الشيخ محمد عبده غالباً، وهو:
((قد رأينا في الغرب إسلاماً دون مسلمين، بينما في بلاد الإسلام يوجد مسلمين، ولكن، لا يوجد إسلاماً)).
وهذا الكلام مخطئ على الجانبين، فعلى الجانب الغربي (الأوروبي)، حدثت النهضة عن طريق فصل العلوم والمعارف عن الدين، وأولها كانت الفلسفة، أي عملية العلمنة أو الدنيوة، وليس العلمانية، فالعلمانية هي كما يقول الفرنسيون الكرزة الحمراء على قالب الحلوى، أي أنها تأتي تتويجاً لعملية العلمنة التدريجية التي استمرت ثلاثة أو أربعة قرون حتى وصلت أوروبا الى مرحلة العلمانية، والتي رفضها تماماً الشيخ محمد عبده في مناظرته الشهيرة مع المفكر الحداثي فرح أنطون عام 1903 والتي دارت على صفحات مجلة الجامعة التي يديرها فرح أنطون ومجلة المنار التي يديرها ويشرف عليها تلميذ محمد عبده رشيد رضا. وهو ما يؤكد محدودية عملية الإصلاح الديني إذا كان من سيتولاها حصرياً هم من رجال الدين، فحتى السلفي المتنور مثل الشيخ محمد عبده سقط في المزايدات الدفاعية عن الدين في المناظرة الشهيرة التي دارت في بداية القرن الماضي، ولم تثمر إلا على زيادة التوتر بين التيارات الحداثية والدينية، وسيأتي حدث آخر سوف يعيدنا الى مربع الصفر، الى ما قبل حملة نابليون على مصر وقيام دولة محمد علي باشا النهضوية.
زلزال إنهاء الخلافة الإسلامية
في خضم الحملة الاستعمارية على العالم العربي والإسلامي، سيضرب زلزال آخر آثاره ما يزال يفعل فعله في العقل والنفس العربية والإسلامية، هو زلزال سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية المريضة في الاستانة عام 1924؛ صحيح أن الخلافة العثمانية لم يكن قد تبقى منها في الواقع، على حد قول ابن خلدون، إلا رسمها أي آثارها. إلا أن الخلافة العثمانية لم تكن رسماً فقط، لم تكن كياناً سياسياً وجغرافياً ولم تكن كياناً دينياً حضارياً فقط، بل كانت مزاجاً نفسياً؛ البعد النفسي لهذا الرسم كان مترسخاً بقوة في النفوس. تصوروا المجتمعات الإسلامية وقد تشكلت ذهنيتها ونفسيتها، خلال أربعة عشر قرناً في مؤسسة الخلافة الدينية، وفجأة ينهار هذا الكيان الذي كان يعطي معنىً لهذه الذهنية وهذه النفسية؛ فبين عشية وضحاها، ستصبح المجتمعات الإسلامية في حالة يتم وحداد وحزن، وسوف تمتد آثاره منذ لحظة السقوط الى يومنا هذا؛ إنه الفراغ في القلوب المؤمنة التي أدخلوا في وعيها أن الخلافة هي جزء من العقيدة، ومن هنا نفهم الصدمة المضاعفة التي أحدثها كتاب الشيخ علي عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم عام 1925، بل يمكن إرجاع كثيراً من المظاهر التي تسم هذه المجتمعات، والمشاكل والتحديات التي تواجهها، بالعودة الى هذا الفراغ؛ وربما تكون التجربة الكارثية للدولة الإسلامية، دولة أبوبكر البغدادي في العراق وبلاد الشام، وما خلفته من قتل وحشي ودمار هائل في العمران المتشقق والمتصدع أصلاً، هي الذروة التاريخية لدعوى الخلافة التي تمسكت بها المؤسسة الرسمية الإسلامية وتسببت في الحملة القاسية والظالمة على الشيخ علي عبد الرازق والحكم القاسي الذي تعرض له؛ وفي المقابل، وهنا يتجلى مكر التاريخ الهيغلي، قد تكون عودة الخلافة بهذا الرعب والتوحش، هي الدواء المر لذلك الجرح الذي بقي نازفاً منذ العشرينيات من القرن الفارط.
الشروط الممكنة لهذا الإصلاح الديني في زمن الثورات التكنولوجية الرقمية
نحن لم نذهب الى الجوهر الى حد الآن، رغم كل هذه المشاريع النقدية الكبيرة (الجابري، أركون، حسن حنفي) والجوهر هو الإصلاح الديني العميق، لكن هذه المرة لن يترك هذا الإصلاح الديني في يد السلطة الدينية الرسمية، سيشترك في هذه المعركة النقدية المثقفين، لا بل كل المدونين الأحرار على مواقع التواصل الاجتماعي وهم في تزايد وتطوّر في المحتوى المعرفي. إن هذه المعركة لم نختارها ـ وأقصد هنا الاشتباك الجبهي مع الخطاب الديني المتأزم والمُؤزم للواقع ـ بل لأن المعركة قد فرضت علينا فرضاً، فالخطاب الديني الموروث يقدّم الجهاز المفاهيمي القادر على تهييج الشعب وتجييشه دينياً لأي سبب تافه. لنأخذ مثلاً كتابة رواية فيها نقد عميق للأديان، كرواية السوري حيدر حيدر ((وليمة لأعشاب البحر))، التي تسببت خلال نشرها لأول مرة في مصر عام 2000 الى غضب كبير في الشارع الإسلامي ومظاهرات حاشدة، أدت الى إشعال فتنة وإشغال العالم العربي والإسلامي بأمور لا تمس حياتهم وحرياتهم من قريب أو بعيد. وأصدر الأزهر فتوى دينية، وسحبت الراوية من الأسواق في مصر (٣).

هذا الخطاب الديني العتيق متداول بكثرة في الإعلام الرسمي وغير الرسمي وفي المدارس الرسمية والمعاهد الدينية، وفي الوعظ المشيخي في الجوامع، فالإنسان المسلم يجري تنميطه عن طريق هذا الخطاب المغرق في التقليدية والتزمت، وهو ما يسمح للجمهور المسلم ليكون قليل التسامح مع الخطابات التي تنقد الفكر الإسلامي، وقليل التسامح مع الثقافات الأخرى المغايرة لثقافته.
فإذا بقينا ضمن هذا الخطاب الديني العتيق والجهاز المفاهيمي، ونفس القاموس من العصر القروسطي (العورة، الطاعة، والبيعة، والخلافة، والولاء والبراء، ودار الإسلام ودار الحرب، والحروب الصليبية، وعتق الرقبة إلخ إلخ)، سنعيد إنتاج نفس المخيال الديني الذي كان موجوداً في العصور الوسطى، والذي أصبح هو المشكلة بحد ذاتها، وبالتالي، سنظل ندور وندور لنرجع الى النقطة التي انطلقنا منها كالقطة التي تلحس ذيلها.
وبالمحصلة، فإن الإصلاح الديني العميق يصبح ضرورة عاجلة وإسعافية، وأحد شروطه الممكنة هذه المرة، هو ألا يترك في يد رجال الدين والسياسة لتمييعه بالحلول السطحية، وإذا لم تقم به المؤسسة الدينية الرسمية، يجب أن تتولاها النخبة المفكرة والمثقفة، بل كل المؤمنين الأحرار، بحيث تنصّب معظم الجهود الفكرية لهذا المطلب الحيوي. ولهذا الإصلاح الجذري شروط أخرى لا بدّ أن تتحقق، ومنها بشكل أساسي تجاوز نظرية وجود شيء اسمه الدين الحقيقي، وكذلك التجاوز النقدي للرؤية الأشعرية للعالم.

الخاتمة
إن الإلهي لن يكون له ظهور في التاريخ من دون البشري أو الإنساني، من دون التفاعل مع البشر، فكيف يمكن تفهم وجود رسالة للبشر قبل خلق البشر والعالم؟ وكيف يمكن أن يتحدث القرآن الموجود في اللوح المحفوظ منذ الأزل عن أبي لهب وزوجته؟ إذن، الرسالة تفترض التفاعل، والتفاعل يفترض أن الرسالة حدثت في التاريخ البشري، وليست فوق التاريخ، وبالتحديد في لغتها البشرية والحوادث التي تتكلم عنها والقصص التي ترويها والثقافة التي تعرضها، وكذلك هي تتناسب مع مستوى العلوم في لحظة نزولها، ومن هنا نقول إن المأزق الكبير في الفكر الإسلامي هو نظرية اعتبار القرآن خالق، والقرآن تقول المعتزلة هو كلام الله بلغة البشر، وتحديداً بلغة قريش الموضوعة، وهي رسالة تحكي عن شخصيات عاشت في فترة ما في شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في مكة والمدينة. أي لا مفر من إصلاح حقيقي وجذري في الإسلام من تحقق الشروط الثلاثة الأساسية:

الخاتمة
إن الإلهي لن يكون له ظهور في التاريخ من دون البشري أو الإنساني، من دون التفاعل مع البشر، فكيف يمكن تفهم وجود رسالة للبشر قبل خلق البشر والعالم؟ وكيف يمكن أن يتحدث القرآن الموجود في اللوح المحفوظ منذ الأزل عن أبي لهب وزوجته؟ إذن، الرسالة تفترض التفاعل، والتفاعل يفترض أن الرسالة حدثت في التاريخ البشري، وليست فوق التاريخ، وبالتحديد في لغتها البشرية والحوادث التي تتكلم عنها والقصص التي ترويها والثقافة التي تعرضها، وكذلك هي تتناسب مع مستوى العلوم في لحظة نزولها، ومن هنا نقول إن المأزق الكبير في الفكر الإسلامي هو نظرية اعتبار القرآن خالق، والقرآن تقول المعتزلة هو كلام الله بلغة البشر، وتحديداً بلغة قريش الموضوعة، وهي رسالة تحكي عن شخصيات عاشت في فترة ما في شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في مكة والمدينة. أي لا مفر من إصلاح حقيقي وجذري في الإسلام من تحقق الشروط الثلاثة الأساسية:
1ـ الشرط الأول، ألا يترك هذا الإصلاح في يد المؤسسة الدينية الرسمية حصرياً، وهو ما يحصل منذ عشر سنوات مع ظهور مؤسسة مؤمنون بلا حدود والشغل العظيم الذي قامت به خلال تلك السنوات، وكذلك ظهور المدونين الجدد الذين يكتبون عن الإسلام بشتى الاتجاهات والألوان وهم يساهمون مساهمة قوية في الدفع نحو الإصلاح الديني من تحت، أي من القاعدة، وضمن عملية تفاعلية مع المستخدمين لهذه الوسائط الرقمية.
2ـ الشرط الثاني، هو الخروج من نظرية وجود ما يسمى بـ ((الدين الصحيح أو الدين الحقيقي))، ففهم الدين لا يخرج عن التأويل للنص، والسلطة الزمنية التي تفرض هذا التأويل كالنسخة الرسمية وتحرم وتجرم أي تأويلات أخرى. هذه التأويلات هي التي تنتج ما يسمى بالطوائف الموجودة في كل الأديان وحتى بالأيديولوجيات. فالدين لا يوجد من غير الإنسان المؤمن والجماعة التي يتحدّد جزء من وعيها وهويتها الثقافية بالكتاب، بنص ديني يعتبرونه مقدساً بالنسبة لهم. فكل محاولات الإصلاح الديني في الإسلام منذ بداية عصر النهضة كانت تقوم على الإيمان بهذه النظرية، وجود إسلام حقيقي، جرى تطبيقه في فترة سميت بالعصر الذهبي للإسلام، وحادّ وانحرف عنه المسلمون، وهو السبب فيما يجري علينا من ذبول في الحضارة وتأخر وتراجع في شتى المجالات.
3 ـ الشرط الثالث، تجاوز التصور الأشعري للعالم، وبالخصوص للقرآن على أنه كتاب موجود منذ الأزل، أي كتاب قديم قدم الله، فكيف لأي رسالة دينية أن تقوم قبل قيام العالم والإنسانية. والرجوع الى نظرية المعتزلة في خلق القرآن، ولا ننسى أن المعتزلة كانوا مسلمين أتقياء دافعوا عن الإسلام، ولا أحد يمكن أن يرميهم بأي سوء في تدينهم وإسلامهم، إلا من كان في قلبه زيغٌ.
إن ضرورة الإصلاح الديني الجذري في الإسلام يعود إلى أزمة الفكر الإسلامي العميقة، وفشل كل محاولات الإصلاح التوفيقية والترقيعية منذ قرنين ونيف، وأكبر دليل على هذه الأزمة الكبرى في الإسلام ظهور ظواهر مرضية مثل حركات الجهاد الإسلامي والقاعدة وبوكو حرام والشباب الصومالي، وآخرها وأكثرها دموية ووحشية الدولة الإسلامية، والتي تشير إلى أن الأزمة في الفكر الإسلامي الرسمي وغير الرسمي وصلت الى ذروتها، ولم يعد ينفع معها العلاجات المهدئة، أي المكابرة والعناد، والإستمرار في في سياسات التبرير الزائفة، التي تلقي الذنب تارة على الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الداخلية، وتارة أخرى على الأسباب الخارجية مثل الاستعمار والمؤامرات التي تحاك على الأمة الإسلامية، أو على الإسلام مباشرة، وهي كلها عوامل تبريرات لرفض الإصلاح والتجديد والتغيير نتيجة لمصالح سياسية أو أيديولوجية تتحكم وتغذي الثقافة في العالم العربي والإسلامي.
الهوامش
(١) وجدت كلمة التأويل في القرآن 17 مرة، بينما التفسير مرة واحدة، وأهم تفسير أتانا من العصر الوسيط، أي تفسير الطبري (839 في إيران ـ 923 في بغداد) وضع له الطبري عنواناً هو ((جامع البيان في تأويل آي القرآن)).
(٢) ولا يفوتنا أن نذّكِّر بالبيان الختامي للمؤتمر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي الذي عقد في القاهرة مطلع سنة 2020، فقد أعلن في الفقرة 12 من البيّان، التالي:
((الدولة في الإسلام هي: الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة. والأزهر - ممثلا في علماء المسلمين اليوم- يقرِّر أن الإسلام لا يعرف ما يسمى بالدولةِ الدينية، حيث لا دليل عليها في تراثنا، وهو ما يُفهم صراحةً من بنود صحيفة المدينة المنورة، ومن المنقول من سياسة رسولنا الأكرم، ومن جاء من بعده من الخلفاء الراشدين، وكما يرفض علماء الإسلام مفهومَ الدولة الدينية فإنهم يرفضون -بالقَدْرِ نَفْسِه- الدولة التي يقوم نظامها على جحد الأديان وعزلها عن توجيهات الناس)).
أما في الفقرة رقم 13، فيقول البيّان الختامي:
((الخلافة نظام حكم ارتضاه صحابة رسول الله ناسب زمانهم، وصلح عليه أمر الدِّين والدُّنيا، ولا يوجد في نصوص الكتاب والسنة ما يلزم بنظام حكم معين، بل كل نظام من أنظمة الحكم المعاصرة تقبله الشريعة مادام يوفَّر العدلَ والمساواة والحرية، وحماية الوطن، وحقوق المواطنين على اختلاف عقائدهم ومِلَلِهم، ولم يتصادم مع ثابت من ثوابت الدين)).
وهو تجديد حدث بعد قرن تقريباً على كتاب عي عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم، الذي أدين من الأزهر، وحوكم صاحبه بالتوقف عن التدريس وبسحب الأستاذية منه. لكن رغم أن البيّان خطوة الى الأمام في حل مسألة الخلافة، إلا أنه لم يحسم بعد مرجعيتها المدنية، وبالتالي، يخلق تفارقاّ بين عنوان الدولة العلمي والتقدمي، وبين مضمونها الذي يتمسك في المقابل بإلإصرار على مرجعيتها الإسلامية.
(3) ظهرت الطبعة الأولى من الرواية في قبرص عام 1984، وتوالت طبعاتها في لبنان وسورية وقبرص، وتعد من أشهر أعمال الروائي السوري حيدر حيدر (1936)، والذي تناول في فصولها جزءاً من تاريخ العراق، وجانباً من تاريخ الثورة الجزائرية، حيث عاش الكاتب في الجزائر من عام 1970 الى عام 1974 وجمع فيها شخصيات من انتماءات وجنسيات عربية مختلفة كانت تعيش في الجزائر خلال ما سمي بالثورة الثقافية وسياسات تعريب التعليم في الجزائر.
في مصر، أحدث نشر الرواية عام 2000 أزمة سياسية وثقافية ودينية، بدأت بمقال نشره المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس في صحيفة الشعب الناطقة باسم حزب العمل الإسلامي، وكان عنوان هذا المقال ((من يبايعني على الموت))، يستنكر كاتبه ما ورد في الرواية من كلمات وعبارات وصفها بالفاسقة والداعرة والكافرة، وبأنها تسعى الى نشر الفاحشة والحفر، ومناشداً في نهايتها رئيس الدولة إصدار بيان من الرئاسة استغفاراً من الله، واعتذاراً الى الأمة، وعدم السكوت على من كتب وطبع ونشر ووزع الرواية الشيطانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا بد من امير مستنير
منير كريم ( 2020 / 8 / 6 - 03:38 )
تحية للاستاذ الكاتب
مقال ممتاز
الاصلاح الديني يستلزم درجة مناسبة من التطور المادي والحضاري للمجتمع ونواة صلبة من المثقفين الليبراليين وفوق كل هذا
لابد من امير مستنير على راس السلطة السياسية
امراء اوربا المستنيرون كانوا الاداة في تحقيق التقدم
شكرا


2 - ما فرض بالقوة لا يتغير الا بالقوة
منطقي ( 2020 / 8 / 9 - 03:00 )
الاسلام صيغ بحيث الداخل اليه من الصعب جدا ان يخرج منه ، انه سجن كبير ، المسلم اقنعوا انفسهم انه بإرادتهم موجودون فيه ، انهم لن يتحرروا ذاتيا ما لم تتدخل قوة خارجية و تحررهم


3 - ما فرض بالقوة لا يتغير الا بالقوة
منطقي ( 2020 / 8 / 11 - 13:18 )
الاسلام صيغ بحيث الداخل اليه من الصعب جدا ان يخرج منه ، انه سجن كبير ، المسلم اقنعوا انفسهم انه بإرادتهم موجودون فيه ، انهم لن يتحرروا ذاتيا ما لم تتدخل قوة خارجية و تحررهم

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك